القدس: أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي الأربعاء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي حذر من "تداعيات عميقة" للمفاوضات في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني على الأمن الإسرائيلي.

وقال المستشار الأميركي جيك سوليفان الذي كان قد وصل الى إسرائيل في وقت متأخر الثلاثاء إن زيارته إلى الدولة العبرية جاءت في "منعطف حاسم".

وأضاف سوليفان على ما نقل بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية "من المهم الجلوس سويا وتطوير استراتيجية مشتركة، ونظرة مشتركة وأن نجد طريقا للمضي قدما بما يضمن بشكل أساسي مصالح بلدك ومصالح بلدي".

ولم يأتِ سوليفان على ذكر إيران مباشرة لكن بيان الحكومة الإسرائيلية قال إن الاجتماع ركز على محادثات فيينا.

وفي وقت لاحق اجتمع طاقم الحوار الاستراتيجي للبلدين، وترأس سوليفان وفد بلاده فيما ترأس نظيره الاسرائيلي إيال حولاتا وفد بلاده.

بيان

وفي ختام الاجتماع، اصدرا بيانا مشتركا جاء فيه انهما بحثا ضرورة مواجهة "كافة جوانب التهديد الذي تشكله ايران بما في ذلك برنامجها النووي والانشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودعمها للجماعات الارهابية التي تعمل بالوكالة".

وأكد البيان أن الولايات المتحدة وإسرائيل "متوائمتان في تصميمهما على ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت دعا إلى وقف المفاوضات التي استؤنفت الشهر الماضي، متهما إيرام بممارسة "ابتزاز نووي".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي التقى بعيد وصوله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي أعرب عن "قلقه من من التقدم المحرز نحو امتلاك إيران أسلحة نووية تحت غطاء المفاوضات في فيينا" على ما أكد مكتبه.

تعارض إسرائيل محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بين طهران والقوى الكبرى وأتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوها اللدود أن تصبح طهران قريباً عند "العتبة النووية"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج القنبلة الذرية.

وسبق زيارة ساليفان إدلاء مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بتصريحات صحافية قال خلالها إن إيران "ستكون على رأس جدول أعمال" الزيارة إلى إسرائيل.

وقال كبير المفاوضين الأميركيين بشأن إيران روب مالي لشبكة "سي إن إن" الثلاثاء إنه لم يتبق سوى "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق في حال واصلت طهران أنشطتها النووية بالوتيرة الحالية.

وأضاف "عند ذلك لن يكون هناك صفقة يمكن إحياؤها".

وكانت واشنطن من الدول الموقعة على الاتفاقية قبل أن يعلن الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2018 انسحابه منها.

وحذرت إدارة الرئيس جو بايدن من أن الوقت ربما صار متأخرا لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال مالي "الأمر يعتمد حقا على وتيرة عملهم (إيران) النووي" مشيرا إلى أن سيكون "لدينا المزيد من الوقت إذا أوقفوا التقدم النووي".

تقول إيران إنها تريد تطوير قدرتها النووية المدنية فقط لكن القوى الغربية ترى أن مخزونها من اليورانيوم المخصب يتجاوز ذلك بكثير ويمكن استخدامه في تطوير سلاح نووي.

ومن المقرر أن ينتقل سوليفان إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

شهدت العلاقات الأميركية الفلسطينية توترا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي اتهمه الفلسطينيون بالانحياز لإسرائيل.

وقال المسؤول الأميركي إن إدارة بايدن قامت بالفعل "بإعادة تنمية العلاقات مع السلطة الفلسطينية ... ونحن نتطلع الآن إلى تقويتها".