ايلاف من لندن : حذر رئيس تحالف قوى الدولة العراقية عمار الحكيم الجمعة من انهيار النظام السياسي في العراق داعيا الى وجود تيارين أحدهما للموالاة والاخر للمعارضة مؤكدا حاجة حكومة الكاظمي الى إسناد ودعم شعبي وسياسي لإكمالها وتنفيذ اصلاحاتها.

قال الحكيم خلال كلمة في تجمع جماهيري بمناسبة شهر محرم بساحة الخلاني وسط بغداد وزعها مكتبها الاعلامي وتابعتها "ايلاف" إن العراق تعرض خلال تأريخه الحديث الى أبشع وأسوأ الأجندات والمخططات الداخلية والخارجية بهدف تفكيك اللحمة المجتمعية وتقسيم البلاد جغرافيا وعرقيا ومذهبياً ولكن أبناء الشعب خرجوا من كل تلك البلايا والمحن والامتحانات مرفوعي الرأس منتصرين واثقين .

الحاجة الى تغيير في العراق

وأشار الحكيم الى أن "العالم يتغير والمنطقة تتغير والظروف باتت ملائمة لإحداث التغيير الإيجابي في العراق واستثمار هذه الأجواء لاعادة صياغة مشهد جديد للحياة .

اضاف انه منذ انطلاق تظاهرات الاحتجاج في تشرين الاول اكتوبر عام 2019 قد "اكدنا إن المشهد السياسي في العراق يعاني من انسداد حقيقي وأننا بأمس الحاجة الى تغيير فاعل يلمسه الشارع العراقي بفئاته المتعددة وعلى غرار ذلك تشكلت حكومة مصطفى الكاظمي لأداء مهمتين رئيستين هما إعادة هيبة الدولة وإجراء الانتخابات المبكرة في مناخ آمن ونزيه يُمكّن جميع العراقيين من اختيار من يمثلهم في حكومة مقتدرة ودولة قوية".

وحذر الحكيم من أن "أي تهاونٍ بشأن هاتين المهمتين وعلى رأسهما مهمة إجراء الانتخابات المبكرة مهما كانت الهواجس سيكون وخيماً .. منوها الى ان صندوق الاقتراع هو الحل السلمي الوحيد في إجراء التغيير والإصلاح المنشود والتراجع عن ذلك يعرض أمن العراقيين ومستقبل الدولة الى المجهول ويجعلنا امام احتمالات مظلمة".

دعوة المنسحبين للمشاركة في الانتخابات

طالب الحكيم جميع القوى العراقية التي أعلنت انسحابها من الانتخابات وفي مقدمتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والأحزاب والقوى الوطنية الشبابية والمدنية الاخرى الى إعادة النظر في قرارهم والعودة الى المشاركة الفاعلة في الانتخابات .

أشار الى أن تضحيات شباب الاحتجاجات وهم يطالبون بأبسط حقوقهم فانهم يريدون دولة قوية وحكومة قادرة تحفظ لهم كرامتهم فالتمثيل الانتخابي السابق لم يحقق لهم ذلك لذا طالبوا بإجراء انتخابات مبكرة لمحاسبة المقصرين عبر صناديق الاقتراع.

معوقات

اشار السياسي العراقي الى ان النظام السياسي في العراق ما زال يتعرض الى معرقلات ومعوقات باتت مقيدةً لنموه وتطويره وأبرزها هو الفساد السياسي المتمثل في إضاعة الفرص وهدر الطاقة الإيجابية البناءة .. وقال ان "ما نعانيه هو غياب شجاعة المسؤولية في تحمل القرار والمضي فيه".. مشددا على الحاجة الى الإصرار والاستمرار في تنفيذ الإرادة الوطنية لانه لا يمكن بناء الدولة من دون محاسبة ومعاقبة من يستهدف هيبة الدولة وسيادة قانونها، ولا يمكن تشكيل حكومة مقتدرة من دون انتخابات حرة ونزيهة ولا يمكن تحقيق الخدمات من دون محاسبة المقصرين والفاشلين وقطع الطريق عليهم".

حذر من أن النظام السياسي الحالي اذا استمر في لغته التوافقية وتعميم الفشل وعدم تحديد جهة المسؤولية سينهار مالم تكن هناك معالجات جادة ومسؤولة.

دعوة لدول الجوار

دعا الحكيم الى "جلوس الأشقاء في دول الجوار وفي مقدمتهم (العراق وإيران والسعودية وتركيا ومصر) وغيرها من دول المنطقة على طاولة حوار جاد خدمة لمصالح شعوبها في حاضرها ومستقبلها.

وأكد "إننا أمام مرحلة مهمة وحاسمة من تاريخ العراق الحديث اما أن نكون أمام دولة قوية وحكومة جريئة قادرة على تحقيق تطلعات العراقيين وإما أن نكون أمام مستقبل مجهول يعرض الجميع الى مخاطر حقيقية".

سبعة مطالب

طرح الحكيم سبعة نقاط من اجل مواجهة معوقات النظام السياسي والعمل على تطويره هي :

أولا: اعلان نتائج الإنتخابات خلال 24 ساعة من إنتهاء عملية التصويت العام.. وأن تكون عملية إعلان النتائج شفافةً ونزيهةً لا يشوبها الشك والريبة.

ثانيا: الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة.. وأن يتحمل مسؤولية تشكيلها تحالف إنتخابي يأخذ على عاتقه مسؤولية تنفيذ البرنامج الحكومي ضمن مدد زمنية واضحة يتم مراجعتها عند نهاية كل عام.

ثالثا: انبثاق تيارين لدعم الدولة.. أحدهما تيار الحكومة الذي يبدأ منذ اليوم الأول لتشكيلها.. والثاني تيار المعارضة الذي يأخذ على عاتقه تقويم الحكومة عبر أساليب وآليات ديمقراطية ضمن سقف القانون.

رابعا: اعتماد عقد اجتماعي وسياسي جديد عبر إجراء تعديلات دستورية تنسجم مع الواقع العراقي الراهن فيما يخص طبيعة النظام الملائم للعراق وهل يكون رئاسياً أو برلمانياً.. وهناك دعوات لإنتخابات مباشرة للمحافظين وتقليص مقاعد مجلس النواب.

خامسا: إنهاء جدلية إتهام مؤسساتنا الأمنية وأبرزها الحشد الشعبي.. وتجريم كل من يتعدى على هيبة الدولة وإيقاف إتهام المخلصين من جميع صنوف القوات المسلحة.

سادسا: تنفيذ أولويات خدمية تُحدد بأطر زمنية.. فالصحة والكهرباء والتعليم وتشغيل العاطلين عن العمل والزراعة والصناعة والاستثمار.. أبرز الملفات التي يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة.

سابعا : صناعة سياسة خارجية بتنسيق تام مع السياسة الداخلية لخلق علاقات خارجية قائمة على أولويات مصالح العراق فهناك ملفات إقليمية عالقة.. أبرزها المياه والحدود واستهداف السيادةولذلك فان الحاجة ملحة الى آليات دبلوماسية فاعلة وقرارات سياسية جريئة.

شدد الحكيم على ان الاوان قد حان ليكون العراق بلداً ذا سيادة كاملة بأراضٍ خالية من القوات الأجنبية وفي مقدمتها القوات العسكرية الأميركية "رغم تقديرنا للجهود الدولية التي وقفت مع العراق في حربه ضد قوى الإرهاب والظلام".

اسناد شعبي وسياسي

اشار الحكيم الى ان إن خطوات حكومة الكاظمي بإتجاه تحقيق هذا الهدف كانت واثقة وموفقةً وهي بحاجة الى إسناد ودعم شعبي وسياسي لإكمالها وترسيخها".

لفت الى إن "جهود الحكومة العراقية في إعادة علاقات العراق مع محيطه ومنطقته والعالم جهودٌ مقدرة جعلت العراق ساحة للتفاهمات والاتفاقات والحوارات الإقليمية والدولية وليس ساحة للصراعات والتقاطعات المدمرة.