إيلاف من لندن: سارع العراق الاربعاء الى نزع فتيل أزمة دبلوماسية مع البحرين اثر احتجاجها على تدخل القائم باعمال سفارته في شؤونها الداخلية حيث تم سحبه الى بغداد وتأكيد وزير خارجيته الحرص على اوثق العلاقات.
فبعد ساعات من استدعاء الخارجية البحرينية للقائم بالاعمال العراقي في المنامة مؤيد عمر عبد الرحمان وتسليمه مذكرة احتجاج لتدخله في شؤونها الداخلية، قرر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مساء الثلاثاء اعادته الى بغداد وأجرى اتصالًا هاتفيا بنظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني مؤكدا له حرص بلاده على علاقات أخوية وطيدة في اطار الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك في مبادرة تشبه الاعتذار.

مذكرة احتجاج بحرينية ضد العراق
استدعت وزارة الخارجية البحرينية الثلاثاء القائم باعمال السفارة العراقية في المنامة مؤيد عمر عبدالرحمن وأبلغته "بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية" كما قالت وكالة الانباء البحرينية الرسمية في بيان تابعته "ايلاف".
وأشارت الى إن "الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية قام بإبلاغ القائم بالأعمال العراقي استنكار الوزارة الشديد لما قام به مؤخرًا من تصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة، ويتعارض مع مهامه الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة جمهورية العراق في مملكة البحرين" من دون توضيح طبيعة تلك التصرفات.
واعتبرت الخارجية البحرينية ما فعله الدبلوماسي العراقي "تدخلا مرفوضًا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين يتناقض مع المبادئ التي تنظم العلاقات بين الدول المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة" حيث سلّم وزير الخارجية البحريني القائم بالأعمال العراقي مذكرة احتجاج رسمية في هذا الشأن".

اعادة القائم بالاعمال العراقي الى بغداد
وعلى الفور وجّه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بإعادة القائم بالأعمال العراقي لدى البحرين إلى مركز الوزارة في بغداد في اجراء يتم عادة للتحقيق معه في الاتهامات التي وجهت له من قبل الدولة المضيفة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان تابعته "ايلاف" إن وزير الخارجية فؤاد حسين وجّه بإعادة القائم بالأعمال العراقي لدى مملكة البحرين إلى مركز الوزارة في بغداد.
وأشار الصحافي الى ان "هذا الإجراء يأتي تعزيزاً لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية".

اتصال هاتفي يشبه الاعتذار
كما اجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الليلة الماضية اتصالًا هاتفيًا مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني. حيث اكد له حرص بلاده على "علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلدين الشقيقين في إطار الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك على جميع المستويات".
كما اشار الى ضرورة "تعزيز ما يجمع بينهما من أواصر الأخوة والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة وحرص البلدين على تطوير العلاقات الطيبة التي تربط بينهما وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة والأهداف المرجوة للبلدين والشعبين الشقيقين".

علاقات يشوبها التوتر
يشار الى ان العلاقات بين العراق والبحرين تشهد توتراً بين حين وآلاخر منذ احداث دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة عام 2011 الذي شهد اعتصاما كبيرا لقوى شيعية بحرينية ضد نظام الحكم السني.
وفي حزيران يونيو عام 2016 استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير العراقي في المنامة معلنة رفضها تدخل جهات عراقية بقضية اسقاط الجنسية عن رجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم.

وفي 29 تشرين الثاني نوفمبر عام 2017 أعلن السفير البحريني لدى بغداد صلاح المالكي أن بلاده قدمت لحكومة بغداد قائمة تضم أسماء مطلوبين للقضاء البحريني موجودين على الأراضي العراقية .. موضحاً أنهم ارتكبوا أعمالاً إرهابية في البحرين وهربوا إلى العراق.
وقال المالكي في تصريح صحفي إن هؤلاء المطلوبين يقومون حالياً بالإساءة للبحرين وبعض الدول المجاورة كالسعودية والإمارات فضلاً عن الإساءة للعلاقات العراقية البحرينية.. مؤكدا ان التهم جنائية وليست سياسية ومثبتة بالأدلة.
في نيسان ابريل عام 2019 سلمت وزارة الخارجية العراقية مذكرة احتجاج للسفير البحريني في بغداد على خلفية التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية البحرين واتهم فيها العراق بأنه يقع تحت سيطرة دولة أخرى في اشارة الى ايران والإساءة إلى الرموز الدينية والسياسية العراقـية.
وفي بغداد اقتحم متظاهرون ينتمون الى فصائل مليشياوية شيعية في حزيران يونيو عام 2019 مقر السفارة البحرينية وانزلوا علم البحرين ورفعوا علمي العراق وفلسطين في حادثة أدانتها وزارة الخارجية العراقية في حينه مؤكدة التزام العراق بحرمة البعثات الدبلوماسيّة وضرورة عدم تعرض أمنها للخطر.
ومن جهتها استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال السفير العراقي في البحرين محمد الخفاجي وسلمته مذكرة احتجاج على الاعتداء الذي تعرض له مبنى سفارتها في بغداد.