إيلاف من لندن: أعلنت المفوضة السامية للاجئين عن دعم أميركي وصفته بالسخي قيمته 27.8 مليون دولار لمساعدة 1.2 مليون نازح عراقي و300 لاجئ سوري في إقليم كردستان الشمالي.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق أن الولايات المتحدة الأميركية بصفتها أكبر داعم دولي لها قد قدمت مبلغ 27.8 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين والعائلات العراقية التي نزحت بسبب أحداث داعش (النازحون داخليًا).
وأشارت في بيان تسلمت "إيلاف" نصه اليوم الى أن هذه "المساهمة السخية" تؤكد التزام الولايات المتحدة المستمر في تقديم الدعم للمفوضية من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة.

1.2 مليون عراقي و300 سوري
وأضافت المفوضة السامية أنه بعد خمس سنوات من هزيمة داعش و11 عامًا على بداية الأزمة السورية لا يزال السكان النازحون والمجتمعات المضيفة لهم بحاجة إلى الدعم.
وأوضحت أنه في العام الحالي 2022 لم يتمكن 1.2 مليون عراقي من العودة إلى مجتمعاتهم بينما في الوقت نفسه يستضيف العراق حوالى 300 الف لاجئ غالبيتهم من سوريا يعيشون في إقليم كردستان العراق.

تأهيل المدارس والمراكز الصحية
وأوضحت المفوضية أن هذا الدعم الأميركي سيمكنها من تعزيز اندماج اللاجئين والنازحين العراقيين بمن فيهم أولئك الذين عادوا الآن إلى ديارهم إضافة الى دعم توفير الخدمات العامة.
ونوهت الى أنه لأجل القيام بذلك تعمل المفوضية مع الشركاء والسلطات المحلية العراقية من خلال القيام بتدخلات الدعم طويلة الأجل مثل إعادة تأهيل المدارس ومراكز الرعاية الصحية وشبكات المياه والكهرباء والتي تهدف إلى بناء قدرات المؤسسات العامة لأجل تقديم خدمات عالية الجودة لتكون في متناول السكان واللاجئين.
كما تسعى أيضًا إلى تعزيز التفاعلات المجتمعية والتماسك الاجتماعي من خلال إنشاء أماكن عامة ومراكز مجتمعية حيث تساعد في دعم الصحة العقلية خاصةً النساء والأطفال الناجين من العنف وتقديم الخدمات القانونية لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم وعلى أقل تقدير لمساعدتهم في الحصول على الوثائق المدنية.


أطفال اللاجئين السوريين في أحد مخيماتهم بإقليم كردستان الشمالي (تويتر)

عذابات النازحين
وكشفت المفوضية عن أن ربع النازحين يفتقرون إلى الوثائق المدنية، حيث فقدوها أثناء فرارهم من العنف ولم يتمكنوا من تجديدها في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم داعش منتصف عام 2014 و نتيجة لذلك يواجه أولئك الذين يفتقرون إلى الوثائق المدنية تحديات في الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية ، حيث لا يمكنهم تسجيل أطفالهم في المدارس أو الوصول إلى الرعاية الصحية كما أنهم محرومون من شبكات الرعاية الاجتماعية ويواجهون خطر الاعتقال عند نقاط التفتيش.

واشنطن: ملتزمون بالمساعدة
ومن جانبها قالت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوفسكي "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة السكان الأكثر ضعفاً في العراق. ستساعد هذه المساهمة العراقيين النازحين بسبب أحداث داعش على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم مع توفير دعم قيم لهم وكذلك توفير الدعم الخاص بالتعليم والرعاية الصحية والاحتياجات الضرورية الأخرى بالنسبة للاجئين السوريين في العراق ".
بينما أشار من جهته ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق جو نيكولا بوز الى أنه "بينما يستقر الوضع الحالي في العراق تدريجياً ويتيح فرصاً للازدهار نحتاج إلى مواصلة العمل مع السلطات في بغداد وإقليم كردستان العراق لتعزيز صمود المجتمعات واعتمادها على الذات.

484 مليون دولار
وأوضح أن "هذه المساهمة السخية المقدمة من الولايات المتحدة للمفوضية ستساهم في إعطاء الأولوية لمن هم في أمس الحاجة إليها وتحسين الخدمات العامة الرئيسية في العراق".
وأعربت المفوضية عن امتنانها للدعم الطويل الأمد الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لنشاطاتها.. موضحة أنه منذ عام 2013 قدمت واشنطن من خلال مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية 484 مليون دولار أميركي لخطة الاستجابة الخاصة باللاجئين حيث يعني هذا الدعم أن المفوضية يمكنها الاستمرار في تقديم الحماية والسعي وراء إيجاد حلول دائمة للنازحين واللاجئين في العراق.

موعد إغلاق ملف النازحين
يأتي ذلك في وقت حددت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية مؤخراً العام المقبل موعداً أولياً لإغلاق ملف النزوح في البلاد.
وأشارت الى أنها خصصت مبلغ 50 مليار دينار (حوالى 30 مليون دولار) ضمن قانون الأمن الغذائي الذي صادق عليه البرلمن في حزيران/ يونيو الماضي لإعادة النازحين.
يشار الى أن الحرب ضد تنظيم داعش منذ منتصف عام 2014 قد تسببت بنزوح حوالى 6 ملايين عراقي عن ديارهم تم إيوائهم في مخيمات بلغ عددها 120 مخيماً عام 2017 في محافظات بغداد ونينوى وصلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى وبابل وإقليم كردستان.