بوغوتا: تدفّق آلاف المتظاهرين إلى شوارع كولومبيا الأربعاء، في ثامن يوم على التوالي من الاحتجاجات رغم الصدامات التي أودت بـ24 شخصا على الأقل وأدت إلى إصابة المئات بجروح.

وتجمّع طلاب وأعضاء نقابات وسكان أصليون في العاصمة بوغوتا وميديين في شمال غرب البلاد وكالي في جنوب غربها.

وبدأ الغضب الشعبي على خلفية إصلاح ضريبي مقترح تم التراجع عنه لاحقا استجابة لضغط الشارع. لكن التظاهرات لم تتوقف وسط الغضب حيال سياسات الحكومة المرتبطة بالصحة والتعليم وعدم المساواة، إضافة إلى لجوء السلطات للقوة لقمع المحتجين.

وكشفت أرقام رسمية أن 24 شخصا على الأقل لقوا حتفهم، 18 منهم بإطلاق النار عليهم، بينما أصيب أكثر من 800 بجروح فيما فُقد 89 شخصا خلال الأسبوع.

لكن جهات أخرى كشفت عن أرقام أعلى. وأشارت منظمة "تيملوريس" غير الحكومية إلى مقتل 37 شخصا.

في الأثناء، أفادت مراسلون بلا حدود عن تعرّض 76 صحافيا لهجمات، أصيب 10 منهم بجروح على أيدي قوات الأمن.

ونظّم متظاهرون احتجاجات في مناطق عدة في بوغوتا الأربعاء، رافعين لافتات وشعارات تدعو إلى استقالة الرئيس إيفان دوكي.

وأفاد مستشار الرئيس ميغيل كيبالوس أن الحكومة ستجتمع مع ممثلين عن المتظاهرين "الأسبوع المقبل" بينما طلبت المحاكم العليا بأن تشمل أي محادثات "كافة الأطراف" من "الاحتجاجات السلمية والاضطرابات الاجتماعية".

وتجمّع الآلاف، وضع معظمهم كمامات لمنع تفشي كوفيد-19، في "بلازا بوليفار" وسط العاصمة قرب مقر الرئاسة. ومنعت الشرطة إحدى المجموعات من دخول الكونغرس.

كما خرج نحو 8000 شخص إلى الشوارع في ميديين، ثاني كبرى مدن كولومبيا.

وعلى الرغم من دعوات المجتمع الدولي الأخيرة للتهدئة، شهدت العاصمة أعمال فوضى خلال الليل.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 36 عاما وتدعى ناتاليا رفضت الكشف عن كامل اسمها "الشرطة تهاجمنا... لسنا مخرّبين".

وأصيب 30 مدنيا و16 عنصر شرطة في هجمات استهدفت مراكز شرطة، وفق ما أفاد مكتب رئيس بلدية بوغوتا.

وبدت آثار الصدامات واضحة الأربعاء بوجود مراكز للشرطة محترقة ومواقف حافلات ومصارف تم تخريبها.

وقال طالب يبلغ من العمر 19 عاما في بوغوتا يدعى هكتور سوينيمي "من المؤلم رؤية ذلك لكن المؤلم أكثر هو إهمال حكومة صمّاء تفضّل استخدام قوات الأمن" لقمع المحتجين.

وانتقدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إضافة إلى منظمات حقوقية استخدام قوات الأمن الكولومبية للقوة الثلاثاء.

ووقعت إحدى أسوأ الحوادث في كالي، ثالث المدن الكولومبية لجهة الكثافة السكانية، في وقت متأخر الاثنين عندما قتل خمسة أشخاص وأصيب 30 بجروح.

وتتهم الحكومة عصابات مسلحة، بما في ذلك مجموعات تابعة للقوات الثورية الكولومبية المسلحة ( فارك) التي تم حلها وأعضاء مجموعة يسارية متمرّدة أخرى "أي إل إن" ومهربي مخدرات بالوقوف وراء الاضطرابات.

وتسلّط الاحتجاجات الضوء على الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها كثيرون غداة أزمة كوفيد.

وفي أسوأ أداء منذ نصف قرن، تراجع إجمالي الناتج الداخلي في كولومبيا بنسبة 6,8 في المئة في 2020، بينما بلغ معدّل البطالة 16,8 في المئة في آذار/مارس.

ويعاني حوالى نصف سكان كولومبيا من الفقر، بحسب أرقام رسمية.