إيلاف من لندن: أكّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأحد، أن حكومته طلبت من الأميركيين والإيرانيين الابتعاد عن تصفية حساباتهم في العراق واعتبر أي اتفاقٍ إيراني أميركي في مفاوضات فيينا النووية مهم وحاسم للمنطقة.
وقال الكاظمي في حوارٍ صحافي مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية وزّعها مكتبه الإعلامي وتابعتها "ايلاف"، أن حكومته تجنبت الهاوية التي كان العراق يتدهور نحوها نتيجة أحداث خريف عام 2019، لكن التحديات التي نواجهها تبقى قوية. في إشارة الى اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة في الأول من تشرين الأول أكتوبر من ذلك العام ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة والهيمنة الإيرانية على العراق، وأسفرت عن مقتل حوالي 600 متظاهراً و21 الف محتج ورجل أمن بسب استهدافها من قبل المليشيات العراقية الموالية لايران.

طريق الحوار

واضاف "طلبنا من الأميركيين والإيرانيين الابتعاد عن تصفية حساباتهم في العراق "لقد كنّا منذ سنوات ساحة للتصادم والصراع. وعلينا اختيار طريق الحوار السياسي لحل الخلافات، وسيستفيد الجميع من ثمار التهدئة". واشار الى ان حكومته تواصل مع تتواصل مع إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن "وأعتقد أنّنا سنكون قادرين على التحرّك نحو مرحلة من الحوار الاقليمي".

وأكد الكاظمي رغبته بأن يكون العراق من البلدان التي تدير الأزمات بنجاح وليس من تلك الدول التي تتسبب أو تتأثر بها. واعتبر "الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة (في مباحثات فيينا حول البرنامج النووي لطهران) مهم للغاية وهو حاسم للمنطقة وأعتقد أنه قابل للتحقق. إن النجاح في مفاوضات فيينا سيؤثر إيجاباً على المنطقة، كما سيخدم استقرار العراق".

وعن نشاط تنظيم داعش في العراق، أشار رئيس الوزراء العراقي قائلاً: "داعش ما زالت تُشكّل خطراً، وتحاول تجميع صفوفها، لكن لم يعد الإرهابيون قادرين على الحصول على حواضن جغرافية ووجهنا لهم ضربات مهمة وقتلنا العديد من قياداتهم". وأضاف "تعاوننا الاستخباري مع حلفائنا أصبح أكثر فاعلية، وطلبنا من إيطاليا أن تبقى في الصف الأول في تدريب قواتنا".
وأكد استعداد العراق لتعزيز التعاون العسكري مع إيطاليا في مجال التدريب وتطوير العمل في مكافحة الفساد وغسيل الأموال والجريمة المنظمة والمافيات.

في إيطاليا

وكان الكاظمي زار إيطاليا الأسبوع الماضي وبحت مع رئيس حكومتها ماريو دراغي توسيع التعاون بين بلديهما في المجالات العسكرية ومكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة تهريب الأموال معربا عن تقديره للدور الإيطالي ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي والدعم المقدّم الى القوات العراقية في هذا الجانب وبيّن أن العراق يتطلّع الى دور أكبر لإيطاليا خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن العراق راغب بتوسعة التعاون العسكري مع إيطاليا، بما في ذلك جانب التدريب وتطوير العمل في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة تهريب الأموال والنشاطات المحظورة الأخرى، والإستفادة من تجربتها في هذا المجال.

وقال الكاظمي خلال الاجتماع إن العراق يرحب بدورٍ أكبر للشركات والإستثمارات الإيطالية في العراق، خاصة في مجال البنى التحتية، وتسريع المشاورات الجارية لمشروع مد سكّة الحديد(البصرة-تركيا) الرابط بميناء الفاو معبراً عن الارتياح بتطوير التعاون مع الجانب الإيطالي في مجال صيانة السدود ومجال النفط والطاقة، والمجال الأكاديمي وقطّاع السياحة و الآثار فضلًا عن رغبة العراق بتفعيل النقل الجوي المباشر بين بغداد وروما.

ومن جهته أكد المسؤول الايطالي دعم بلاده للعراق بكل ما يحتاجه من مجالات الاستثمار والإاعمار والتدريب وغيرها من القطاعات.. واشاد بدور الحكومة العراقية الحالية في إعادة علاقات العراق الدولية وجهودها الكبيرة في التهدئة بالمنطقة .

وكان الكاظمي قد وصل الى روما مساء الخميس ضمن جولة اوروبية قادته الى بروكسل ايضا حيث اجرى مباحثات هناك مع قادة حلف الناتو لتطوير التعاون العسكري وزيادة عدد قوات الحلف في العراق كما ناقش مع المسؤولين البلجيكيين التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد ومحاربة الارهاب واعمار المناطق العراقية المحررة من تنظيم داعش.