ايلاف من لندن: أعلنت السلطات العراقية الاثنين حظرا للتجوال في انحاء البلاد اثر امتداد التظاهرات لمحافظات الجنوب فيما حذر الرئيس صالح من مزالق تقود العراق لمتاهات خطيرة وشدد الكاظمي على حماية ارواح المتظاهرين والممتلكات.

وقد ترأس قائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اليوم اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين للمؤسسات الحكومية.

وشدد الكاظمي على توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة فيما يخص حماية أرواح المتظاهرين والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان.

ودعا الكاظمي المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء وعدم إرباك الوضع العام في البلاد وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف".

متظاهرون يحرقون الاطارات ويقطعون الطرق الاثنين 29 أغسطس 2022 في مدينة البصرة

حظر شامل للتجوال في انحاء البلاد

من جانبها أعلنت قيادة العمليات العراقية مساء اليوم حظرا شاملا للتجول في جميع أنحاء البلاد" اثر امتداد تظاهرات انصار زعيم التيار الصدري الى محافظات في الجنوب والوسط.

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان تابعته "ايلاف" إن حظر التجول الشامل في جميع محافظات العراق سيكون اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم إلى إشعار آخر. وكانت القيادة قد اعلنت قبل ذلك عن حظر شامل للتجوال في العاصمة بغداد بدءا من الثالثة والنصف مساء.

امتدت التظاهرات الى محافظات البصرة وواسط وذي قار وميسان والديوانية وديالى حيث سيطر المتظاهرون على مباني عدد من حكوماتها المحلية هاتفين ضد ايران ومحمليها مسؤولية الاوضاع التي يمر بها العراق حاليا.

العراق يدخل حالة الاستنفار الامني القصوى

أمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدخول جميع القطعات العسكرية في حالة الإنذار القصوى. وقالت قيادة عمليات بغداد أن الكاظمي دعا إلى تواجد جميع القادة والآمرين العسكريين على رأس قطعاتهم العسكرية والتحاق جميع المجازين بوحداتهم العسكرية والامنية.

كما وجهّت القيادة قواتها الأمنية بتأمين الحماية اللازمة للدوائر والمؤسسات الحكومية ومقرات الأحزاب السياسية. وأمرت بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف ومكاتب الاحزاب وجميع مباني البنى التحتية .. وحذرت القادة الأمنيين بأن أي خطأ أو تقصير في الحماية سيتحمل المسؤولية القادة والآمرين".

حماية المؤسسات الحكومية ومقرات الاحزاب

ودعت قيادة العمليات المشتركة اليوم المواطنين الى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجوال. وقالت في بيان تابعته "ايلاف" إن "الحفاظ على الأمن هو مسؤولية الجميع".. مشددة على المواطنين بضرورة "التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجوال والابتعاد عن الشائعات المغرضة لكونها ستكون عاملاً رئيسياً في توتر الأوضاع وإعطاء فرصة للمتربصين بالعراق".

وأشارت إلى أن "القوات الأمنية الان تعمل على حفظ الأمن والاستقرار وهي صمام أمان للبلاد ولذلك يجب التعاون معها والالتزام بالتوجيهات الصادرة عنها".

الامم المتحدة: تصعيد خطير

ودخلت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" اليوم على خط الاضطرابات التي يشهدها العراق حاليا ودعت المتظاهرين إلى إخلاء المباني والمؤسسات الحكومية ومغادرة المنطقة الخضراء.

وقالت البعثة في بيان تابعته "ايلاف" "ندعو جميع المتظاهرين إلى مغادرة منطقة بغداد الدولية (الخضراء) على الفور وإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة لخدمة العراق".

ووصفت البعثة تطورات اليوم بأنها "تصعيد خطير للغاية" مؤكدة ضرورة أن تعمل مؤسسات الدولة دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات وسيتبين الآن أن احترام النظام الدستوري أمر حيوي".

وحثت البعثة "الجميع على التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها".

وطالبت جميع الأطراف السياسية إلى "العمل على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات إذ لا يمكن أن يكون العراقيين رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تحمله وإن بقاء الدولة ذاته على المحك".

الرئيس صالح يحذر من الانزلاق لمتاهات خطيرة

ومن جانبه حذر الرئيس العراقي برهم صالح من انزلاق الأوضاع في البلاد نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها .

وقال صالح في بيان تابعته "ايلاف" إن "الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها".

وأكد ان "التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام ولكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة، وندعو أبناءنا المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وفسح المجال أمام القوات الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة".

وأضاف ان "تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية مسؤولية مضاعفة للترفع عن الخلافات لصالح ما هو أغلى وأثمن، لصالح الوطن، ومنع العنف وحقن الدماء الغالية للعراقيين وانتهاج مواقف حريصة حامية للوطن والحفاظ على المسار السلمي الديمقراطي الدستوري الذي ضحى شعبنا بالغالي والنفيس من أجله، ولا ينبغي التفريط به تحت أي ظرف".

اصابة عدد من المتظاهرين

واليوم اقتحم متظاهرون من انصار الصدر القصروا الجمهوري في المنطقة الخضراء وسط بغداد وتمركزوا بداخله وعلى اسطحه فيما تصدت لهم القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع وتمكنت من اخراجهم منه بعد اصابة عدد منهم.

وفي وقت سابق اليوم حوّل أنصار التيار الصدري اعتصامهم في المنطقة الخضراء إلى اقتحام للقصر الحكومي والانتشار بشكل مكثف بالقرب من مؤسسات حكومية، وذلك بعد أن أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي وغلق جميع المؤسسات السياسية والإعلامية والاجتماعية المرتبطة به.

ومن جهته دان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اقتحام أنصار التيار الصدري للقصر الجمهوري والمؤسسات الحكومية في المنطقة الخضراء وسط بغداد داعياً الصدر إلى سحب أنصاره واحترام هيبة الدولة.

وبينما يمر العراق بأزمة سياسية خانقة بشأن تشكيل الحكومة نشر الصدر اليوم بيانا على حسابه في "تويتر" كتب فيه "أعلن الاعتزال النهائي وغلق جميع المؤسسات".

وكان الصدر قد دعا السبت جميع الأحزاب السياسية بما في ذلك أعضاء حزبه، بالتخلي عن المناصب الحكومية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة وتشكيل حكومة جديدة.