إيلاف من لندن: على وقع تداعيات شؤونه الضريبية والمطالب باستقالته، طلب رئيس الوزراء البريطاني من مستشاره الأخلاقي المستقل التحقيق مع رئيس حزب المحافظين نديم الزهاوي.
ودعا ريشي سوناك إلى أهمية القيام بمثل هذا التحقيق بشكل احترافي "النزاهة والمساءلة أمران مهمان حقًا بالنسبة لي ، ولكن من المهم أيضًا أن نقوم بهذه الأشياء بشكل صحيح، وهناك أمور تحتاج إلى إجابة".
واضاف سوناك: "لهذا السبب طُلب من المستشار المستقل إجراء تحقيق كامل في هذا الأمر وتقديم المشورة لي بشأن التزام ناظم الزهاوي بالقانون الوزاري ، وعلى أساس ذلك سنقرر الخطوات المناسبة التالية".
رئاسة المحافظين
ومع الجدل الذي تشهده الساحة السياسية البريطانية، قالت قناة (سكاي نيوز) إنها علمت من مصدر حكومي أنه لا يوجد ما يمنع تعيين الزهاوي كرئيس لحزب المحافظين العام الماضي.
وأضاف المصدر أنه في ضوء التساؤلات التي أثيرت حول الشؤون الضريبية لوزير في مجلس الوزراء ، فإن التحقيق هو "الطريقة الصحيحة تمامًا للتعامل" مع الأمور.
وقال الزهاوي في تصريح اليوم الإثنين إنه "واثق" من أنه "تصرف بشكل صحيح طوال الوقت". بعد أن بدأ ريشي سوناك تحقيقًا في شؤونه الضريبية.
وقال الزهاوي: "أرحب بإحالة رئيس الوزراء هذا الأمر إلى المستشار المستقل للمعايير الوزارية ، وأتطلع إلى شرح حقائق هذا الموضوع للسير لوري ماغنوس وفريقه."
وأضاف: "أنا واثق من أنني تصرفت بشكل صحيح طوال الوقت وأتطلع إلى الرد على أي وجميع الأسئلة المحددة في إطار رسمي، من أجل ضمان استقلالية هذه العملية ، من المناسب مناقشة هذه المسألة أكثر من ذلك ، حيث أواصل واجباتي كرئيس لحزب المحافظين والوحدويين".
حكاية مثيرة
يشار إلى أن حكاية الزهاوي واحدة من أكثر القصص إثارة في قصر ويستمنستر (البرلمان البريطاني) قلعة الديموقراطية في العالم، فمن لاجئ عراقي كردي فرّت عائلته من بغداد في سبعينيات القرن الماضي، هربا من بطش صدام حسين، ولا يتحدث الإنجليزية إلى رجل أعمال مليونير وبرلماني ووزير، وفي الصيف الماضي لو حالفه الحظ في انتخابات زعامة حزب المحافظين لأصبح رئيسا للوزراء وقائدا لبريطانيا العظمى وهي القوة العالمية العظمى.
مناصب وزارية
وكان صعوده السياسي بدأ منذ انتخابه العام 2010 نائبا في مجلس العموم عن دائرة ستراتفورد أون أفون، مسقط راس عنيد الأدب الإنجليزي عبر الأجيال وليام شكسبير، تقلد نديم الزهاوي مناصب وزارية رفيعة آخرها منصبه الحالي رئاسة الحزب الذي يتزعمه ريشي سوناك رئيس الوزراء.
نديم الزهاوي هو الشريك المؤسس لمؤسسة يوغوف YouGov للاستطلاعات سيخصع للتحقيق بناء على أوامر رئيس الوزراء فيما يخص شؤونه الضريبية حيث تتهمه المارضة العمالية بأنه تهرب من دفع مبالغ مستحقة لكنه قال إن خطأه الضريبي "إهمال غير متعمد" ويريد "معالجة بعض الالتباس".
تسويات عادلة
ومع هذا الاعتراف قال الزهاوي المثير للجدل إنه قام بتسويات عادلة وقانونية مع إدارة الضرائب التي كانت تطالبه بنحو يبلغ 4.8 مليون جنيه إسترليني بما في ذلك 30٪ غرامة.
ويعد الزهاوي من أغنى السياسيين في البرلمان البريطاني، وتقدر ثروته بحسب صحيفة «إكسبرس» بنحو 100 مليون جنيه إسترليني.
ولد ناظم حارث ناظم الزهاوي في بغداد عام 1967، لعائلة الزهاوي الكردية البغدادية المعروفة، فجده ناظم عبد الجليل الزهاوي كان محافظا للبنك المركزي العراقي و وزيرا للتجارة في ستينيات القرن الماضي .
الهجرة
حين هاجرت أسرته إلى بريطانيا، كان والده حارث رجل أعمال، حيث استقرت العائلة في ساسكس، بجنوب شرق إنكلترا، ودرس الزهاوي في مدارس خاصة. وأكمل دراسة الهندسة الكيميائية، لكنه قرر أن يسير على خطى والده في ممارسة الأعمال التجارية، فأسس شركة لبيع سلع ألعاب تليتبيز المعروفة.
في عام 2000 شارك الزهاوي مع شخص آخر في شركة استطلاعات الرأي وخدمات أبحاث السوق (يوغوف)، والتي حققت نجاحًا وأصبح لها تأثير في بريطانيا، وظل الزهاوي رئيسها التنفيذي حتى 2010، وهو العام الذي دخل فيه البرلمان البريطاني نائباً عن حزب المحافظين.
رجل أعمال
وحتى بعد اقتحامه عالم السياسية، واصل الزهاوي مسيرته كرجل أعمال، حيث شغل منصب رئيس الاستراتيجيات في شركة لاستخراج النفط والغاز، وظل في هذا المنصب منذ عام 2015 إلى عام 2018.
تولى الزهاوي، وهو أب لثلاثة أطفال، أول حقيبة وزارية لهُ في حكومة تيريزا ماي التي عينته وزيرًا لشؤون الأطفال والأسر عام 2018، ليصبح بعد ذلك وزير الأعمال والصناعة في حكومة بوريس جونسون عام 2019.
وفي خضم أزمة كورونا عام 2020، عينه جونسون "وزيرًا للقاحات"، وفي عام 2021 أصبح وزيرًا للتعليم، حتى عُين وزيرا للمالية يوم 5 يوليو/تموز 2022. وفي سبتمبر 2022 عينه ريشي سوناك رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين، رئيسا للحزب ولا يزال يشغل هذه المهمة.
التعليقات