إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم رسميا عن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش التي تقودها الولايات المتحدة وانسحابها من العراق واستمرار العلاقة مع نظيرتها العراقية في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.

وكتب مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي اليوم تابعتها "ايلاف" قائلا "اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق، وستستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين". ويأتي هذا الاعلان قبل ثلاثة اسابيع من الموعد المتفق عليه بين بغداد وواشنطن بانسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية الشهر الحالي.

التحالف: اكمال الانسحاب قبل نهاية العام
من جهتها قالت خلية الاعلام الامني العراقية في بيان تابعته "ايلاف" ان الاعرجي استضاف اجتماعاً بين اللجنة الفنية العسكرية العراقية برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري ونظيرتها في قوات التحالف برئاسة قائد قوات عمليات العزم الصلب في العراق اللواء جون برينان من الولايات المتحدة الاميركية وبحضور نائبه العميد كارل هاريس من المملكة المتحدة ومدير الادارة المشتركة بين الوكالات والبيئة المدنية العميد فنسنت كوست من فرنسا ومدير مكتب التعاون الامني في السفارة الاميركية العميد كيث فيليبس .كما حضـر الاجتماع قائد بعثة حلف شمال الاطلـسي في العراق الفريق مايكل لولزغارد من الدنمارك .
كما حضـر معاون رئيس اركان الجيش العراقي وقادة الاسلحة ( البرية - الجوية - الدفاع الجوي - طيران الجيش - القوة البحرية ) ومدير الاستخبارات العسكرية وممثل وزارة البشمركة الذين عرضوا قائمة مرتبة حسب الاولويات للتعاون المؤسساتي التي تخطط القوات الامنية العراقية والتحالف وبعثة حلف شمال الاطلـسي للتركيز عليها بشكل مشترك خلال ال 24 شهرا المقبلة.
وقد عرض اللواء جون برينان انه في ضوء عمليات نقل الافراد والمعدات التي جرت مؤخرا الى خارج العراق فان التحالف سينهي بالكامل عملية الانتقال الى المهام غير القتالية قبل نهاية العام الحالي بموجب ما تم الاتفاق عليه.
ومن جانبه اكد مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي بان التعاون سيستمر بين القوات العراقية والتحالف الدولي على صعيد المشورة والمساعدة والتمكين، وقدم التهنئة للاطراف المجتمعة على قرب الانهاء الكامل لعملية الانتقال بوقت ابكر مما كان مخطط له، ووفق متبنيات الحوار الاستراتيجي.
واكدت الاطراف المشاركة في الاجتماع على التزامها المتبادل بالتعاون المستمـر، كما حددت بشكل واضح الكيفية التي سيستمـر فيها التحالف بدعم العمليات التي تقودها القوات الامنية العراقية. بالاضافة الى ذلك، فان قيادتا العمليات المشتركة والتحالف الدولي ناقشتا الدروس المستقاة من العمليات الناجحة التي جرت مؤخرا ضد داعش.
وقد ناقشت الاطراف المجتمعة السبل التي يمكن للقوات الامنية العراقية ان تقوم من خلالها بتنسيق وتركيز الدعم المقدم من قوات التحالف وبعثة حلف شمال الاطلسـي لتطوير القدرات المؤسساتية والعملياتية للقوات الامنية العراقية. كما اشارت الى ان افراد التحالف الدولي سيكونون موجودين بدعوة من الحكومة العراقية لتقديم المشورة و المساعدة و التمكين للقوات العراقية في تحقيق اهدافها لحماية الشعب العراقي والقضاء على داعش، وان وجودهم يكون حصـرا وفق السيادة العراقية والقوانين والاعراف الدولية. اكدت الحكومة العراقية التزامها مجدداً بحماية افراد التحالف الدولي وبعثة حلف شمال الاطلـسي في العراق.

الانسحاب وفق متبنيات الحوار الاستراتيجي

ويضم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية عسكريين من أكثر من عشرين دولة وتشكل في تموز يوليو عام 2014 بهدف محاربة تنظيم داعش ووقف تقدمه في العراق وسوريا بعدما سيطر على مساحات شاسعة من البلدين.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد بحث في ارابع من الشهر الحالي مع السفير الاميركي في العراق ماثيو تولرانسحاب قوات بلاده من العراق وفق متبنيات الحوار الاستراتيجي بين بلديهما وانتقال دور القوات الى المشورة والتدريب .


مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي يبحث مع السفير الاميركي ماثسو تولر في 28 ايلول سبتمبر 2021 ترتيبات الانسحاب الاميركي من العراق (مكتبه)

تهديدات للمليشيات

وجاء الاعلان عن الانسحاب في وقت بدأت المليشيات العراقية الموالية لايران تأهبها لمواجهة الاميركان بعد نهاية العام الحالي في حال عدم انسحابها بحسب قولها كما فتحت باب التطوع لما وصفتها بالمنازلة التأريخية مشيرة الى ان عدد المتطوعين وصل الى 50 الف شخس.

يشار الى انه في الرابع من الشهر الماضي اتفقت بغداد وواشنطن على الترتيبات النهائية لمغادرة القوات الاميركية للعراق بنهاية العام الحالي وتحويل مهام المتبقية منها من دور قتالي الى استشاري وتدريبي وذلك اثر مباحثات للجنة الفنية العسكرية العراقية ونظيرتها في قوات التحالف. وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في العراق لمكافحة تنظيم داعش ويبلغ عدد عسكرييها 2500 لكنها أعلنت مؤخرا نيتها إنهاء مهمتها القتالية" في العراق بحلول نهاية العام الحالي وتحولها الى التتدريب والتسليح والنشاط الاستخباري.
وكان البرلمان العراقي قد صوّت في 5 كانون الثاني يناير 2020 على اخراج قوات التحالف من البلاد.