نيويورك: كانت "جاين" تبلغ 14 عاماً عندما تقرّبت منها غيلاين ماكسويل للمرة الأولى... في محاكمة المعاونة السابقة للملياردير الأميركي جيفري إبستين المتهم بجرائم جنسية والذي انتحر في السجن، روت شاهدة رئيسية كيف تودّد إليها هذا الثنائي قبل استدراجها ثم الإعتداء عليها.

في اليوم الثاني من هذه المحاكمة التي تجرى في محكمة مانهاتن الفدرالية حيث تواجه ماكسويل أحد الوجوه البارزة في المجتمع البريطاني سابقاً المولودة في فرنسا عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة تأمين فتيات قاصرات لتقديم خدمات جنسية، وصفت هذه الضحية التي لم تكشف هويّتها، كيف قضى إبستين وماكسويل على فترة مراهقتها قبل 27 عامًا.

واتّهمت "جاين" وهي من بين أربع شاهدات استُدعين لتقديم شهاداتهن، أيضًا ماكسويل (59 عامًا) بأنها كانت موجودة ومشاركة أحيانًا في الإعتداءات الجنسية التي ارتكبها إبستين.

اعترافات الشاهدة

وروت هذه الشاهدة الأولى "كنت أتجمّد من الخوف (...) كنت مرعوبة وشعرت بالاشمئزاز. شعرت بالخزي".

كانت غيلاين ماكسويل تقرّبت منها للمرة الأولى في العام 1994، قرب مخيم صيفي فني في ميشيغن أثناء تناولها المثلجات كريم مع أصدقاء.

وسرعان ما انضم إليهما إبستين. وبعدما أصبحا مهتمين بأعمال "جاين" الفنية، طلبا منها الحصول على رقم هاتفها لأنّ المراهقة كانت تمضي بقية العام في بالم بيتش في فلوريدا حيث كان للملياردير الأميركي دارة.

وفي ذلك الوقت، كانت الفتاة الصغيرة قد فقدت والدها قبل تسعة أشهر جراء إصابته بسرطان الدم وكانت تعيش مع والدتها وأشقائها في منزل قدّمه لهم أصدقاء مؤقتًا.

وبعد العودة إلى فلوريدا، دعى إبستين والدة "جاين" لتناول الشاي، وأبدى إعجابه بالمواهب الفنية لابنتها وقدم نفسه كراع محتمل، كما قالت خلال الجلسة.

ثم بدأت الفتاة الذهاب بمفردها إلى فيلا جيفري إبستين الذي كان يعطيها مالاً لوالدتها، بينما في أوقات أخرى، كانت ماكسويل تأخذها إلى السينما أو للتسوّق.

وفي أحد الأيام، عندما كانت لا تزال تبلغ 14 عامًا فقط "أمسك جيفري إبستين بيدي وطلب مني أن أتبعه" وفق ما قالت للمحكمة قبل وصفها الإعتداءات الجنسية التي تلت ذلك.

وفي المرات التالية، عندما كانت ماكسويل موجودة، كانت تتصرف "كما لو كان ذلك طبيعيًّا" من خلال إظهارها "كيف يريد جيفري أن يتم تدليكه". وتستذكر "جاين" أنها سافرت حوالى عشر مرات مع إبستين وماكسويل.

غيلاين ماكسويل

وغيلاين ماكسويل ابنة قطب وسائل الإعلام البريطانية الراحل عام 1991 روبرت ماكسويل، متهمة بتشكيلها بين عامي 1994 و2004 شبكة من الفتيات القاصرات كان يستغلهنّ جنسيًّا إبستين الذي ارتبطت معه ماكسويل بعلاقة حب وصداقة وعمل مدى 30 عامًا.

وتقول غيلاين التي تتحدّر من عائلة ثرية وكانت وجهاً اجتماعيًّا بارزًا، إنها بريئة ودفعت ببراءتها من التهم الست الموجهة إليها.

وانتحر إبستين في السجن صيف العام 2019 قبل التمكّن من محاكمته، وهو أمر تسبّب في فضيحة لأنه حرم ضحاياه من نيل العدالة. وقبض على ماكسويل التي اختفت منذ ذلك الحين، بعد عام تقريبًا.

لورانس فيسوسكي

وقبل شهادة "جاين" التي بدأ استجوابها من محامي الدفاع الثلاثاء، استمعت المحكمة إلى الطيار الذي عمل 30 عامًا لحساب الملياردير الراحل الذي يملك منازل فخمة في نيويورك وفي فلوريدا ونيو مكسيكو وفي جزر فيرجن.

وردًّا على سؤال لأحد محامي المتهمة، أجاب لورانس فيسوسكي بالإيجاب عندما سئل عما إذا كان يتذكّر أنه نقل مشاهير مثل الأمير أندرو ودونالد ترامب وبيل كلينتون في طائرة الملياردير، وهي أسماء سبق أن ذكرت بين الشخصيات التي كانت لها علاقات مع جيفري إبستين.

وقال أيضاً إنه لم يشهد أي سلوك غير لائق داخل الطائرة. وأوضح أنّ غيلاين ماكسويل هي اليد اليمنى لجيفري إبستين، مؤكّداً أنها كانت في كثير من الأحيان من يقوم بالتخطيط للرحلات.

وسيخيّم على محاكمة ماكسويل ظلّ الأمير أندرو القريب من إبستين، إذ يواجه منذ آب/أغسطس الفائت دعوى مدنية في نيويورك بتهمة "اعتداءات جنسية"، رفعتها ضده الأميركية فيرجينيا جوفري.