دبي: منذ أن وقّعتا في آذار/مارس اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في العام 2016، تشهد الروابط بين القوتين الإقليميتين الكبريين السعودية وإيران تقارباً بعدما سادها طوال عقود صراع على النفوذ في المنطقة.
تأسّست الجمهورية الإسلامية في إيران في نيسان/أبريل 1979. واتهم قادة دول خليجية زعيمها آية الله روح الله الخميني برغبته في "تصدير" الثورة إليهم.
وفي أيلول/سبتمبر 1980، هاجم العراق إيران، في حرب ستستمر حتى عام 1988 وستكون السعودية أبرز مموّلي الرئيس صدّام حسين، كما أنّها ستشجّع غيرها من الدول الخليجية على فعل الأمر نفسه.
أجهضت قوات الامن السعودية في تموز/يوليو 1987 تظاهرة لحجّاج في مكّة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 400 قتيل غالبيتهم من الإيرانيين. وفي عام 1988 قطعت الرياض علاقاتها بطهران، وتغيّب الايرانيون عن الحجّ حتى 1991.
في ذروة ما سمي الربيع العربي، أرسلت الرياض في آذار/مارس 2011 قرابة ألف جندي إلى البحرين لقمع الحركة الاحتجاجية في جارتها الصغيرة، واتهمت ايران بالوقوف وراء الاضطرابات.
واعتباراً من عام 2012، تتواجه طهران والرياض في النزاع السوري. فإيران، بمساعدة حزب الله اللبناني، هي الحليف الاقليمي الرئيسي، عسكريا وماليا، للنظام السوري في حين كانت السعودية تقدّم دعماً للفصائل السورية المعارضة.
في آذار/مارس 2015، قادت السعودية تحالفاً عسكرياً دعماً للرئيس اليمني في مواجهة المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران وذلك لمنعهم من السيطرة بشكل كامل على اليمن بعدما سقطت بأيديهم العاصمة صنعاء.
في أيلول/سبتمبر 2015، أدّت حادثة تدافع خلال مناسك الحجّ في مكة، إلى مقتل نحو 2300 شخص بينهم مئات الإيرانيين.
ودان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامنئي "عدم كفاءة" السلطات السعودية في إدارة الحرمين الشريفين.
في كانون الثاني/يناير 2016، أعدمت السعودية 47 شخصاً محكومين ب"الإرهاب"، بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر. وفي اليوم التالي، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران إثر مهاجمة محتجين سفارتها في طهران.
في العام 2016 صنّفت دول خليجية حزب الله اللبناني منظّمة "إرهابية".
في العام 2017 أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض استقالته، مشيرا إلى "تسلّط" إيران في لبنان عبر حزب الله. وبعد نحو خمس سنوات أعلن الحريري تعليق نشاطه السياسي.
في حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بشكل مفاجئ، واتهمتها بدعم جماعات متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة. كما اتّهمت هذه الدول قطر بالتقارب مع إيران.
في 15 آذار/مارس 2018، اتّهم وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرشد الإيراني علي خامنئي بأنّ لديه مطامع توسّعية إقليمية وشبّهه بأدولف "هتلر الشرق الأوسط". وقال بن سلمان "إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، سنقوم بالمثل في أسرع وقت".
في العاشر من آذار/مارس 2023 توصّلت السعودية وإيران إلى اتفاق برعاية الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وعلى إعادة فتح السفارتين في أواسط أيار/مايو.
في 19 نيسان/أبريل تلقّى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي دعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض لتتويج التقارب بين البلدين. ومن المتوقّع أن تجري الزيارة في نهاية نيسان/أبريل بعد شهر رمضان.
بانتظار القمّة، توافق وزيرا الخارجية الإيراني والسعودي في لقاء نادر عقد في السادس من نيسان/ابريل في بكين، على العمل معا من أجل "الأمن والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".
التعليقات