إيلاف من لندن: يتجه العراق وايران الى البدء باستثمار حقولهما النفطية المشتركة حيث وقعا مذكرة تفاهم لهذا الغرض خلال الساعات الاخيرة لاستثمار 5 منها بانتظار استغلال 10 أخرى.

وبحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مساء الاربعاء مع وزير النفط الايراني جواد أوجي مجمل علاقات التعاون بين بلديهما وسبل تطويرها وتعزيز قدرتهما في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان تابعته "ايلاف".

ثم رعى السوداني اثر ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي النفط العراقية والإيرانية وقّعها عن الجانب العراقي نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني فيما وقّعها عن الجانب الإيراني وزير النفط جواد أوجي.

واشتملت المذكرة على تنظيم أوجه التعاون لاستثمار الحقول النفطية المشتركة، الواقعة على الحدود بين البلدين والتعاون في مجالات استخراج النفط الخام وتصفيته وتكريره والتعاملات التكنولوجية مع الغاز المصاحب.
وتضمّنت المذكرة المبرمة أيضاً تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الصناعات البتروكيمياوية وفي مجال التدريب وتأهيل الملاكات العاملة في قطّاعي النفط والغاز.

لجان لتطوير واستغلال الحقول المشتركة
وقبيل ذلك اتفق وزيرا النفط العراقي والايراني على توسيع آفاق التعاون الثنائي في قطاع النفط والطاقة والبتروكيمياويات والينى التحتية.

وقال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني ان الاجتماعات الثنائية بين البلدين اسفرت عن الاتفاق على تشكيل لجان لبحث تطوير الحقول المشتركة وفق صيغ الاتفاقات الدولية والتعاون في قطاعات التصفية والبتروكيماويات والحفر والتدريب وخطوط الانابيب والبنى التحتية .
من جانبه عبر وزير النفط الايراني جواد أوجي عن رغبة بلاده في توسيع آفاق التعاون مع العراق في تنفيذ المشاريع المشتركة بقطاعات النفط والغاز ومشاريع بناء وتطوير المصافي ومد خطوط انابيب النفط والغاز ونظافة البيئة وازالة الملوثات والتنسيق خلال اجتماعات منظمة أوبك .

حقول حدودية
ويتشارك العراق وإيران في خمسة حقول نفطية مشتركة هي "مجنون" و"أبو غرب" و"بزركان" و"الفكة" و"نفط خانة" التي يصل مخزونها مجتمعة من النفط الخام الخفيف إلى أكثر من 95 مليار برميل بحسب بيانات رسمية عراقية.
كما تشير ترجيحات إلى وجود 10 حقول غير مكتشفة للبلدين تمتد على حدودهما البالغة الف و300 كيلومترا.
يشار الى ان العراق يتشارك مع الكويت ايضا في حقول نفطية حدودية ومنها صفوان والرميلة والزبير وأبو غرب ضمن منظومة مكامن نفطية يتقاسمها البلدان.
وفي شمال الكويت مجموعة من الحقول النفطية أهمها حقول الروضتين وبحرة والصابرية وفي جنوب العراق حقول الزبير والقرنة وجزيرة مجنون وهناك حقل مهم يمتد في أراضي البلدين من الشمال إلى الجنوب ويقع إلى الغرب من منفذ صفوان العبدلي الحدودي بين البلدين وتطلق الكويت على الجزء الداخل في أراضيها اسم الرتقة ويطلق عليه العراق اسم الرميلة.

السوداني
وعلى الصعيد نفسه فقد أكد السوداني حاجة العراق الى ثورة إصلاح في القطّاع النفطي لتطوير الصناعات النفطية والبتروكيماويات والاستثمار الأمثل لحقول النفط والغاز.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء في وزارة النفط امس الاربعاء مع هيئة الرأي للوزارة، حيث تمت مناقشة جملة من الملفات النفطية المهمة، خصوصاً في قطاعات الاستخراج واستثمار الغاز المصاحب والحرّ والاستكشافات النفطية والبنى التحتية، والوقوف على المشاكل والمعوقات التي تعترض مشاريعها.
كما اطّلع السوداني على عدد من المشاريع المنفذة حديثاً في قطاع استثمار الغاز المصاحب والحرّ والكميات الجديدة المستثمرة ومنها حقل عكاز الغازي، الذي تم تشغيله مؤخراً بالجهد الوطني الأمر الذي سيحقق إيرادات مالية من خلال طرح فرص استثمارية في قطاع التصفية من شأنها أن تنهي استيراد العراق للمنتجات النفطية وأن ينتقل إلى مرحلة تصدير المنتجات النفطية المتنوعة كما قال مكتبه الاعلامي.
وأكد السوداني دعمه لقطاع النفط المهم في استدامة الوضع الاقتصادي.. مشددًا على حاجة البلد إلى ثورة إصلاحية في القطّاع النفطي يمكن من خلالها تطوير الصناعات النفطية والبتروكيماويات والاستثمار الأمثل لحقول النفط والغاز.
كما دعا الى معالجة المشاكل الحقيقية في منظومة التصدير موجهاً بوضع الدراسات لمعالجة المشاكل الحالية ووضع توقيتات زمنية للملفات المتأخرة منذ زمن في هذا المجال.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد اعلنت عام 2021 أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح لإنتاج ما يقارب من 6 ملايين برميل نفط خام يوميا بحلول العام 2030 ما سيجعله ثالث أكبر منتج للنفط عالميا.
واشارت الوكالة في تقرير لها أن إنتاج العراق في العقد المقبل قد يزداد بمقدار 1,3 مليون برميل يوميا ليصل إلى 5,9 مليون برميل يوميا وان هذا التفاؤل ناجم عن زيادة إنتاج العراق من النفط بنسبة 50 في المئة منذ عام 2012، رغم انخفاض الأسعار لسنوات والدمار الناجم عن اجتياح تنظيم داعش وسيطرته على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.
ويعتبر العراق حاليا خامس أكبر منتج للنفط في العالم، وثاني أكبر المنتجين في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حيث ان "أكبر خمسة منتجين للنفط الخام في عام 2020 كانوا كالتالي: الولايات المتحدة الأميركية 15٪، روسيا 13٪ ، السعودية 12٪ ، العراق 6٪، كندا 5٪".