إيلاف من لندن: فيما بدأت تتكشف تدريجيا معلومات عن داعمي ومنظمي مؤتمر أربيل للتطبيع مع اسرائيل فقد سرد محافظ المدينة الثلاثاء معلومات عن حيثيات انعقاده مؤكدا انه مخالف لسياسات الاقليم.

وأكد رئيس الحكومة المحلية في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان أوميد خوشناو خلال مؤتمر صحافي هناك إن الاجتماع الذي انعقد في اربيل الجمعة الماضي لا علاقة له بحكومة الاقليم ولا الحكومة المحلية.

وأوضح "أن القائمين على التجمع قدموا في احدى المرات طلبا لنا ولكننا رفضناه بسبب تفشي فيروس كورونا، وفي المرة الثانية قدموا نفس الطلب ورفعناه الى وزارة الداخلية وتم رفضه ايضا ولم يمنحوا الموافقة لا من الوزارة ولا من المحافظة" كما نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" الكردية من أربيل .. معربا عن أسفه بأنهم "استغلوا الموضوع على اعتبار أنه "ورشة عمل" و عقدوه في أحد الفنادق في أربيل تحت عنوان "الحرية والتعايش" بين المكونات.

وأشار الى ان التجمع تطرق الى مواضيع مخالفة لسياسة حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية مستغلا فضاء الحرية الذي تتمتع به منظمات المجتمع المدني في عملها في الإقليم. ونوه الى ان عددا من المشاركين بالتجمع بدأوا يصدرون يوميا توضيحات حول تورطهم بالمشاركة فيه ويتحدثون بأنهم لم يأتوا إليه من أجل موضوع التطبيع.

اعتقال المشاركين مهمة بغداد

ولفت محافظ أربيل إلى ان ما يقلق سلطات الاقليم هو ان هذا الموضوع اصبح مادة اعلامية ودعائية للانتخابات في المدن العراقية الاخرى.. منوها الى ان بعض الاحزاب السياسية استغلته وتدعي ان التجمع انعقد برعاية الاقليم على الرغم من ان اي شخص من الحكومة وشعب كوردستان لم يحضر هذا التجمع لا بل اي كوردي لم يحضر ايضا.

ونوه إلى ان بعض المشاركين هم من العرب المقيمين في اربيل ولكن الغالبية الساحقة من المشاركين هم من مناطق اخرى من العراق قدموا الى الاقليم لحضور التجمع وآخرين من خارج العراق.

وشدد خوشناو بالقول انه بما ان الحكومة الاتحادية في بغداد قد اصدرت مذكرات قبض بحق بعض المشاركين فينبغي أن تقبض عليهم الحكومة الاتحادية في المدن العراقية لأنهم متواجدون هناك .

منظمو وداعمو مؤتمر التطبيع

وبدأت تت كشف تدريجيا معلومات عن منظمي وداعمي مؤتمر اربيل حيث
احتفت بعض الدوائر الأميركية بأنباء دعوة 300 شخصية عراقية بلادهم إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء حظر التواصل بين العراقيين والإسرائيليين خلال المؤتمر .

وأشار تقرير لقناة "الجزيرة" القطرية الى ان حملة دعم فكرة تطبيع العراق مع إسرائيل تنبع من دعم بعض الدوائر الأميركية التي أسهمت في عقد المؤتمروروجت له أعقبها حملة على وسائل التواصل الاجتماعي - خاصة تويتر- لحمل الإدارة الأميركية على إعلان دعمها للمؤتمر .

ترويج لعلاقات عربية إسرائيلية

واضاف ان المؤتمر قد تم تنظيمه من قبل "مركز اتصالات السلام وهو منظمة غير ربحية مقرها مدينة نيويورك يقول موقعها إنها "تسعى إلى تعزيز علاقات أوثق بين الإسرائيليين والعالم العربي".

ويترأس جوزيف براودي مركز اتصالات السلام وسبق لبراودي العمل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حيث صدر له كتاب "الإصلاح: سياسة ثقافية للشراكة العربية الإسرائيلية" عام 2019 عن كيفية حماية صانعي السلام من العرب وعدم تعرضهم للعقاب نتيجة انخراطهم في التواصل مع الشعب الإسرائيلي.

ومن ضمن أعضاء مجلس إدارة المركز السفير دينيس روس، وهو مسؤول أميركي سابق عمل في فرق التفاوض الأميركية في مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية على مدار العقود الأخيرة ويعمل حاليا بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في واشنطن ويعرف بمواقفه المؤيدة للجانب الإسرائيلي كما يضم كذلك آدم غارفلينك، وهو يُعد من منظري تيار حركة المحافظين الجدد، وهو العضو المؤسس لمجلة "أميركان إنترست.

وطالب المؤتمر الحكومة العراقية بالانضمام لاتفاقيات أبراهام التي وقعت بين دول عربية واسرائيل عام 2020 والتي تنص على الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها بعد عقود من المقاطعة واعتبارها عدوا وذلك برعاية ومباركة أميركية رسمية.

وول ستريت جورنال

وعلى صدر صفحة الرأي في جريدة وول ستريت جورنال الأميركية عبر رئيس صحوة العراق وسام الحردان الذي عزل امس الاثنين من رئاسة الصحوة بعد مشاركته في المؤتمر عن آماله في لحاق العراق ببقية الدول العربية المشاركة في اتفاقية أبراهام لكنه ادعى في وقت لاحق انه لم يعلم باهداف المؤتمر وان بعض الكلمات حُشرت في كلمته التي القاها خلال المؤتمر بدون علمه.

وكتب الحردان في الصحيفة المحافظة الأهم في الولايات المتحدة يقول إن "من شأن العلاقات الكاملة مع إسرائيل أن تساعد على التكفير عن العمل الشائن المتمثل في طرد سكاننا اليهود".

وتشير بعض التقارير إلى أن غالبية يهود العراق الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف شخص، قد غادروا العراق بعد مشاركته في حرب عام 1948 التي اندلعت عقب تأسيس "دولة إسرائيل".

المؤبد أو الاعدام للمشاركين

وكان القضاء العراقي قد اصدر الاحد الماضي مذكرات إلقاء القبض على عدد من الشخصيات العشائرية والسياسية ممن نظموا وشاركوا في المؤتمر .
وحسب المادة 201 من قانون العقوبات التي ستنفذ بحق المشاركين تقضي بتجرم كل من يحبذ التطبيع مع إسرائيل بعقوبات تتراوح بين السجن المؤبد والاعدام .ولكن المادة ذاتها تكتفي بتجريم المتطبعين وفق قانون العقوبات العراقي المعدل في إقليم كردستان حيث عقد المؤتمر.

وأعلن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى العراقي أن محكمة تحقيق الكرخ الأولى في بغداد وبناء على معلومات مقدمة من مستشارية الأمن القومي أصدرت مذكرة قبض بحق ثلاث شخصيات من المشاركين في المؤتمر على أثر الدور الذي قاموا به في الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل. وأكد المركز أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق بقية المشاركين حال معرفة أسمائهم الكاملة.

الانضمام لاتفاقات ابراهام

وطالب المؤتمر في بيانه الختامي الذي قرأته موظفة وزارة الثقافة العراقية سحر الطائي "بالانظمام إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام) وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل فنحن أيضا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار".

وكانت "اتفاقات أبراهام" وقعت برعاية واشنطن في أيلول سبتمبر 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين ومن ثم مع المغرب والسودان.
وفي البيان دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر رعته منظمة أميركية في أربيل ما أثار إدانات رسمية وحزبية وشعبية عراقية.