إيلاف من القدس: قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن الوقت الآن هو الامثل والافضل لتوجيه ضربة لنظام خامنئي وتدمير المنشآت الصاروخية ومعامل تصنيع المسيرات والمنشآت النووية التابعة للمشروع العسكري.

واشار المسؤول إلى أن ضلوع إيران في حرب أوكرانيا وتزويد موسكو بالمسيرات الانتحارية التي أدت إلى قتل الابرياء في كييف، بحسب تعبيره، وغيرها من المستجدات من شأنها أن تغير المعادلة الدولية، ما يجعل إمكانية توجيه ضربة للنظام الإيراني مقبولة عند الاوروبيين والاميركيين.

أضاف المسؤول أن ثمة توجه للتفاهم مع الناتو لتوجيه ضربة قد تكون مشتركة بدعم اميركي فعلي وعملياتي، أو على الاقل مع حماية في الاجواء وتنسيق مع دول الجوار.

عن وضع إسرائيل عشية الانتخابات، قال المسؤول لـ "إيلاف" إن مثل هذا الامر يمثل مصلحة قومية عليا، لذلك لا يتوقع معارضة أي طرف، واذا تقرر فعل ذلك قبل الانتخابات أو خلالها أو بعدها فسيكون بالتوافق مع كل الاحزاب الصهيونية على حد قوله، والقصد هنا الأحزاب اليهودية.

وعلق المسؤول على إرسال إيران مسيرات إنتحارية لموسكو بقوله إن إسرائيل حذرت الغرب من ذلك سابقا وقدمت معلومات عن طرق ومسارات إرسال هذه المسيرات، كما كشفت عن المواقع التي يتم تصنيع المسيرات الانتحارية فيها داخل الاراضي الإيرانية وقدمتها للولايات المتحدة وحلف الناتو، "الا انهم لم يفعلوا شيئا حيال ذلك"، كما قال.

حان وقت الضربة

أضاف أن الوقت حان لتوجيه الضربة لعدة أسباب، منها: الاحتجاجات في إيران والتظاهرات واحتمال ازدياد اشتعالها بسبب ما يعانيه المواطنون هناك من فقر وقهر وحكم الاجهزة الاستخبارية، "كما هناك عامل اخر وهو دخول إيران على خط الحرب ضد اوكرانيا والناتو وقتل الابرياء بمسيرات انتحارية، وتعثر الاتفاق النووي بسبب شروط إيران ويأس الادارة الاميركية من المفاوضات التي لا تنتهي مع نظام إيران، ودخول اوروبا مرحلة حرجة وتوقعها شتاءً قاسيًا في ظل وقف امداد الغاز الروسي، لذلك من شأن توجيه ضربة لإيران انهاء الحرب في اوكرانيا وتوجيه رسالة واضحة لموسكو بهذا الشأن وعودة التفاهمات بين المعسكرات المختلفة من دون الدخول في حروب لا جدوى منها".

ولفت هذا المسؤول إلى أن إسرائيل وقبرص واليونان ومصر وربما ليبيا يبيعون الغاز لأوروبا بمشاركة قطر وغازها المسال، من أجل سد الحاجة الأوروبية للطاقة خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد تخريب خطوط نورد ستريم أخيرًا.

وكانت إسرائيل قد نفذت خلال العام الاخير عددا من المناورات والتدريبات التي تحاكي ضربة عسكرية لإيران بمشاركة مقاتلات أف-35 الشبحية وطائرات أف-15 أي والغواصات والصواريخ الباليستية الدقيقة التي تنطلق من اماكن مختلفة في المنطقة، إضافة إلى مسيرات متطورة تنطلق من مناطق داخل داخل إيران ومن بلدان مختلفة حولها.

رد محدود

حول إمكانية استيعاب الرد الإيراني، قال المسؤول العسكري إن الداخل الإسرائيلي على استعداد تام والاهم انصياع الجمهور لتعليمات الجيش وقيادة الجبهة الداخلية. أضاف: "هناك توقعات كثيرة للرد الإيراني منها وقوع ضحايا بالمئات لكن التقديرات تشير إلى رد محدود واستبعد أن تقوم حماس او حزب الله بالرد، وثمة عمل دؤوب لتجهيز الجبهة الداخلية يجري منذ سنوات".

بحسبه، المواجهات مع حماس وحزب الله اثبتت أن الجمهور الإسرائيلي ينفذ تعليمات الجيش في وقت الحاجة، وإسرائيل تستوعب حتى ألف قتيل أو اكثر في حال نجحت في تدمير بنية إيران النووية والعسكرية التي تشمل تهديدا لإسرائيل.

يذكر في هذا السياق أن طائرات أف-35 الشبحية حلقت فوق إيران اكثر من مرة مخترقة كل منظومات الانذار المتمركزة في المنطقة ومنظومة أس-300 الروسية الموجودة في إيران.

هذا وكان رئيس الدولة الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ قد زار الولايات المتحدة واجتمع بالرئيس الاميركي جو بايدن واطلعه على أدلة تثبت تورط إيران في الحرب على أوكرانيا وارسال مسيرات انتحارية قتلت الابرياء في كييف. وتم الاتفاق بحسب مقرب من هرتسوغ على وقف كل المفاوضات الاميركية مع إيران.

الخطة "ب"

كذلك زار قائد القوات الجوية الاميركية إسرائيل لمدة يومين وقام بجولة مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي على قواعد سلاح الجو وقواعد منظومات الدفاع الجوي والقبة الحديدية ومنشآت رادار وانذار مشتركة للجانبين، ما يعزز الشعور بتحضيرات مكثفة إسرائيلية - اميركية للخطة "ب"، وهي الخيار العسكري في مواجهة إيران، اضافة إلى انهاء ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وازالة أي تهديد من حزب الله على هذه الجبهة.

في السياق مفسه، كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد صرح خلال الاسبوع الاخير انه قام خلال السنتين الاخيرتين من تسلمه مهام وزارة الدفاع بالتحضير لإمكانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد إيران، ورصد الاموال والموازنات لذلم، وعمل على التنسيق لهذا الموضوع مع اكثر من طرف في المنطقة والعالم.

وكان غانتس قد زار قبل فترة اذربيجان والتقى رئيسها إلهام علييف وبحث معه سبل تعزيز العلاقات والتنسيق الامني بين البلدين.

ويذكر في هذا السياق أن معلومات صحفية ترجح وجود مطار عسكري إسرائيلي في اذربيجان يخدم المقاتلات الإسرائيلية والمسيرات التي تقوم باعمال التجسس فوق إيران ومنشآتها العسكرية.