برلين: يتواجه المحافظون الألمان مع اليمين المتطرف الأحد خلال الانتخابات الإقليمية في شرق البلاد التي تعد اختبارًا حاسمًا لمرشحهم لخلافة أنغيلا ميركل، قبل أقل من أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية.

دُعي نحو 1,8 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لتجديد برلمان منطقة ساكسونيا أنهالت الصغيرة التي كانت تنتمي إلى جمهورية ألمانيا الديموقراطية الشيوعية السابقة ويقودها الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة منذ العام 2002. ومن المتوقع أن تكون النتائج متقاربة إذ تصدَّر حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي نتائج معظم استطلاعات الرأي يليه حزب البديل من أجل ألمانيا المناهضة لسياسة الهجرة وثاني قوة سياسية في المنطقة منذ العام 2016.

ومن شأن فوز حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات المحلية، كما توقع استطلاع للرأي قبل أسبوع، أن يمثل وفق مجلة دير شبيغل "كارثة" لأرمين لاشيت، رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي لا يحظى بشعبية والمرشح لخلافة ميركل التي ستتنحى بعد 16 عامًا في الحكم.

هذا من شأنه أن يحيي الجدل حول شرعيته كمرشح لليمين و"يضعف مكانة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بأكمله"، كما يشير هايو فونكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة.

إذ يمر أكبر حزب ألماني بأزمة ثقة، متأثرًا بفشل الحكومة في إدارة الوباء وفضائح فساد على صلة بعقود شراء أقنعة واقية طالت نوابه.

كذلك عانى الحزب الذي مني بانتكاستين لاذعتين في مارس في عمليتي انتخاب إقليميتين، من الصراع العنيف بين لاشيت وزعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري ماركوس سودر الذي يعتبر وفقًا لاستطلاعات الرأي الأكثر قدرة على خلافة ميركل.

وفرض رئيس الاتحاد الديموقراطي المسيحي نفسه كخليفة لها لكنه ما زال يفتقد للشعبية في ألمانيا، ويحتاج وفق دير شبيغل "بشكل عاجل إلى تحقيق فوز لتوحيد صفوف الاتحاد المحافظ"، المكون من الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاجتماعي.

إذا فاز حزب البديل من أجل ألمانيا الأحد، فلن يتمكن بالتأكيد من تشكيل ائتلاف إذ ترفض جميع الأحزاب الأخرى التحالف معه. لكن أرمين لاشيت حذر من "صحوة مؤلمة". لأن إغراء التقارب مع حزب البديل لألمانيا ما زال حاضرًا بقوة لدى بعض المحافظين. ولهذا السبب أقيل وزير داخلية المنطقة المحافظ في كانون الثاني/يناير للاشتباه بمحاولته التقرب من اليمين المتطرف.

وكرر لاشيت تحذيره من أن "أي شخص يفكر في التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا سيصطدم بمقاومة شاملة من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بأكمله".

تُعرف ولاية ساكسونيا أنهالت بصناعة الفحم، وهي أفقر المقاطعات الخمس في جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة وواحدة من أكثر المناطق تضررًا من نزوح السكان منذ إعادة التوحيد.

وتعد أرضًا خصبة لحزب البديل من أجل ألمانيا الذي بنى نجاحه من خلال تأجيج المخاوف بشأن تدفق المهاجرين إلى البلاد في العام 2015 ويتهم برلين باستمرار بإهمال مناطق جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة.

منذ العام 2016، حكم الزعيم المحلي لحزب المحافظين راينر هاسيلوف الذي فاز حزبه بنسبة 30% من الأصوات، على رأس ائتلاف لا مثيل له في البلاد مع حزب الخضر والاشتراكيين الديموقراطيين. وقد حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 24% من الأصوات.

بعد عام من ذلك، وعلى المستوى الوطني، تمكن اليمين المتطرف من دخول البوندستاغ ليصبح القوة المعارضة الرئيسية مع نسبة 12,6% من الأصوات.

وفي حين تبدو انتخابات يوم الأحد في الأساس مواجهة بين حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي وحزب البديل من أجل ألمانيا، فقد يستفيد حزب الخضر الذي هو على قدم المساواة لا بل يتفوق على المحافظين في نوايا التصويت لانتخابات سبتمبر التشريعية، أيضًا من الشعبية التي تحظى بها مرشحته المفعمة بالحيوية أنالينا بيْربوك.

كان الخضر تقليدا متخلفين عن الباقين في المناطق الشرقية لكن تقدر شعبيتهم اليوم بنحو 10% في ساكسونيا أنهالت، وهي ضعف النسبة التي كانوا يحصلون عليها قبل خمس سنوات.

في الاستطلاع الأخير الذي نشرته دير شبيغل، أبدى 25% ممن استطلعت آراؤهم تأييدهم لأنالينا بيْربك كمستشارة، مقابل 22% لأرمين لاشيت.