إيلاف من لندن: صحا العراقيون الخميس وهم منقسمون ين صائم ومفطر بعد اختلاف مرجعياتهم المذهبية في تحديد أول ايام عيد الفطر بين اليوم وغدا وسط اغلاق وحظر للتجوال شاملين خرجت تظاهرات محدودة رافضة لهما، فيما وجه القادة السياسيون تهانيهم المعتادة لمواطنيهم.

فطران

فيما اعلن الوقف السني ان اليوم هو أول ايام عيد الفطر فقد ظهر خلاف شيعي في تحديد يومه حيث اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان الخميس هو أول ايام العيد بينما قال المرجع الشيعي في البلاد السيد علي السيستاني في بيان ان غدا الجمعة هو أول أيام عيد الفطر منوها بالقول "لم تثبت رؤية الهلال بالعين المجردة في العراق والمناطق المجاورة له بعد غروب الاربعاء 29 رمضان ووفقاً لذلك يكون الخميس مكملاً لعدة شهر رمضان وتكون الجمعة يوم عيد الفطر .

واستنادا لذلك فقد حددت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عطلة عيد الفطرالرسمية اعتباراً من اليوم الخميس وتنتهي يوم الأحد 16 من الشهر الحالي على أن تستمر إجراءات فرض حظر التجوال الشامل لغاية 22 من الشهر نفسه.

ويحتفل العراقيون بعيد الفطر وسط اغلاق شامل يستمر عشرة أيام يعزل العاصمة عن طريق اغلاق مداخها ومخارجها وكذلك طرقها مع اقليم كردستان الشمالي والسماح فقط بنقل الوقود والبضائع عبر المنافذ .

ويشمل قرار الحظر غلق المولات والمطاعم والكافتيريات والمقاهي ودور السينما والمتنزهات وقاعات المناسبات والأعراس والمسابح والقاعات الرياضية وغيرها، فضلا عن منع إقامة التجمعات البشرية بأشكالها كافة . كما تم نشر دوريات شرطة النجدة في الأحياء السكنية لمنع التجمعات البشرية .

لكن بعض المحافظات الجنوبية شهدت تظاهرات محدودة رفضا للاغلاق وكسرا لحظر التجول فيما اقام مواطنون في منطقة الاعظمية السنية في العاصمة بغداد صلاة العيد في جامع الامام ابو حنيفة النعمان خلافا للاغلاق كما اظهرت ذلك صور نشرتها وسائل اعلام عراقية واطلعت عليها "ايلاف".

معارضة الإغلاق

ومن جهتهم طالب عدد من محافظي المحافظات العراقية التي تحتضن مراقد مقدسة باستثنائها من الحظر لاتاحة الفرصة للزائرين الوصول اليها فيما قدم محافظون آخرون طلبات مماثلة لاسباب اقتصادية اثرت سلبا على الكسبة واصحاب الاعمال الحرة.

ومن جانبها انتقدت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان ما اسمته "قطع أرزاق" الكسبة بفرض حظر التجوال الشامل الذي قالت بأنه "قسري" وليس بصحي.

وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان على صفحته بفيسبوك تابعته "ايلاف" إن "إجراءات الحظر الشامل أمنية وليست صحية وتصل إلى حالة القسر في تنفيذها في بعض الأحيان دون مراعاة للحالات الإنسانية".

واشار الى أن "آلاف العوائل تعيش على قوتها اليومي الذي حرمت منه بسبب الحظر الشامل إضافة إلى خسائر بمليارات الدنانير لحقت بالأسواق التجارية". ورأى ان "العراق لا يحتاج إلى حظر أمني بل يحتاج إلى تعزيز إجراءات الوقاية من وباء كورونا وحث المواطنين على تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا".

وطالب الحقوقي الغراوي خلية الأزمة وقيادة العمليات المشتركة بإلغاء الحظر الشامل والسماح لكل مواطن يحمل بطاقة التلقيح بالتحرك وفتح جميع المراكز الصحية صباحا ومساء وحث المواطنين على تلقي اللقاح" في وقت تشتكي السلطات الصحية من عدم التزام المواطنين بالاجراءات الصحية على الرغم من انها تهدف الى حماية أرواحهم.

إجلاء عراقيي الهند

واليوم انطلقت طائرة للخطوط الجوية العراقية الى الهند في رحلة استثنائية لاجلاء المزيد من العراقيين العالقين في الهند وسط مخاطر انتشار فايروس كورونا ذو السلالة الخطيرة الذي اصاب حوالي 22 مليون هندي.

وقال المتحدث باسم سلطة الطيران المدني جهاد كاظم ان رحلة جوية انطلقت اليوم إلى الهند لإجلاء العراقيين العالقين أما الرحلة الثانية فستنطلق إلى هناك الثلاثاء المقبل. وأضاف أن "المسافرين سيخضعون لفحص البي سي ار، وسيتم حجرهم في الفنادق لمدة 14 يوماً". وأشار إلى أن "زيادة عدد الرحلات يتعلق بالتنسيق مع السفارة العراقية في الهند حيث أن كل العالقين في الهند يسجلون أسماءهم لديها وكلمَّا يصل العدد إلى ما بين 400 إلى 500 مسافر ترسل لهم رحلة واحدة".

وكانت وزارة الصحة قد استقبلت قبل ايام 399 عراقيا تم اجلاؤهم من هناك هم المجموعة الاولى من العالقين في الهند والبالغ عددهم حوالي الف عراقي وكان بينهم 83 مصابا تم عزلهم فيما كان بين المجموعة الثانية 27 مصابا حيث يتم اجلاء العالقين بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والنقل العراقيتين.

القادة يدعون للتضامن

ومن جهتهم وجه القادة العراقيون دعواتهم لمواطنيهم بالتضامن والتسامح معبرين في بيانات وتغريدات تابعتها "ايلاف" عن املهم في ان يحصلوا على الامن والخدمات والاستقرار ودولة مهابة قادرة ومقتدرة.

وهنأ الرئيس العراقي برهم صالح مواطنيه بالعيد الذين قال انهم يواجهون التحديات بالمزيد من التضامن والتسامح والتراحم .. محييا بالخصوص عوائل الشهداء "ونفخر جميعا بما قدمه أبناؤهم من اجل الكرامة والحرية". وأضاف "لتقترن أيامنا بإرادة وطنية لحماية تعايشنا وامننا ونبذ الفرقة واعلاء مبدأ المواطنة".

وتمنى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للعراقيين الخير والاستقرار والازدهار.. بينما هنأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر"المؤمنين والمؤمنات" وخصوصا الشعب الفلسطيني متمنياً لهم "النصر والامان ولشعبنا العراقي بالاخوة والسلام".

وتمنى رئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم ان يتحقق للشعب العراقي "ان يوحد كلمته على الحق لتحقيق ما يصبو إليه من أمن وخدمات واستقرار وحقوق مشروعة ودولة مهابة قادرة ومقتدرة تضمن العيش الكريم لأبنائها وتكافؤ الفرص بينهم".

وقال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني"لنتخذ جميعاً من معاني ومفاهيم العيد المتمثلة في المصالحة والتسامح والتصالح مع أنفسنا ومع من حولنا ومع الكل مبدأ لتصرفاتنا وعلاقاتنا وخطواتنا المستقبلية".

ودعا الى أن "يفتح الجميع صفحة جديدة قوامها التشارك وقبول الآخر لنستطيع معاً تقديم خدمة أفضل لشعبنا وبلدنا ونخطو صوب مستقبل أفضل ونحو الطمأنينة والاستقرار والمزيد من حماية الحقوق والحريات والقانون والعدل"..

وأضاف "لنتخذ من العيد في داخل إقليم كردستان وكل العراق فرصة لطي صفحات الكره وكسر بعضنا البعض والخطاب الخشن نهائياً، ونجعل منه، بقلوب وبنوايا صافية نقية، المنطلق لبداية جديدة قوامها التلاحم والشراكة والتعاون بين الأطراف والمكونات كافة من أجل حل العقد والمشاكل وتخطي الأزمات ولنكن جميعنا في مستوى المسؤولية الإنسانية والوطنية".

أمنيات أممية

ومن جهتها وجهت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت "أطيب التمنيات للعراقيين في عيد الفطر. وقالت بلاسخارت في بيان "عيد الفطر هو مناسبة سعيدة تأتي إيذاناً بانقضاء شهر رمضان المبارك. وفي هذا العام ستكون الاحتفالات والنزهات العامة مرة أُخرى أقلّ بسبب جائحة كوفيد-19 وحظر التجول المفروض في البلاد".

وأستدركت بالقول "ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، آمل أن تجلب بركات عيد الفطر تفاؤلًا متجددًا بأيام قادمة أفضل. في العراق، وفي العالم أجمع، نحن في خضم حملة تطعيم مهمة ضد فيروس كوفيد-19. وسنكون آمنين فقط حالما يصبح الجميع آمنين".

وختمت الممثلة الاممية قائلة "وأنتم تحتفلون بهذه المناسبة المباركة داخل حدود منازلكم، أبعث لكم ولأحبائكم بأطيب تمنياتي".