إيلاف من لندن: انتقدت موسكو، إرسال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، رسالة لنظيره الروسي سيرغي لافروف، عبر نظيرهما المصري سامح شكري، تفاديا للاتصال به شخصيا.

وزار وزير الخارجية المصري سامح شكري موسكو يوم الثلاثاء الماضي، بعد لقاء تم مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة، حيث جاءت الزيارة مفاجئة لتوجيه رسالة من واشنطن إلى موسكو عبر مصر.

وقال سفير روسيا لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف إن "الولايات المتحدة تعتبر أنه من الطبيعي نقل الرسائل عبر شكري أو عبر ممثلين آخرين إلى سيرغي لافروف من بلينكن. ما هذا؟ ألا يمكنه رفع السماعة والاتصال بوزيرنا والتحدث عن أخطر الأشياء؟".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليست مستعدة بعد لإجراء محادثات مع روسيا تقوم على أساس الندية والاحترام المتبادل. وأضاف: "الولايات المتحدة تريد أن تزحف روسيا على ركبتيها بالمعنى السياسي والاقتصادي".

رسالة لافروف
وإذ ذاك، وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ردا صارما لوزير الخارجية الأميركي، وقال إنه تلقى رسالة معينة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عبر نظيره المصري سامح شكري، موضحا: "نقيم الموقف المتوازن والمسؤول لمصر، حيث أن نظيري قدم رسالة من بلينكن في القاهرة. تحدثنا دائما عن أن روسيا مستعدة لأي مقترحات جادة، وأؤكد على كلمة جادة تشمل جميع جوانب القضية".

وتابع لافروف: "استمعنا مجددا من وزير الخارجية المصري إلى الرسالة بأن على روسيا أن توقف هذه الأعمال وهو ما سيؤدي إلى نجاح العمل، إلا أن هذه الدعوات هي الوحيدة التي قدمها بلينكن".
ونوه وزير الخارجية الروسي بأن الجزء الثاني من الدعوة الأميركية والأوروبية قدمها ستولتنبرغ عندما تحدث عن أن على روسيا أن تنهزم، وأن الغرب لا يسمح لأوكرانيا بالخسارة والهزيمة لأن ذلك يعني أن أوروبا تنهزم، وأن العالم كله سينهزم. أخذ على عاتقه ليس أعضاء الناتو، وإنما بقية العالم. إن ذلك يعني أن "الناتو" سينفذ مسؤوليته الكاملة في هذا المجال.

وأشار سيرغي لافروف إلى أن الحديث هنا لا يدور حول أوكرانيا، ولا على نظام كييف الذي لا يتمتع بأي استقلالية، وإنما خضع لإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يريدون أي أحداث يمكن أن تمس بهيمنة الولايات المتحدة. أطلب من نظيري بلينكن أن يكمل رسالته عندما يطالب ليس فقط بخروج روسيا من أوكرانيا.

كلام شكري
من جانبه قال وزير الخارجية المصري في معرض حديثه عن الرسالة: "روسيا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعضو في الرباعية الدولية، ودائما كانت داعمة للقضية الفلسطينية، لا غنى عن التواصل بيننا، وإيجاد الأطروحات التي تعزز تواجد الرباعية الدولية، نستمر في التنسيق بيننا للدفع قدما بجهود التسوية ونهاية الأزمة.

وقال شكري: نتطلع لأن يكون لهذا الجهد المشترك يخرجنا من دائرة الصراع والتصعيد، التي لا تخدم مصالح الاستقرار، والتي تؤدي على العكس لتعزيز التوجهات المتطرفة، وهو ما لا يصب في مصلحة دول المنطقة، وجهودها للارتقاء بالشعوب".

وتابع شكري: "ناقشنا مع الجانب الأميريكي الرؤية الأمريكية إزاء التطورات الأخيرة، وأتيحت لي الفرصة تناول هذه القضايا بالمثل مع معالي الوزير لافروف، وطرح الرؤية الروسية لهذه الأزمة. مصر في كل اتصالاتها الخاصة بالأزمة الأوكرانية تقترح مفاوضات تؤتي بنتائج لإنهاء الصراع العسكري بما يلبي المصالح لكافة الأطراف، سنتابع التطورات في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات مع الشركاء الدوليين، وسوف نستمر في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة".