تظاهر المئات من سكان مدينة درنة، شرقي ليبيا، للمطالبة بإقالة المجلس البلدي وفتح "تحقيق شفاف"، لتحديد المسؤولين عن الكارثة التي حلت بالمدينة، جراء العاصفة دانيال التي ضربتها الأسبوع الماضي.
ودعا المتظاهرون إلى تسليم ملف إعادة إعمار درنة، التي أدت الفيضانات إلى مقتل آلاف من سكانها وتدميرها بشكل كبير، إلى شركات أجنبية.
وأقرت السلطات الليبية بوجود تقصير في صيانة السدود التي انهارت جراء الفيضانات، ما أدى إلى اجتياح سيول جارفة للمدينة.
وفي الأثناء، تتواصل جهود فرق الإنقاذ المحلية والدولية للبحث عن المفقودين وانتشال جثث الضحايا التي جرفتها المياه نحو البحر.
صعوبة في التعرف على الجثث التي خلفتها الكارثة في مدينة درنة
مسؤول ليبي ينفي لبي بي سي المسؤولية عن كارثة الفيضانات
وقالت منظمة يونيسيف إن حوالي 300 ألف طفل تضرروا من جراء العاصفة دانيال المدمرة شرقي ليبيا. وأضافت المنظمة أن الفيضانات الناجمة عن الإعصار ألحقت أضراراً كبيرة بكثير من المنازل والمستشفيات، والمدارس، والبنى التحتية.
من جهة أخرى، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا عودة التيار الكهربائي إلى مدينة درنة المنكوبة بعد انقطاعها بسبب الفيضان الذي ضرب المدينة.
وقالت الشركة في منشور لها على موقع فيسبوك إن المدينة أصبحت بكامل إنارتها.
الأمم المتحدة تحذر من تفشي الأمراض
قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن تفشي الأمراض يمكن أن يخلق "أزمة مدمرة ثانية"، وذلك بعد أن أدت كارثة الفيضانات التي سببها إعصار دانيال إلى مقتل الآلاف، وفقدان آلاف آخرين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان لها إنها تشعر بقلق بشكل خاص بسبب تلوث المياه بعد انهيار سدين من جراء الفيضانات التي سببتها العاصفة دانيال.
وذكرت البعثة أن هناك وكالات تابعة للأمم المتحدة في البلاد تستجيب للكارثة وتعمل على منع انتشار الأمراض التي يمكن أن تسبب "أزمة مدمرة ثانية".
291 مصريا مفقودا في ليبيا
كشفت وزيرة الهجرة المصرية، سهى جندي، أن الوزارة تلقت حتى الآن 400 بلاغ بفقد 291 مصريا جراء الإعصار دانيال في ليبيا، فضلا عن استقبال جثامين 87 مصريا قتلوا في تلك الكارثة.
وأضافت الوزيرة في لقاء مع وسيلة إعلام محلية أن الحكومة عقدت اجتماعا الخميس الماضي لبحث أوضاع المصريين الذين فقدوا داخل ليبيا وكذلك دعم أهالي الضحايا.
الفيضانات في ليبيا "مشهد لا يمكن تخيله"
المدينة الليبية التي تحولت إلى أرض قاحلة تفوح منها رائحة الموت
وذكرت جندي أن الأسر التي لم تستطع حتى الآن التواصل مع أبنائها أبلغت عن كونهم مفقودين، مشيرة إلى أن أغلب هؤلاء كانوا موجودين في درنة، مع وجود أعداد قليلة جدا في مناطق أخرى.
وأشارت إلى أن الحكومة قررت صرف 100 ألف جنيه مصري (نحو 3 آلاف دولار) لذوي المتوفى، و25 ألف جنيه مصري للمصاب (نحو 800 دولار)، فضلا عن تحمل وزارة التربية والتعليم تكاليف العام الدراسي الحالي لأبناء الضحايا.
وأفادت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج بوصول حاملة المروحيات المصرية جمال عبد الناصر من نوع "ميسترال" إلى قاعدة طبرق البحرية.
وأوضحت أن حاملة المروحيات محملة بقدر كبير من المساعدات، وتحولت إلى مستشفى ميداني بجانب مستشفيين ميدانيين في مدينة السلوم المصرية لاستقبال المصابين من الليبيين والمصريين.
وتسبب الإعصار دانيال في ليبيا في مقتل وفقد ما يزيد على 20 ألف شخص، فضلا عن الأضرار المادية الكبيرة التي تركزت في مدينة درنة الساحلية شرقي البلاد.
التعليقات