إيلاف من لندن: تجدد الصراع المحتدم بين قائد مليشيا العصائب العراقية قيس الخزعلي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الخميس على خلفية اتهامات توجه لمسلحيه باغتيال قادة في العصائب.

فقد اغتال مسلحون مجهولون اليوم الرائد في الشرطة العراقية المقرب من مليشيا عصائب أهل الحق حسام العلياوي وهوشقيق ابو جعفر العلياوي القيادي في العصـائـب الذي قتل داخل سيارة للاسعاف في محافظة ميسان ( 375 كم جنوب شرق بغداد) حيث وجهت العصائب اصابع الاتهام الى فصيل سرايا السلام التابع للصدر بالمسؤولية عن مقتله.

كما ان الرائد العلياوي هو شقيق وسام العلياوي الذي قتل خلال تظاهرات الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت اواخر عام 2019 في العاصمة العراقية وتسع محافظات اخرى في الوسط والجنوب بعد قيامه بأطلاق النار على المتظاهرين من امام مقر العصائب في المحافظة.


تغريدة الخزعلي اليوم الخميس 3 شباط فبراير 2022 عن اغتيال مقرب له (تويتر)

الخزعلي يُحذّر الصدر من فتنة

واليوم حذر الخزعلي في رسالة الى الصدر على شكل تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مما اسماها "فتنة" داعيا اياه الى البراءة من القتلة.
وقال الخزعلي في تغريدته إنّ اليد التي اغتالت حسام العلياوي اليوم هي نفس اليد التي اغتالت شقيقيه وسام وعصام العلياوي من قبل.
واضاف في اتهام الى مسلحي سرايا السلام التابعة للصدر قائلا "كلنا حسن ظن بأخينا العزيز السيد مقتدى الصدر باعلان البراءة من هؤلاء القتلة الذين صدرت بحقهم أوامر القاء قبض من قضائنا العادل ولكن الاجهزة ألامنية تعجز عن تنفيذ هذه الاوامر لان هؤلاء المجرمين يدعون الانتساب الى سرايا السلام المجاهدة".
واكد على انه "من الضروري تعريتهم ووأد الفتنة في مهدها حتى لا يستمروا في التغطية على جرائمهم باستغلال العناوين الجهادية" بحسب قوله.

يشار ان هنالك عداء بين التيار الصدري وعصائب اهل الحق التي كانت قد انشقت عن جيش المهدي الذي كان تابعا للتيار قبل حله لاحقا وهي جماعة سياسية لها مليشيا مسلحة وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.

انشقاق الخزعلي عن الصدر

وقد انشق قيس الخزعلي من جيش المهدي التابع للصدر لانشاء فصيل مسلح خاصا به بعد معركة جيش المهدي ضد القوات الاميركية عام 2004 عندما وقع هذا الجيش اتفاقا مع الحكومة العراقية والأميركيين لوقف القتال فيما استمر فصيل يقوده الخزعلي في القتال.
وفي تموز يوليو عام 2006 استقلت عصائب أهل الحق عن جيش المهدي وأصبحت واحدة من المجموعات الخاصة التي تعمل بشكل أكثر استقلالية عن باقي جيش المهدي ثم اصبحت مستقلة تماما بعد حل الجيش اثر العملية المسلحة التي قادتها ضد القوات العراقية عام 2007 حين كان نوري المالكي رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة.

وفي عام 2008 انشأ الصدر جماعة جديدة لخلافة جيش المهدي سميت لواء اليوم الموعود ثم تغير اسمها الى سرايا السلام حيث ظل الخلاف محتدما بين فصيلي الخزعلي والصدر وحصلت عمليات اغتيال متبادلة لاعضاء وقياديين فيهما.
وتضم مليشيا عصائب اهل الحق حوالي الف و500 مسلح فيما يشير متابعون للوضع العراقي الى انها تتلقى تدريبها وأسلحتها وتمويلها المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني ومن حزب الله اللبناني وهي متهمة بالاشتراك مع مليشيات أخرى موالية لايران في تنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف التي يتعرض لها الناشطون والاعلاميون الذين يطالبون بالقضاء على الفساد وانهاء الطائفية والتدخل الايراني في شؤون العراق.