إيلاف من لندن: دخل العراق صباح السبت الصمت الانتخابي وينعزل عن العالم مساء، فيما اعتبر الرئيس برهم صالح الانتخابات المبكرة غدا فرصةً لضرب الفساد وبناء دولة قادرة وحكومة قوية ونقطة تحول في إرادة الشعب.


وقال صالح في كلمةٍ متلفزة الى الشعب العراقي بمناسبة اول انتخابات برلمانية مبكرة في العراق منذ 2003 ان "انتخابات الغد واحدة من اهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث وتأتي في ظرف دقيق ولحظة وطنية فارقة".. مشددا على انها مفصلية وتأسيسية وفرصة لبِناء دولة قادرة على تُصحّح المسارات الخاطئة وتضرِب الفساد وتعملُ على مُراجعةِ الدستور وتُعزّز سيادة البلد عبر عقدٍ سياسي واجتماعي جديد".

واضاف في كلمته التي تابعتها "ايلاف" ان "تصحيح المسارات وبناء الدولة المقتدرة لن يتحقق الا بتشكيلِ مجلس نواب يُعبّر عن الإرادة الحقيقية للعراقيين تلاعب وقادر على تشكيلِ حكومة فاعلة تستجيب للتحديات والاستحقاقات بلا تهاون او مهادنة". وقال "اننا لا نتردد من الإقرار بوجود خللٍ بنيوي رافقَ منظومة الحُكمِ بعد العام 2003، ونُقدر المُنجز المُتحقق بالتحول ببلدِنا من الاستبداد الى نِظام دستوري".. مؤكدا على ان "انتخاباتُ الغد يجب ان تكونَ لحظةً وطنيةً لاستعادة المُبادرة العراقية وتحقيق الاصلاح المنشود من خلال الاحتكام الى الشعب بوصفه مصدر شرعية الحكم".

وأشار الى انه قد "تم تبنّي القانون الجديد للانتخابات، وتشكيلُ مفوضية جديدة الى جانب الدعم، من اجل تجاوز مَكامن الخلل في العمليات الانتخابية السابقة التي عرقلت المسار السلمي للإصلاح والتغيير".. عادا "المُشاركةِ الواسعةِ الواعية والرصينة في الانتخابات ستكون نُقطة تحوّل في مصير بلدنا وتُحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتقطع الطريق امام المُتربصين ومن يحاول التلاعب بمصير البلد".

وزاد الرئيس العراقي قائلا: "يوم غد أعيُن العالم بأجمعه ستتوجهُ الى العراقيين تُراقب إرادة شعبٍ لم تنكسر رغم عواصف العنف والحروب والاضطهاد، ووقفت بوجه أعتى هجمة إرهابية داعشية وخَرج منها مُنتصراً حامياً لوطنه والمنطقة والعالم من شُرور هذا التنظيم ومخططاته الخبيثة؛ لِتكن انتخابات الغد رسالة العراق الى العالم، تؤكد خيارات الشعب في الحرية والسيادة، وعودة العراق لمكانتهِ الحضارية، ودورهِ الإقليمي والدولي المحوري".

وخاطب الرئيس العراقي مواطنيه قائلا " لِتكن الانتخابات سور الوطن وسياجه المنيع.. والتاريخُ يُعلّمنا أن صوتَ الشعبِ أقوى، وإرادتهِ هي الأمضى .. صوتُ كلّ مواطنٍ هو أمانةُ العراق في عُنقِه وأعناقِنا جميعاً، أمانةُ التضحيات الجِسام والدماء الزكية التي اُريقت لحماية الوطن ورِفعتهِ.. ولا ينبغي إلا صوّن الأمانة ويقيناً، فإن المُشاركةِ الواسعةِ في الانتخابات، المشاركة الواعية الرصينة، ستكون نُقطة تحوّل في مصير بلدنا، وستُحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتَفرُض إرادتهِ، وتقطع الطريق أمام المُتربصين ومن يُحاول التلاعب بمصير البلد ومستقبل أبنائه.. ولنمنح صوتَنا غداً لِمن هو أهلٌ لبناءِ البلد والأقدر على مواجهةِ التحديات". وشدد الرئيس صالح في الختام قائلا "سيخرج شعبُنا أن شاء الله من هذه الانتخابات أكثر رِفعةً وتقدم.. ولِتكن الانتخابات النزِيهة والآمنة والحرّة قوّةَ الشعب في تحقيق إرادتِه وفرضِ تطلّعاتِه.. هذه مسؤوليتنا جميعاً، شعباً وسلطات، إزاء بلدِنا وأنفسِنا ومستقبلِ أبنائِنا.. وليكن سلامُ العراقِ وتقدمُه وكرامةُ أبنائِه هدفاً يوحدنا جميعاً.

يشار الى ان العراق قد دخل الصمت الانتخابي صباح اليوم فيما سيغلق اجواءه وحدوده البرية والبحرية في الساعة الواحدة بعد منتصف السبت وحتى صباح الاثنين استعدادا لانتخاباته البرلمانية العامة التي تبدأ غدا.
يذكر ان مجموع عدد الناخبين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات المبكرة يبلغ 23 مليون و986 الفا و741 مواطنا فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم البلاد 8273 مركزا بواقع55041 محطة اقتراع ضمن 83 دائرة انتخابية .

القضاء العراقي

ومن جانبها أعلنت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات اليوم تخويل محاكم التحقيق في محافظات البلاد كافة باتخاذ الإجراءات المناسبة بالتنسيق مع اللجان الأمنية للنظر في الشكاوى والاخبارات عن المخالفات في يوم الاقتراع غدا.

وقالت اللجنة في بيان تابعته "ايلاف" أن "مجلس القضاء الأعلى قرر تخويل محاكم التحقيق في محافظات البلاد كافة وبما في ذلك محافظات اقليم كردستان العراق وهي متكونة من قاضي وعضو ادعاء عام بتلقي الشكاوى والاخبارات من اللجان الأمنية في هذه المحافظات عن الجرائم والمخالفات التي قد ترتكب في يوم الاقتراع، واتخاذ الإجراءات القانونية المباشرة بخصوصها".

شارت الى أن "هذه اللجان تعمل بإشراف لجنة مركزية في كل محافظة برئاسة رئيس محكمة الاستئناف وعضوية اثنين من نوابه ومدعي عام المنطقة الاستئنافية بإشراف مباشر من قبل رئيس مجلس القضاء الأعلى، بالإضافة إلى إشراف السادة رئيس الإدعاء العام ورئيس هيئة الإشراف القضائي".. مؤكدة أن "هذا الإجراء جاء لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية يوم غد العاشر من تشرين الأول".

يشار الى ان 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الانتخابات المقبلة الاحد فيما كان إجمالي عدد المرشحين في انتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشحا بينما سيتولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوروبيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.