نيقوسيا: أكّدت دول الخليج ومصر والعراق دعمها للقيادة الاردنية بعد عملية أمنية أدت إلى توقيف عدّة أشخاص بينهم رئيس سابق للديوان الملكي وشخصيّة قريبة من العائلة المالكة لأسباب أمنية على صلة باستقرار البلد.

ويقيم الاردن علاقات وطيدة مع قيادات دول الخليج الثرية، وخصوصا في مرحلة ما بعد أحداث الربيع العربي، وغالبا ما يتلقى مساعدات منها لتخطي الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها.

وكتب مستشار الرئيس الإماراتي ووزير الدولة السابق للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة في موقع تويتر الأحد أنّ "استقرار الأردن الشقيق محل إجماع عربي ودولي".

وأضاف أنّ "سياسته العاقلة وبناءه للجسور في منطقة مضطربة لم تكن بالخيار السهل، ولكنها كانت وتبقى التوجه الضروري".

وتابع "تاريخ الأسرة الهاشمية في عبور الأزمات والحفاظ على الدولة في أحلك الظروف ملهمٌ، فلنلتفّ اليوم وكل يوم حول الأردن وقيادته وشعبه".

وأصدرت البحرين وقطر والكويت وعُمان واليمن بيانات خلال الساعات الماضية أعربت فيها عن دعمها للقيادة الأردنية في كل ما تتخذه "لحفظ أمن واستقرار الاردن الشقيق ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما".

كما أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردني "أعرب خلاله عن دعم دولة قطر ووقوفها مع المملكة الأردنية".

وكان الديوان الملكي السعودي أصدر بيانا مساء السبت أعلن فيه وقوف السعودية "إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها".

وشدّد كذلك مجلس التعاون الخليجي على أنّه يقف إلى جانب الأردن، بينما أكّدت جامعة الدول العربيّة تضامنها مع الإجراءات التي اتّخذتها القيادة الأردنيّة.

"مكانة مقدّرة" عربياً

وأعلن مصدر أمني أردني مساء السبت، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنيّة، أنّه "بعد متابعة أمنيّة حثيثة، تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنيّة".

وأكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي في بيان إنّ "التحقيقات مستمرّة وسيتمّ الكشف عن نتائجها بكلّ شفافية ووضوح"، مشدّدًا على أنّ "أمن الأردن واستقراره يتقدّم على أيّ اعتبار".

وقال الجيش إنّ الأخ غير الشقيق للملك الأردني، الأمير حمزة، "طُلب منه التوقّف عن تحرّكات تُوظّف لاستهداف" استقرار الأردن، لكن ولي العهد السابق قال أنّه قيد الإقامة الجبريّة، نافيا أن يكون جزءًا من أيّ مؤامرة.

وهو ذكر في تسجل حصلت على شبكة "بي بي سي" أنّه "غير مسؤول" عن "انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد في الـ15 إلى الـ20 سنة الماضية والتي تسوء".

وكان الملك عبد الله سمّى الأمير حمزة وليًا لعهده عام 1999 بناءً على رغبة والده الراحل، لكنّه نحاه عن المنصب عام 2004 وسمّى لاحقًا ابنه الأمير حسين وليًا للعهد.

وفي القاهرة، عبر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية باسم راضي في بيان عن تضامن مصر "الكامل ودعمها للمملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة وقياداتها" وسط التشديد على ان "أمن واستقرار الأردن الشقيق هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي".

وفي العراق الذي من المقرر ان يستضيف قريبا قمة تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أكد بيان لوزارة الخارجية وقوف "الحكومة العراقية إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني".

أما الجامعة العربية، فقال أمينها العام احمد أبو الغيط إنّ "الملك عبد الله الثاني له مكانة مقدرة وعالية سواء بين أبناء الشعب الأردني أو على المستوى العربي عموما".

وفي إسرائيل المجاورة للأردن، قال وزير الدفاع بيني غانتس إن الأحداث تندرج ضمن "الشؤون الداخلية للمملكة ... الجار والحليف الاستراتيجي الذي تقيم معه (الدولة العبرية) علاقات سلمية".

واضاف ان "الاردن القوي والمزدهر يصب في مصلحة اسرائيل الامنية والاقتصادية".