أثار مقتل رجل هندوسي على يد رجلين مسلمين في ولاية راجستان شمالي الهند يوم الثلاثاء توترات دينية في المنطقة.
وقطع الرجلان المسلمان رأس خياط يدعى كانهاي لال، من منطقة أودايبور، وصورا الجريمة ونشراها على الإنترنت.
وزعما أنهما أقدما على هذا الفعل انتقاما من الضحية لتأييده تصريحات سابقة مثيرة للجدل أدلت بها سياسية بارزة في الهند واعتبرت مسيئة للنبي محمد.
وقطعت الحكومة خدمات الإنترنت في المنطقة، كما حظرت التجمعات الحاشدة.
واعتقلت الشرطة الرجلين وكانا قد عرّفا نفسيهما خلال مقطع الفيديو.
كما تفاخرا، في مقطع فيديو آخر، بعملية القتل وهددا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وهما يلوحان بسواطير.
وحث مسؤول كبير في شرطة راجستان وسائل الإعلام على عدم بث مقطع الفيديو، الذي يبين تنفيذ القتل نظرا لأنه "بشع ولا يمكن مشاهدته".
وناشد أشوك جيهلوت، رئيس وزراء ولاية راجستان، المواطنين التحلي بالهدوء.
كما طلبت الحكومة الفيدرالية من هيئة التحقيقات الوطنية، أعلى هيئة معنية بمكافحة الإرهاب في الهند، بفتح تحقيقات في الحادث.
وكان الرجلان قد تظاهرا بأنهما زبائن لدخول متجر كانهاي لال، ثم هجما عليه أثناء قيامه بأخذ قياساتهما.
ويقال إن الضحية كان قد نشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما يؤيد تصريحات أدلت بها نوبور شارما، المتحدثة السابقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، الشهر الماضي، وهي تصريحات عن النبي محمد أثارت الجدل.
كما أدت تلك التصريحات إلى نشوب خلاف دبلوماسي واحتجاج شديد من جانب العديد من الدول الإسلامية، الأمر الذي دفع حزب بهاراتيا جاناتا إلى وقف شارما من الحزب.
- العنف الديني في الهند: صدمة وغضب في دلهي بعد أحداث عنف طائفية
- الإسلاموفوبيا: غضب في الهند جراء انتشار خطابات كراهية ضد المسلمين
وامتد الجدل أيضا إلى حد تنظيم احتجاجات دينية في الهند، تحولت إلى أعمال عنف ألقى خلالها متظاهرون الحجارة وألحقوا أضرارا بالممتلكات العامة.
وكانت الشرطة الهندية قد ألقت القبض على كانهاي لال، قبل ثلاثة أسابيع من مقتله، بتهمة جرح المشاعر الدينية، حسبما ذكرت صحيفة "إنديان إكسبرس"، وطلب حماية الشرطة بعد إطلاق سراحه، بحجة مواجهته تهديدات على حياته.
وقال مسؤول بالشرطة للصحيفة إن الشرطة استدعت لاحقا بعض الهندوس والمسلمين لاجتماع صُلح، وبعد ذلك قال كانهاي لال إنه "لا يحتاج إلى مزيد من الإجراءات ضد أي شخص".
وأدان الحادث سياسيون بارزون من مختلف الأحزاب في الهند.
وأنحى فاسوندهارا راجي، رئيس وزراء ولاية راجاستان السابق، الذي ينتمي إلى حزب بهاراتيا جاناتا، باللائمة على حكومة حزب المؤتمر وقال إن "حالة من الهيجان الطائفي والعنف نشأت في الولاية".
وقال بعض قادة حزب بهاراتيا جاناتا إنهم سينظمون مسيرة في العاصمة الوطنية دلهي للاحتجاج على القتل.
وقال راهول غاندي، زعيم حزب المؤتمر، إنه "أصيب بصدمة شديدة" من جراء جريمة القتل، ودعا إلى معاقبة المهاجمين فورا.
كما أدانت بعض المنظمات الإسلامية البارزة جريمة القتل، ووصف مجلس قانون الأحوال الشخصية لمسلمي عموم الهند الحادث بأنه "يستوجب الإدانة للغاية"، وأضاف أنه يتعارض مع القانون الهندي وكذلك التعاليم الإسلامية.
وقال المجلس في بيان "غير مسموح لأي شخص بتنفيذ القانون بيده ووصف شخص ما بأنه مجرم ثم قتله، إنه عمل يستوجب الإدانة للغاية".
التعليقات