ايلاف من لندن: فيما بدأت وتيرة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات العراقية تتصاعد ظهر الاحد تواجه عمليات الاقتراع عطلات في اجهزة التصويت ومخالفات باقتراب ممثلين لبعض المتنافسين من مراكز الانتخاب للتأثير على خيارات الناخبين مما دفع لاعتقالهم.

وقد اشرف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على الأمن الانتخابي في مقر العمليات المشتركة حيث بحث مع اللجنة الأمنية العليا للانتخابات سير إجراءات الأمن الانتخابي في بغداد والمحافظات وشدد على الالتزام بكل التوجيهات الصادرة في البقاء على الحياد بين المرشحين.

عطلات .. والصدر يعلق
وواجهت عمليات الاقتراع عطل بعض اجهزة التصويت في عد من المراكز الانتخابية في محافظات البلاد ما ادى الى توقف عمليات الاقتراع فيها بينما بدأت فرق فنية تابعة للمفوضية العليا للانتخابات بالعمل على اصلاحها فيما اكد رئيس مفوضية الانتخابات خلال مؤتمر صحافي لاحقا ان جميع اجهزة التصويت اصبحت جاهزة في عموم العراق بعد اصلاح كل المعطل منها.

كما تم تسجيل مخالفات ممثلين للمرشحين الافراد والاحزاب السياسية بالاقتراب من المراكز الانتخابية لاقل من 100 متر ومحاولة التأثير على خيارات الناخبين وكذلك اقدام بعض الاشخاص على تمزيق دعايات لمرشحين ما دفع القوى الامنية الى اعتقال 77 مخالفابعد ملاحظات سجلها المراقبون الامميون والمحليون وموظفي مفوضية الانتخابات العراقية.

وقد علق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على عطل بعض اجهزة الاقتراع قائلا في تغريدة له ان "عطل أو تعطيل الأجهزة، يعني حدوث خدش في العملية الديمقراطيَّة".

وقال الصدر في نص تغريدته "‏بعد أنْ بلّغنا عن عَطل بعض الأجهزة في مراكز الإنتخابات، قامَ المُختَصّون بإصلاح البعض منها. ‏فشكراً للمفوضيَّـة وللمُراقبين الدوليّين، وشكراً للماكنة الإنتخابية. ‏فَعَطَل أو تعطيل الأجهزة يعني خدشا في العملية الديمقراطيَّة".

ويشارك 1249 مراقباً دولياً في مراقبة الاقتراع العام اليوم فيما يغطيها 510 اعلاميين دولبيين اضافة الى مراقبين محليين وصل عددهم الى 147152 مراقباً .
ومن جانبه اكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في مؤتمر صحافي ان حركة المواطنين طبيعية وطيران الجيش والقوة الجوية يشاركان في عملية تأمين الانتخابات.. منوها الى ان القائد العام الكاظمي قد وجه بان تكون القوات المسلحة محايدة مع توفير الحماية لمراكز الاقتراع.. مشددا على ان قوات ضاربة جاهزة للتصدي لأي محاولة تمس الامن الانتخابي.


الكاظمي يبحث مع القادة الامنيين الاحد سير عمليات الاقتراع في الانتخابات المبكر (رئاسة الحكومة)


القادة يدعون مواطنيهم للتصويت وصنع مستقبلهم
ومع بدء عمليات التصويت في الانتخابات العراقية المبكرة الاحد فقد تقدم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قادة البلاد كأول المصوتين فيها وكان الوحسد بينهم الذي يدلي بصوته في مدرسة بينما مارس الباقون حقهم الانتخابي في فندق الرشيد وسط العاصمة حقهم الانتخابات داعيا العراقيين الى المشاركة فيها لصنع مستقبلهم.
وادلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بصوته كأوّل ناخبٍ مع بداية افتتاح صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المبكرة قائلا في تغريدة تابعتها "ايلاف" ان "صوتكَ مستقبلك، اليوم كنتُ أول من شارك في التصويت في الانتخابات التي وعدنا شعبنا وأوفينا.. يا شعبنا العزيز نساءً ورجالاً وشباباً شاركوا وارسموا مستقبلكم بأيديكم.. اعزمْ وتوكل ولاتتردد، مستقبلكم بمشاركتكم".
وفي تصريحات له قائلا "اوفينا بما وعدنا .. يجب ان نساهم جميعا في تغيير واقعنا كعراقيين .. اخرجوا وانتخبوا وغيروا واقعكم.. وللمترددين اقول اذهبوا واختاروا من يمثاكم .. وغدا سنعلن عن انجاز امني كبير". واضاف "الحكومة نجحت في عام واحد برغم المشككين فقد استطعنا تجاوز الازمة الاقتصادية برغم انخفاض اسعار النفط وتفشي جائحة كورونا ان نضيف لاحتياطي البلاد12 مليار دولار".
كما ادلى بصوته الرئيس برهم صالح قائلا في تغريدة له " سرباغ (زوجته) وانا تشرفنا بالتصويت في الانتخابات. ف أن "اليوم تاريخي للعراق وفرصة لاستعادة المبادرة للاصلاح والتنمية. ‏علينا انجاز المهمة عبر المشاركة الواسعة وحماية اصوات العراقيين ليقرروا مستقبل بلدهم فالسيادة للقانون والشعب مصدر السلطات وشرعيتها. ننطلق نحو تحقيق حياة حرة كريمة للعراقيين.
وفي اربيل قال رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني عقب الادلاء بصوته قال بارزاني في حديث للصحفيين بعد الادلاء بصوته "اتمنى أن تعود هذه الانتخابات بالخير والبركة على عموم العراق وأن يتوجه الجميع الذين يحق لهم التصويت لممارسة حقهم في التصويت والتوجه الى صناديق الاقتراع"..واضاف "رسالتي لكل الشعب العراقي هي رسالة سلام وأخوة وان نعمل جميعا بجد من اجل نصرة العراق لاننا جميعا في قارب واحد، اليوم يوم التصويت وانتهت الحملات الانتخابية واول خطوة بعد الانتخابات سندعو جميع الأطراف إلى الاجتماع في رئاسة الاقليم لبحث الخطوات القادمة".
ثم ادلى بقية القادة العراقيين الرسميين والسياسيين باصواتهم حيث قام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالادلاء بصوته في مدينة النجف.

عزل البلاد
وبدأ الناخبون العراقيون بالادلاء باصواتهم بعد ساعات من اعلان خلية الاعلام الامني فجر الاحد في بيان تابعته "ايلاف" انه "من أجل تأمين العملية الانتخابية فقد شرعت القوة التكتيكية لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية بالانتشار في العاصمة بغداد". واشارت الى ان "هذه القوة التي تعد هذه القوة احتياط طوارئ تتحرك باومر خاصة قد باشرت بمهامها وفق خطة محكمة لتأمين هذا العرس الانتخابي".

كما اكدت الخلية عزل البلاد عن العالم من الساعة الواحدة فجرا وحتى السادسة من صباح غد الاثنين حيث تم غلق الحدود البرية والبحرية والاجواء التي اوقفت فيها حركة الطيران اضافة الى وقف التنقل بين المحافظات وحظر عجلات الحمل والدراجات النارية وغلق المولات والمراكز التجارية واعتبار اليوم وغدا الاثنين عطلة رسمية في عموم البلاد.

وأوضحت انه تم إغلاق المحلات والمطاعم والمولات خلال الساعات نفسها مع استثناء الصيدليات ومحال بيع المواد الغذائية والفواكه والخضر والأفران .. اضافة الى حظر التجمعات البشرية حتى السابعة من صباح يوم الاربعاء المقبل حيث سيتم اعتقال المخالفين لهذه التعليمات.

واشارت الخلية الى انه يسمح لحاملي البطاقة الانتخابية المرور من محافظة إلى أخرى في حال كان ساكناً في محافظة ومركز اقتراعه في محافظة أخرى.

ربع مليون عسكري وحماية جوية للانتخابات
وقد تم تخصيص ربع مليون عسكري ينتمون الى الجيش والشرطة والحشد الشعبي لحماية مراكز الاقتراع بعد وضعهم في حالة الانذار القصوى.

وقالت خلية الاعلام الامني ان طائرات القوة الجوية ستقوم اليوم الاحد بالتحليق في سماء عددٍ من المحافظات وبارتفاع مناسب مما قد يؤدي الى سماع اصوات تلك الطائرات .. مؤكدة ان هذه الطلعات الجوية هي للرصد و الاستطلاع ولتوفير غطاء جوي لحماية عملية الاقتراع العام.

توقعات الفوز
وتشير التوقعات الى فوز التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالعدد الاعلى لمقاعد البرلمان بين بقية القوى المتنافسة وخاصة الشيعية منها.

وتجري هذه الانتخابات المبكرة فيما القوى السياسية التقليدية نفسها لا تزال مهيمنة على المشهد السياسي العراقي منذ عام 2003 برغم الحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في تشرين الأول أكتوبر 2019 .

وأكبر تكتلين شيعيين في انتخابات اليوم هما تكتل مقتدى الصدر وتحالف منفصل لأحزاب موالية لإيران ولها أجنحة مسلحة.

وللأكراد حزبان رئيسيان يحكمان إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي فيما يخوض السنة هذه الانتخابات بكتلتين رئيسيتين.

وقد قاطع الناشطون الذين شاركوا في الاحتجاجات والشيوعيون الاستحقاق الانتخابي وسط مخاوف من ان تؤدي هذه المقاطعة الى ترسيخ الاحزاب الحاكمة وخاصة الموالية منها لايران التي انتفض ضدها العراقيون.

كما قاطع الانتخابات المنبر العراقي بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وجبهة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك والبيت الوطني وحركة نازل آخذ حقي واتحاد العمل والحقوق المدنية والتيار المدني العراقي إضافة إلى حزب "التجمع الجمهوري بقيادة عاصم الجنابي.


الكاظمي خلال عملية التصويت الاحد في الانتخابات البرلمانية المبكرة (رئاسة الحكومة)

عدد مقاعد البرلمان العراقي الجديد
وستفرز انتخابات اليوم برلمانا جديدا يضم 329 مقعدا بينها 246 للرجال و83 للنساء و9 مقاعد للمكونات.
وتوزعت المقاعد البرلمانية على محافظات البلاد الـ18كما يلي: بغداد 71 مقعدا لرجال 52 والنساء 17 و2 للمكونات واحد لكل من المسيحيين والصابئة .. نينوى 34 مقعدا منها ثلاث مقاعد للمكونات واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك ، البصرة 25 مقعدا ، ذي قار 19 مقعدا ، الانبار 15 مقعدا ، ميسان 10 مقاعد، المثنى 7 مقاعد، الديوانية 11 ، ديالى 14 مقعدا، بابل 17 مقعدا ، واسط 12 مقعدا بينها واحد للكرد الافيلية، كربلاء 11 مقعدا ، النجف 12 مقعدا ، صلاح الدين 12 مقعدا وكركوك 13 مقعدا وواحد للمكون المسيحي.. كما نشرت المفوضية تفاصيل مقاعد محافظات اقليم كردستان وجاءت على النحو التالي.. محافظة اربيل 15 مقعدا وواحد للمسيحيين. دهوك 12 مقعدا وواحد للمسيحيين والسليمانية 18 مقعدا.

مقاعد الاقليات
ويبلغ عدد المرشحين لمقاعد المكونات المسيحية والشبكبة والايزيدية والافيلية الاكراد والصابئية 67 مرشحا بينهم 53 من الذكور و14 من الاناث يتنافسون على 5 مقاعد للمسيحيين في بغداد ونينوى وكركوك ودهوك وأربيل وصابئي في بغداد وشبكي في نينوى و افيلي كردي في واسط وايزيدي في نينوى.

يشار الى ان 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الانتخابات اليوم فيما كان إجمالي عدد المرشحين في انتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشحا بينما سيتولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوربيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.

خامس عملية اقتراع
والانتخابات هذه هي خامس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم.

واوقعت مواجهات القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.