إيلاف من لندن: وجد آلاف المتقاعدين العسكريين الأردنيين، الذين تعاقدوا عن طريق شركة أمن وحماية لغايات المشاركة في تأمين مونديال كأس العالم 2022، أنفسهم ضحايا لـ"نصب واحتيال".
وخيمت القضية على الشارع الأردني، حيث تداول أردنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوجه فيه عدد من المتقاعدين اتهامات لأحد ممثلي الشركة بالنصب والاحتيال عليهم، حيث قالوا "إنه غُرر بهم وتم توقيعهم على عقود والاتفاق على دفع مبالغ لهم وأن الشركة تنصلت من دفع تلك المبالغ".
وكان نحو 6 آلاف متقاعد أردني تعاقدوا فرديا مع شركة خاصة للعمل لمدة محدودة في مجال تقديم الأمن والحماية تنتهي بعد اختتام فترة المونديال.

عودة

وأعلنت الحكومة الأردنية، اليوم الأحد، استكمال وصول المتقاعدين العسكريين الأردنيين الذين التحقوا بالعمل لفترة محدودة في مجال تقديم خدمات أمن وحماية مرتبطة بترتيبات بطولة كأس العالم لكرة القدم، إلى الأردن الثلاثاء المقبل.

وقال مصدر لقناة "المملكة"، إن المتقاعدين بدأوا بالعودة إلى الأردن الجمعة الماضية. وكشف بأن إنهاء أزمة المتقاعدين العسكريين الأردنيين في قطر باتفاق يقضي بإعادتهم إلى الأردن خلال الأيام المقبلة ويتضمن دفع مبلغ 1500 دولار لكل شخص.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إن دولة قطر قررت تقديم تعويضات للمتقاعدين العسكريين الذين التحقوا بالعمل لفترة محدودة في مجال تقديم خدمات أمن وحماية مرتبطة بترتيبات بطولة كأس العالم لكرة القدم وفق اتفاقات فردية مع شركة خاصة وعودتهم إلى الأردن.
وتابعت الوزارة مع جميع الجهات المعنية وعبر السفارة في قطر الخلافات التي نشأت بين المواطنين والشركة الخاصة لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوقهم في حال ثبوت خرق الشركة للعقد مع المواطنين الأردنيين.

اجتماع

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي إن القرار بُلغ لعدد من المتقاعدين الذين حضروا اجتماعا في مبنى السفارة باسم المتقاعدين مع السفير زيد مفلح اللوزي دام لساعات، وحضر جزءا منه عددٌ من أبناء الجالية الأردنية في قطر.

وإلى ذلك، نقل موقع (رؤيا) عن أحد المتقاعدين قوله إن الشركة حصلت على مبلغ 15 ألف دولار عن كل شخص يشارك من خلالها، فيما تم الاتفاق معهم على دفع أجورهم واصفا إياها بمبلغ بالزهيدة.
وأفاد أن الشركة لم تلتزم ببنود العقد، الأمر الذي أثار حفيظتهم واكتشفوا ذلك بعد وصولهم إلى قطر، ما تسبب باستيائهم ودفعهم للتظاهر احتجاجا على ما وصفوه بـ"التغرير" بهم من قبل تلك الشركة.

مطالبة بالتدخل

وخاطب المتقاعدون العسكريون في كتاب لهم السلطات المعنية في قطر للتدخل من أجل حلّ الأزمة وضمان حقوقهم، مطالبين بفسخ العقد المبرم بينهم وبين الشركة في الأردن التي وصفوها بأنها "ليست معروفة لديهم".

وبحسب معلومات لم يتم التأكد من صحتها، فإن القائم على الشركة أبدى تجاوبه في التعاطي مع الأمر والوقوف على مطالب الموقعين للعقد، من منطلق التزامه بالبنود وحفاظا على حقوق المتقاعدين.

وعلى صلة، قال مصدر في جمعية المتقاعدين العسكريين، أكد في حديث لـ"رؤيا" أن الشركة حصلت على الموافقات اللازمة ونفذت دورها بالشكل المطلوب، قبل سفر المتعاقدين معها إلى الدوحة.
وأوضح أن إجراءات السفر جرت بشكل طبيعي إلى أن اعترض عدد من المتعاقدين بعد وصولهم لمكان إقامتهم في الدوحة على قيمة أتعابهم التي تم الاتفاق على دفعها لهم سابقا.

ضغط حكومي

وأشار المصدر في حديثه إلى أن حكومة قطر تضغط على الشركة بحيث تدفع مبلغ 5 آلاف دولار لكل شخص من المحتجين لتحقيق المساواة في الأجور بين جميع المتعاقدين مع الشركة.

وعلمت "رؤيا" من مصادر متطابقة أن الشركة تعاقدت مع 4 آلاف متقاعد عسكري يسافرون على دفعات إلى الدوحة للمشاركة في أعمال الحماية والأمن، على أن يحصل كل فرد منهم على مبلغ 3500 دينار أردني عن فترة عمله التي تصل إلى 45 يوما.

وفي الختام، فإن أصل الخلاف وشرارة الاحتجاج بين الشركة والمتعاقدين معها جاء نتيجة لدفع الشركة مبلغ 700 دينار أردني لكل فرد دون إيضاح موعد صرف الدفعات المتبقية وقيمها.