إيلاف من لندن: سحبت السلطات العراقية بأوامر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قوات مكافحة الشغب من شوارع مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية واستبدلتها بقوات الجيش والشرطة، فيما بدأت لجنة عليا التحقيق الاحد بأحداث العنف هناك التي ادت الى مصرع واصابة حوالي 150 متظاهرا وعنصر امن.

وقال مصدر حكومي عراقي اليوم إن رئيس جهاز الامن الوطني المكلف بمهام محافظ ذي قار (375 كم جنوب بغداد) عبد الغني الاسدي قد اوعز بسحب قوات مكافحة الشغب من شوارع مدينة الناصرية واستبدالها بقوات من الجيش والشرطة المحلية وذلك بتوجيه من الكاظمي بهدف تهدئة الاوضاع المضطربة فيها وتقليل حدة التوتر بين المحتجين والاجهزة الامنية في المحافظة، والتي ادت خلال الايام الخمسة الاخيرة الى مصرع 5 متظاهرين واصابة 150 اخرين، بينهم عناصر أمن.

واصدر الأسدي عددا من القرارات وضعت اسسا لاختيار محافظ جديد يحظى بمقبولية ابناء ذي قار بعيدا عن الضغوط السياسية والحزبية وتهيئة الارضية المناسبة وبخطوات رصينة للبدء بالاعمار والبناء ومحاربة الفساد اضافة الى منع استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين الذين استجاب الكاظمي الجمعة لمطلبهم بإقالة المحافظ ناظم الوائلي.

وقال الأسدي خلال اجتماعه مع قادة أمن ومسؤولين محليين في ذي قار إن "مهمتي وقتية وهدفي هو تهدئة الأوضاع في الناصرية والحفاظ على ارواح شبابنا ووضع الاسس المناسبة لاختيار محافظ جديد يحظى بمقبولية ابناء ذي قار وبعيدا عن الضغوط السياسية والحزبية". كما يتوعد بمحاسبة كل من يستخدم الرصاص الحي من عناصر ومسؤولي الاجهزة الامنية.

واكد قائلا " "شخصنا وجود خلل في الرؤية والاداء من قبل بعض الاجهزة الأمنية وسنعمل على تجاوز كل الاخطاء السابقة".. مشيرا الى منح "التخويل لقيادة الشرطة بنقل ومحاسبة من لا يؤدي واجباته بصورة تامة وكل من لا ينفذ الاوامر الصادرة بمنع استخدام الرصاص الحي اثناء التظاهرات".

بدء التحقيق

ومن جهتها، بدأت لجنة عليا أمر بتشكيلها الكاظمي مهمتها في الناصرية اليوم للتحقيق بأحداث ذي قار التي حصلت خلال الأيام الاخيرة. وقالت خلية الاعلام الامني في بيان تابعته "ايلاف" إن القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أمر بتشكيل لجنة عليا برئاسة الفريق الركن باسم الطائي وعضوية عدد من كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخلية والامن الوطني للتحقيق بالاحداث التي حصلت في مدينة الناصرية خلال الأيام الماضية والتي ادت الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية".

واكد الكاظمي امس في بيان نقله مكتبه الاعلامي ان الاجراءات الاخيرة التي تم اتخاذها بخصوص محافظة ذي قار ومنها تكليف محافظ جديد للمحافظة وتشكيل مجلس استشاري مرتبط به وفتح تحقيق واسع للوقوف على المسؤولين عن الاحداث الأخيرة تمثل مقدمة للشروع في حملة كبرى لاعمار المحافظة.

واهاب الكاظمي بأهالي محافظة ذي قار الحبيبة وعشائرها المساهمة في التهدئة لمنح الفرصة الكافية للادارة الجديدة للقيام بمهامها في خدمة اهالي المدينة. وشدد على ان حكومته ستقدم كل الدعم للمكلف بمهام محافظ ذي قار عبد الغني الأسدي والمجلس الاستشاري للنهوض بواقع المحافظة وتقديم الخدمات لمواطنيها.

وطالب المحتجون خلال احتجاجاتهم بتغيير محافظ ذي قار حيث خول نواب المحافظة الكاظمي اختيار محافظ جديد بعيداً عن تدخل الأحزاب السياسية . كما احرق محتجون مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ ومدراء الادارات الفاسدين بسبب تدهور الخدمات العامة ورشقوا بالحجارة قوات الأمن التي ردّت بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم .

يشار الى ان محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها والتي اندلعت في محافظات اخرى أيضا في اكتوبر عام 2019 مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.

وكانت هذه الاحتجاجات الشعبية قد تفجرت مليونية في العاصمة وتسع محافظات وسطى وجنوبية ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين، وادت الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته في الاول من نوفمبر من العام نفسه.