إيلاف من لندن: يبدو أن القوى العراقية المرتبطة بمليشات إيران قد فقدت صوابها إثر خسارتها الانتخابات، فبدأت تطلق تهديداتٍ غير مسؤولة. حيث هددت الاثنين دولة الإمارات بضربها بالصواريخ والمسيرات متهمة اياها بتزوير نتائج الاقتراع .. فيما اكدت القوات العراقية تصديها لاي من هذه المحاولات.

وفي مقابلة تابعتها "ايلاف" على قناة "يو تي في" العراقية مع الصحافي العراقي المقرب من المليشيات أحمد عبد السادة، فقد وجه اتهامات الى دولة الامارات بقيامها بتزوير مركزي لنتائج الانتخابات العراقية التي جرت في العاشر من الشهر الحالي وشكلت خسارة فادحة لتحالف الفتح الممثل للمليشيات الموالية لايران بقيادة زعيم منظمة بدر هادي العامري الذي لم يحصل الا على 16 مقعدا في البرلمان الجديد بعد انه كان له 37 مقعدا في برلمان عام 2018 بينما لم تحصل حركة حقوق برئاسة حسين مؤنس الممثلة لكتائب حزب الله العراقية سوى على مقعد واحد في هزيمة افقدت هذه القوى صوابها.

وفي المقابلة فقد زعم عبد السادة حصول تزوير مركزي من الامارات لنتائج الانتخابات مهددا بالقول "لدي معلومات مؤكدة ان هناك عمليات عسكرية ستنطلق خلال الايام القريبة ستشكل ردعا لاصحاب المؤامرة الذين قاموا بالتزوير ستشمل استهداف الامارات عسكريا من الاراضي العراقية بمسيرات وصواريخ ذكية وباليستية لتكون رسالة ردع للمزورين" على حسب زعمه.

يشار الى ان القوى العراقية الموالية لايران قد بدأت منذ اعلان النتائج الاولية للانتخابات العراقية في 11 من الشهر الماضي وتأكدها من خسارة الانتخابات بتوزيع اتهامات لاسرائيل وبريطانيا واميركا والسعودية والامارات بالعمل على تزوير الانتخابات التي اقرت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بنزاهتها وبلغت نسبة المشاركة فيها 43 بالمائة من خلال ادلاء 9.6 ملايين عراقي بأصواتهم خلالها.

القوات العراقية تتصدى

وردا على هذه التهديدات فقد اكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية بعدم السماح بان يكون العراق منطلقاً للاعتداء على دول الجوار والمنطقة.
وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة شفق نيوز، العراقية انه "لا يمكن ان نسمح ان يكون العراق منطلقاً للاعتداء على دول الجوار والمنطقة وكل دول العالم، وهذا توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، كما لن نسمح ان يكون هناك اعتداء على العراق من أي دولة كانت".
وشدد بالقول "اننا لن نسمح باي تجاوز على القوات العراقية، كما لن نسمح بحصول الى تجاوز على العراق، ونحن كمؤسسة أمنية نعمل على حماية العراق من أجل وحدته وسلامته".

وفي وقت سابق اليوم حذر الرئيس العراقي برهم صالح من تحول الاعتراضات على نتائج الانتخابات الى ممارسات تتعرض للامن العام والممتلكات العامة وسلامة البلد.

ومن جانبه حسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في كلمة مساء امس خلال الاحتفال بعيد المولد النبوي في منطقة الاعظمية ببغداد الجدل المحتدم في بلاده عن نتائج الانتخابات معتبرا ان الناس قد اختارت خلالها من يمثلها داعيا النواب الجدد الى العدل والصدق والامانة ورعاية الناس.
وبالتزامن مع استعداد القوى العراقية الموالية لايران التي خسرت الانتخابات للدفع بانصارها الى الشوارع اليوم للاحتجاج على نتائج الانتخابات فقد تم تكثيف الاجراءات الامنية في العاصمة واغلاق المنطقة الخضراء وسطها امام مرور العجلات والاشخاص.

واوضح مصدر امني أن هذه الاجراءات تأتي بالتزامن مع اقتراب موعد التظاهرة المركزية لانصار تحالف الفتح المقرب من المليشيات في ساحة الطابقين في منطقة الجادرية لاعلان رفض نتائج الانتخابات واتهام مفوضيتها بالتآمر والانحياز لعض القوى على حساب اخرى.

الخاسرون يحشدون لاحتجاجات

وكانت بغداد وبعض المحافظات الجنوبية قد شهدت تظاهرات احتجاج امس ضد النتائج لكنها كانت ضعيفة وشهدت قطع شوارع واحراق اطارات السيارات ما اضطر تحالف الفتح الى العمل على تحشيد انصاره للخروج باحتجاج مركزي اليوم في العاصمة.

وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد اعلنت السبت الماضي عن النتائج شبه النهائية للانتخابات حيث حصلت الكتلة الصدرية (شيعية) على 73 مقعدا برلمانيا وجاء بعده المستقلون الذين حصلوا على 39 مقعدا ثم تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان الاخير محمد الحلبوسي (سني) بحصوله على 37 مقعدا وبعده ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي (شيعي) على 34 مقعدا ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني (كردي) بنيله 32 مقعدا.

اما تحالف الفتح الشيعي برئاسة زعيم منظمة بدر المقربة من المليشيات الموالية لايران هادي العامري فلم يحصل الا على 16 مقعدا في هزيمة تشكل صفعة وجهها العراقيون لانصار طهران بعد ان كان يحوز على 37 في برلمان انتخابات عام 2018 ما فجر غضب المليشيات ورفضها للنتائج مهددة باستخدام السلاح.