إيلاف من لندن: قبل ساعات على انطلاق انتخابات العراق المبكرة، حذّر مركزٌ رقمي عراقي السبت من تفاقم ظاهرة الهاشتاغات الوهمية مدفوعة الثمن في ترند العراق على منصة تويتر، منتقداً المنصة لعدم تصديها لعمليات السمسرة الرقمية في البلاد.

وأكد #مركز_الإعلام_الرقمي في العراق وهو منظمة غير حكومية متخصصة برصد ومتابعة وتحليل آخر أخبار مواقع التواصل الاجتماعي تفاقم ظاهرة الهاشتاكات الوهمية مدفوعة الثمن في ترند العراق على منصة تويتر بالتزامن مع قرب الانتخابات البرلمانية في البلاد غدا الاحد.

وقال عضو فريق مركز الإعلام الرقمي مؤمل شكير بحسب تقرير للمركز تابعته "ايلاف" ان ترند العراق يشهد هذه الايام ظهور ما لا يقل عن اثنين من الهاشتاغات الوهمية تروج للكتل السياسية والمرشحين المتنافسين في الانتخابات . وأشار الى ان ترند العراق يعد من اكثر الترندات التي يحدث فيها تلاعبا واضحا من جانب الجيوش الالكترونية وسط صمت مريب من جانب شركة تويتر التي تتفرج على مايحدث دون ان تقدم اي حل او خطوة في طريق انهاء هذا التلاعب.

تهديد

وبحسب الباحث في المجال الرقمي فاضل الدوخي فان الاخبار والمعلومات الزائفة تشكل تهديدا متصاعدا للمجتمعات في مختلف انحاء العالم، وقد لعبت شبكات التواصل الاجتماعي باشكالها المختلفة دورا كبير في ايجاد حركة مرور واضحة لهذه الاخبار بصورة او اخرى، على الرغم من ان هذه المنصات تعتبر نفسها منافذ محايدة للمعلومات والاخبار.
واشار الى ان شركة تويتر وغيرها من الشركات تتعامل بازدواجية مع الملف العراقي، فنفس هذه الشركات التي كانت سببا مهما في نشر الاخبار والمعلومات المضللة في العراق، الا انها اعتمدت استراتيجيات وقواعد صارمة للحد من اي تلاعب بالانتخابات الاميركية التي جرت العام الماضي، مثل حذف العديد من التغريدات اووضع علامات تحذيرية اسفل البعض الاخر فضلا عن الحد من التفاعل والاعجاب بالتغريدات المشكوك بصحتها والتي قد تحوي معلومات غير صحيحة عن العملية الانتخابية.

أجندات مضللة

واضاف " ان العديد من الدول كانت تستجوب القائمين على منصات التواصل الاجتماعي للوقوف على الخروقات او التلاعب الذي يحصل في هذه المنصات والتي تؤدي الى الدفع باجندات سياسية او اجتماعية مضللة".
ونوه الدوخي الى انه في شبكات التواصل الاجتماعي يعد حجم جمهور المؤسسات او الافراد مقياسا مهما في شعبية هذه الجهة او تلك، الا ان التلاعب الناجم غالبا عن الروبوتات وغيرها من الانشطة الاحتيالية في منصات التواصل تتسبب بخلق صورة ضبابية عن قوة هذه المؤسسات وبالتالي التاثير على تصنيفها الحقيقي.

سماسرة يتاجرون بالهاشتاغات

ورأى المركز الرقمي ان ظاهرة شراء الهاشتاغات الوهمية موجودة في العديد من الدول ولكنها في العراق بدأت تتفاقم وعلى نحو واضح ومكشوف في الفترة التي تسبق الانتخابات.
ولفت المركز الى وجود “سماسرة” يقومون برفع اي هاشتاك لترند تويتر وبأسعار تبدأ من 200 دولار صعودا مع وجود خيارات بعدد التغريدات التي ترافق كل هاشتاك والتي تعتبر عاملا في زيادة الاسعار.
ودعا مركز الإعلام الرقمي منصة تويتر لمعالجة هذه الخروقات مستقبلا وكبح جماح مايحدث من تلاعب خطير يُفقد المنصة مصداقيتها باعتبارها مصدرا مهما للاخبار والمعلومات، مشيرا الى ان شركة تويتر لم تقدم اي شيء فيما يتعلق بانتخابات العراق كما فعلت فيسبوك على نحو ادى للتخفيف من حدة الاكاذيب والتسقيط على المنصة.

تأثير المليشيات والمال السياسي

يشار الى ان العراق سيشهد غدا الاحد انتخابات برلمانية مبكرة وسط تنافس حاد بين الاحزاب والقوى السياسية التي يمتلك بعضها مليشيات ونفوذ وتستخدم المال السياسي للتأثير على الناخبين في الاقتراع لمرشحيها من بين 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الانتخابات فيما كان إجمالي عدد المرشحين في انتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشحا بينما سيتولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوروبيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.
يُذكر ان مجموع عدد الناخبين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة في هذه الانتخابات يبلغ 23 مليون و986 الفا و741 مواطنا فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم البلاد 8273 مركزا بواقع55041 محطة اقتراع ضمن 83 دائرة انتخابية .