إيلاف من لندن: فيما وصفت الفصائل العراقية المسلحة الجمعة انسحاب القوات الأميركية من بلادها بأنه خدعة مصرة على مقاومة الأميركيين، فقد أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية أن قوات بلاده ستبقى في العراق لتقديم مساعدات غير قتالية.
وقال الأمين العام لحركة النجباء الشيعية العراقية أكرم الكعبي خلال اجتماع مع قادة ثمان فصائل من المقاومة العراقية إنه لا يصدق الوعد الأمیركي بالانسحاب من البلاد بحلول نهاية الشهر الحالي مشددًا على أن المقاومة تعتبر سلاحها مقدساً ولن تتنازل عنه أبدًا.
وكشف مكتب الاعلام والعلاقات لحركة النجباء في إيران أن الكعبي التقى قيادات فصائل المقاومة العراقية هي "أصحاب الكهف ولواء الثائرين ولواء ثأر المهندس ولواء القاسم وتشكيل الوارثين وفصيل المقاومة الدولية ورجال الله وسرايا ثورة العشرين الثانية"،.. منوهًا إلى أن الاجتماع جرى "في زمان ومكان غير معلنين بحضور قادة عسكريين للمقاومة".
أكرم الكعبي قائد مليشيا النجباء العراقية الموالية لإيران (مكتبه)
كابوس
وشدّد الكعبي الذي تقاتل قواته في سوريا أيضاً على أن المقاومة لن تتخلى بأي شكل من الأشكال ولن تتنازل عن مواجهة النظام "الأميركي المتعجرف" وقال أن تصريحات الاميركان واضحة و صريحة ويؤكدون أنهم لن ينسحبوا من العراق في نهاية العام الحالي وهذا يثبت أن الاحتلال الأميركي لا يحترم سيادة العراق".
وشدّد بالقول "إنّ تسليم سلاح المقاومة لن يحدث حتى لو كلفنا أرواحنا" في إشارة إلى دعوة زعيم التيار الصدر لحل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة .. مضيفا "اليوم نحن مستعدون للعودة إلى الوضع بعد عام 2003 ونختبئ تحت الارض ونبقى نقاوم الاحتلال حتى كسره وتمرير أنفه بتراب العراق وإخراجه منه ذليلاً منكسراً فنحن لن نتراجع ولن ننكسر". ووصف سلاح المقاومة بأنه كابوس للولايات المتحدة والصهاينة.
الأمم المتحدة وحرب أهلية؟
وأكّد الكعبي قائلاً أنّ "سلاح المقاومة سيبقى بأيدي المجاهدين حتى تسليمه لصاحبه الشرعي والرسمي وهو صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ولا يوجد غير هذا الكلام" في إشارة إلى المهدي الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة الذي يعتقدون أنه "سيظهر في نهاية الزمان ليملأ الأرض عدلاً بعد أن امتلأت ظلماً وفسوقاً" وهو ما يعني إنها لن تتخلى عن سلاحها في حال انسحبت القوات الأميركية أم لن تنسحب.
وشدد بالقول"إن تسليم سلاح المقاومة لن يحدث، حتى لو كلفنا أرواحنا واليوم نحن مستعدون للعودة إلى الوضع بعد عام 2003 ونختبئ تحت الأرض ونبقى نقاوم الاحتلال حتى كسره وتمرير أنفه بتراب العراق وإخراجه منه ذليلاً منكسراً فنحن لن نتراجع ولن ننكسر".
واتهم بعثة الأمم المتحدة في العراق بالسعي إلى اشعال فتيل الحرب الأهلیه في البلاد.. منوهًا إلى أنّ هذا ثابت بالدلائل والقرائن العملية من خلال ما يقوم كوادر الأمم المتحدة هناك معتبراً أنّ وظيفة الأمم المتحدة الأساسية في العراق هي إشعال فتيل الحرب الأهلية عبر إجراءات تحريض هذا الطرف على ذاك الطرف.
وكان العراق والتحالف الدولي قد أعلنا أمس الخميس عن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش التي تقودها الولايات المتحدة وانسحابها من العراق واستمرار العلاقة مع نظيرتها العراقية في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
القيادة الأميركية تبقي على قواتها
ومن جهته قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي إن واشنطن ستبقي القوات الحالية البالغ عددها 2500 جندي في العراق محذراً من زيادة الهجمات الإرهابية.
وقال ماكنزي إنه "على الرغم من تحول دور القوات الأميركية في العراق إلى دور غير قتالي فإنها ستبقى تقدم الدعم الجوي والمساعدات العسكرية الأخرى في قتال العراق ضد تنظيم داعش"، معتبراً أن "تصعيد العنف من قبل فصائل مسلحة على القوات الأمريكية والعراقية قد يستمر خلال الشهر الحالي".
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي (تويتر)
واعتبر القائد الأميركي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتدبريس" الجمعة اطلعت عليها "إيلاف" أن "هذه الفصائل تريد مغادرة جميع القوات الأميركية من العراق.. لكننا لن نغادر، مما قد يثير ردًّا مع اقترابنا من نهاية الشهر الحالي".. مبينًا "أننا انسحبنا من القواعد التي لم نكن بحاجة إليها، وجعلنا الوصول إلينا صعباً. لكن العراقيين ما زالوا يريدون منا أن نكوين موجودين وأن نشارك.. طالما أنهم يريدون ذلك، ويمكننا أن نتفق بشكل متبادل، سنكون هناك".
وأشار ماكنزي إلى أن "مقاتلي داعش سيظلون يمثلون تهديدا في العراق وأن التنظيم سيواصل إعادة تكوين نفسه، ربما تحت اسم مختلف"، مشيراً إلى أن "مفتاح الحل سيكون ضمان عدم قدرة داعش على الاندماج مع العناصر الأخرى في جميع أنحاء العالم وأن يصبح أكثر قوة وخطورة".
وكانت المليشيات العراقية الموالية لإيران قد أعلنت مؤخراً تأهبها لمواجهة الأميركيين بعد نهاية العام الحالي في حال عدم انسحابها بحسب قولها كما فتحت باب التطوع لما وصفتها بالمنازلة التأريخية مشيرة إلى أن عدد المتطوعين وصل إلى 50 الف شخص.
القيادة العراقية : قوات التحالف القتالية ستغادر بالكامل
والجمعة أكدت قيادة العمليات العراقية المشتركة أنّ القوات القتالية للتحالف الدولي ستغادر العراق بالكامل قبل نهاية الشهر الحالي.
وأضافت القيادة في بيان تابعته "إيلاف" لقد "تم الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة وفق متبنيات الحوار الاستراتيجي ومخرجات اجتماعات الفرق الفنية مؤخراً على نقل أفراد التحالف ذوي الدور القتالي خارج العراق والإعلان رسمياً عن إنهاء المهام القتالية".. ونوهت إلى أن أفراد التحالف سيكونون موجودين في العراق لتقديم الدعم والمشورة والتمكين للقوات الأمنية العراق".
وأشارت إلى أنه "تمت مغادرة معظم هذه القوات بالفعل، وسيتم إخلاء الباقين خلال الأيام القادمة، وستكون هناك مجموعة من المستشارين تحل محل القوات السابقة، لأجل دعم القوات الأمنية". وقالت "نؤكد ثانية ما صدر من بيان يوم أمس عن مخرجات الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بأن وجود وعمل المستشارين الاميركيين سيكون حصراً وفق السيادة العراقية والقوانين والأعراف الدولية".
وكان قد تم الإعلان عن هذا التغيير في مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش للمرة الأولى في تموز/يوليو الماضي في واشنطن على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الولايات المتحدة.
وفي الواقع سيبقى حوالى 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف في العراق وهذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف 2020. وتشكل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يضم أكثر من 80 دولة بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول العربية في عام 2014 لمواجهة تنظيم داعش الذي احتل أراضٍ شاسعة في العراق وسوريا آنذاك.
وأعلن العراق النصر على التنظيم في كانون الأول/ديسمبر عام 2017 لكن الهجمات ضد قوات الأمن العراقية ظلت متواصلة وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة هجمات قتل خلالها عدد من عناصر الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية في شمال العراق في هجمات للتنظيم.
التعليقات