غادر أكثر من 20 عضوا تشريعيا ينتمون لليمين المتطرف قاعة البرلمان النمساوي في أثناء خطاب للرئيس الأوكراني زيلينسكي.
ورأى هؤلاء الأعضاء من حزب الحرية أن خطاب زيلينسكي انتهك الموقف الحيادي للنمسا. وكانوا قد أنذروا قبل خطاب الرئيس الأوكراني بعمل شكل من أشكال الاحتجاج.
وسبق وأعلنت النمسا أنها لن تساعد في الدفاع عن أوكرانيا عسكريا، لكنها بالفعل تساعد كييف سياسيا.
وفي خطاب عبر تقنية الفيديو، شكر زيلينسكي للنمسا تقديمها مساعدات إنسانية لبلاده ومساهمتهما في إزالة ألغام أرضية.
وتزامن خطاب زيلينسكي مع مرور 400 يوم على الاجتياح الروسي لبلاده. ووجّه الرئيس الأوكراني دعوة للبرلمانيين النمساويين بزيارة بلاده للوقوف بأنفسهم على حجم الدمار الذي نزل بها.
- روسيا وأوكرانيا: هل تدفع الحرب سويسرا إلى التخلي عن حيادها التاريخي؟
- غزو روسيا لأوكرانيا: زيلينسكي يطالب ألمانيا بتحطيم "جدار برلين الجديد"
وتعهد رئيس الغرفة السفلى في البرلمان النمساوي فولفغانغ سوبوتكا، بتقديم مزيد من الدعم المالي والإنساني لأوكرانيا، قائلا إنها تستحق تضامن بلاده.
ولكن بينما كان الرئيس زيلينسكي يلقي خطابه، قامت مجموعة من البرلمانيين بمغادرة المجلس، وترك كل من أفرادها بطاقة فوق مكتبه عليها شعار الحزب (الحرية) وعبارتا "مساحة للحياد" و"مساحة للسلام".
وثمة 30 عضوا ينتمون لحزب الحرية في الغرفة السفلى للبرلمان النمساوي، ولم يحتجّ غير هؤلاء على خطاب زيلينسكي. وسبق أن أثار حزب الحرية في النمسا الغضب بسبب موقفه المؤيد لروسيا.
وفي عام 2018، عندما كانت عضوة الحزب كارين كنايسل وزيرة لخارجية النمسا، تعرضت للانتقاد بعد أن راقصت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حفل زفافها.
ومن بين الأحزاب الخمسة التي تشكل البرلمان النمساوي، يحوز حزب الحرية على ثالث أكبر عدد من المقاعد في الغرفة السفلى للبرلمان. وشارك حزب الحرية في وقت سابق في حكومة ائتلافية للنمسا.
ويعدّ موقف "الحياد الدائم" جزءا من دستور النمسا منذ عام 1955، والذي ينص على "ألا تنضمّ النمسا أبدا في المستقبل إلى أي تحالفات عسكرية ولا تسمح بتدشين قواعد عسكرية لدول أجنبية على أراضيها".
التعليقات