إيلاف من لندن: اعتذر رئيس الوزراء البريطاني لكنه لن يستقيل، بعد أن ألقى تقرير حكومي بخصوص خرق إغلاق كورونا باللوم على "أولئك الذين يشغلون مناصب في القمة". ويظل السؤال هل يحتشد المحافظون وراء زعيمهم أم لا؟.

وتسلّم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، صباح لأربعاء، تقرير كبيرة موظّفي الخدمة المدنية سو غراي المنتظر منذ ستة أشهر، وينطوي التقرير على 37 صفحة و9 صور.

وجدد رئيس الوزراء البريطاني، اعتذاره عن الحفلات التي تمت في مقر الحكومة خلال فترة الحجر الصحي المفروض بسبب جائحة كورونا. ووفقا لوسائل الإعلام البريطانية، قال جونسون إنه متفاجئ ويشعر بخيبة أمل بشأن ما تم الكشف عنه.

وأضاف في مؤتمر صحفي: "أتحمل المسئولية الكاملة عن حفلات دوانينغ ستريت خلال فترة الحجر الصحي".

ويأتي اعتذار جونسون بعد أن واجه مطالبات جديدة بالاستقالة في أعقاب نشر تقرير المحققة سو غراي، الذي طال انتظاره، بشأن انتهاكات "داونينج ستريت" لقيود كورونا في 2020.

تحمل المسؤولية

وكان جونسون قال لنواب مجلس العموم: "أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل ما حصل تحت أنظاري"، مشيرا إلى أن التقرير طالب القادة السياسيين والمسؤولين بـ"تحمّل المسؤولية النهائية وهو حالي بالتأكيد".

لكنه لم يظهر أي مؤشرات تدل على إمكانية استجابته للدعوات المطالبة باستقالته على خلفية القضية. كما شدد على أنه كان غائبا عن معظم هذه الحفلات ونفى بأن يكون كذب على البرلمان.

وذكر تقرير كبيرة موظفي الخدمة المدنية سو غراي في القضية المعروفة باسم "بارتيغيت" أن "فريق القيادة العليا يجب أن يتحمل المسؤولية" عن الثقافة التي أدت إلى وقوع أحداث "ما كان ينبغي السماح بوقوعها".

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (PA) عن التقرير الذي أعدته الالموظفة المدنية الكبيرة سو غراي القول إن الشعب "سوف يصاب بالفزع" عند العلم بسلسلة الانتهاكات لقيود مكافحة كورونا في 10 داونينغ ستريت وفي وايتهول "مباني الحكومة".

وحققت غراي في 16 تجمعاً حضرها جونسون وموظفوه في عامي 2020 و2021، في الوقت الذي كان فيه سائر الشعب ممنوعاً من أية نشاطات اجتماعية، في ظل تدابير الإغلاق.

اخفاقات القيادة

اعتبرت غراي أنه "كانت هناك إخفاقات في القيادة العليا والحكم في داونينغ ستريت"، في إشارة إلى مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون، مضيفة أن "أولئك الذين يشغلون مناصب أقل مرتبة حضروا التجمعات التي شارك فيها رؤساؤهم، أو نظموها".

وكانت سو غراي قد أعلنت سابقاً تريّثها في إرسال تقريرها النهائي إلى حين تنتهي الشرطة من تحقيقاتها في قضية "حفلات داونينغ ستريت".

ولم يتوقّف جونسون خلال الأشهر الماضية عن الدفاع عن نفسه، متنصّلاً من التهم المتعلّقة بخرقه للقانون، وبتعمّده تضليل البرلمان، و"أكاذيبه" حول عدم تجاوزه القواعد الخاصة بالإغلاق خلال جائحة كوفيد-19. وكان "داونينغ ستريت" قد وعد بنشر نتائج التقرير بعد تسلّمه. ومن المتوقع أن يواجه جونسون أعضاء البرلمان ظهر اليوم في "جلسة الأربعاء" الأسبوعية التي تتضمّن أسئلة موجّهة إلى رئيس الوزراء قبل أن يدلي ببيان في مجلس العموم، رداً على النتائج النهائية التي توصّل إليها التقرير.

وكان تلفزيون آي تي في "itv news" قد سرّب البارحة صورة جديدة تُظهر جونسون محتفلاً في مقرّ إقامته مع فريق من الموظّفين إلى جانب العديد من زجاجات النبيذ الفارغة.

وترافقت الصورة مع معلومات جديدة عن سهرة صاخبة استمرّت حتى ساعات متأخرة من الليل، ما دفع بعض الموظّفين إلى البقاء في مقرّ إقامة رئيس الوزراء حتى صباح اليوم التالي.

تضليل البرلمان

جدّد حزب العمّال المعارض اتّهاماته لجونسون بتضليل البرلمان "عمداً"، على خلفية التسريبات الأخيرة، وعلت المطالب التي تحثّ شرطة لندن على نشر توضيحات عن عدم حصول جونسون على غرامات جديدة لوجوده في الكثير من التجمّعات خلال فترة الإغلاق. وأعلنت الشرطة الأسبوع الماضي انتهاءها من التحقيقات الخاصة بتلك التجمّعات، وأصدرت 126 غرامة، بما في ذلك الغرامة الوحيدة التي حصل عليها جونسون قبل شهرين.

وكان التقرير الأولي الذي نشرته سو غراي في يناير من هذا العام قد أشار إلى فشل جونسون في "القيادة والحكم".

ويكتسب نشر التقرير أهمية كبيرة، لما يمثّله من "فرصة أخيرة" يتحيّنها معارضو جونسون لإجباره على التنحّي. فإن تمكّن رئيس الوزراء حتى الآن من الحفاظ على دعم غالبية حزبه في العلن، إلا أن "محافظين" كثراً ينتظرون نشر التقرير ليتّخذوا قراراً بشأن مستقبله السياسي كزعيم لحزبهم.

ونشر تقرير غراي الكامل الذي طال انتظاره على 37 صفحة، حول حفلات الإغلاق التي أقيمت في داونينغ ستريت وعبر وايتهول (مباني الحكومة).

نتائج مروعة

وجاءت النتائج العشر المروعة على النحو التالي:
- قدم رئيس الوزراء النبيذ والجبن في حفلة الحديقة في 15 مايو 2020 من شقته.
- حذر مستشار في 10 داونينغ ستريت الحضور من تجنب "التجول والتلويح بزجاجات النبيذ" قبل حفلة في 20 مايو 2020.
- تم إرسال دعوة من السكرتير الخاص الرئيسي السابق لرئيس الوزراء مارتن رينولدز إلى 200 موظف في 10 داونينغ ستريت.
- حذر رئيس الاتصالات في 10 داونينغ ستريت، لي كاين المسؤولين الرئيسيين من أن حزب مايو 2020 كان "نوعًا من المخاطرة بالاتصال" نظرًا لأن البلاد تخضع لقواعد الإغلاق.
- أرسل السكرتير الخاص الرئيسي السابق لرئيس الوزراء السيد رينولدز رسالة بعد حفلة الشراب، يقول فيها "يبدو أننا أفلتنا من العقاب".
- قدمت مديرة الأخلاقيات السابقة هيلين ماكنمارا آلة كاريوكي لحفل مكتب مجلس الوزراء في 18 يونيو.
- في نفس حدث 18 يونيو، شرب المسؤولون الكثير من الخمر، لدرجة أن اثنين منهم اشتبكوا في "مشاجرة".
- واجه موظفو الأمن والنظافة معاملة "غير مقبولة" .
- طُلب من موظفي داونينغ ستريت مغادرة اختبار عيد الميلاد في 15 ديسمبر/ كانون الأول من الباب الخلفي بسبب "السكر".
- إحدى الحفلات كانت عشية جنازة الأمير فيليب، وغادر آخر محتفل حفلة في داونينغ ستريت في الساعة 4.20 صباحًا.