إيلاف: لا شك في أن الشبه كبير بين هجوم حماس على البلدات الإسرائيلية في أكتوبر 2023 والهجوم العربي على إسرائيل في يوم كيبور، في 6 أكتوبر 1973، من حيث الطبيعة المفاجئة للهجوم وفشل الجيش الإسرائيلي في التصدي. أول نتيجة للهجومين: الجيش الإسرائيلي ليس متفوقًا كما يعتقد الكثيرون، والنتيجة الثانية هي أن القيادة الإسرائيلية لم تتعلم من حرب 1973.
ليس متفوقاً
يقول الكاتب السياسي ميكو بيليد إن الجيش الإسرائيلي تفاجئ تمامًا بهجوم حماس، واستغرق رده عدة أيام، وهذا يظهر أن الجيش الإسرائيلي ليس متفوقًا، وليس الجيش الذي لا يهزم. ويقارن بيليد ما حصل في 8 أكتوبر الجاري بما حصل في يوم كيبور في عام 1973، فيقول: "إن كلا الهجومين كانا مفاجئين، وأخذا الجيش الإسرائيلي على غفلة"، منتقداً الحكومة الإسرائيلية لفشلها في الاستثمار في جيشها، وفي وضع خطة للتعامل مع هجوم مفاجئ. يضيف: "هذا فشل أمني كبير".
بحسبه، يسيطر عناصر حماس حتى لحظة كتابة هذه المقالة على عدة بلدات في غلاف غزة، فيما يسعى الجيش الإسرائيلي جاهدًا للعثور على "مفتاح الضوء" كما يقول، لامتصاص هجوم بري بحري جوي غير مسبوق على الأراضي المحتلة منذ عام 1948.
يضيف: "الأصعب على الإطلاق هو أن عناصر حماس احتلوا ثكنة لواء غزة في الجيش الإسرائيلي، أي مقر قائد اللواء، وتجولوا فيها بحرية، وسط حالة من الذهول فرضتها الدبابات الإسرائيلية المهجورة والمعطوبة.
الإرتباك الشديد
واستعاد بيليد أحداث يوم 6 اكتوبر 1973، حيث اعتاد الإسرائيليون الحروب القصيرة والحاسمة، واعتادوا "أيضاً النصر الدائم، بفضل جيش يعد من أفضل الجيوش في العالم، أو هكذا اعتقدوا دائماً، ينتصر دائما على أعدائه العرب". وذكر بيليد الإسرائيليين بأن الجيش المصري دخل سيناء من دون مقاومة، وزحف السوريون إلى مرتفعات الجولان، وكان بوسعهم أن يحتلوا الجليل، إلا أنهم توقفوا خوفًا من أنه فخاً قد نصب لجيوشهم".
أضاف: "كانت القيادة الإسرائيلية آنذاك، كما هي اليوم، في حالة ارتباك شديد، وتكبد الجيش خسائر فادحة، ومرت أوقات ما عرفنا إن كان جنودنا أحياء أم أموات أم أسرى. وهذا تكرر السبت، مع استثناء واحد: المدنيون الإسرائيليون هم الذين قُتلوا واسروا، لأن أحداً في القيادة لم يتخيل أن الفلسطينيين قادرون على شن هجوم جريء".
ويختم بيليد مقالته بمناقشة العواقب المحتملة للهجوم الفلسطيني، فيرجح أن يؤدي إلى زيادة منسوب القمع الإسرائيلي للفلسطينيين. يقول: "هناك شيء واحد مؤكد، سيدفع الفلسطينيون ثمنا باهظا لما حصل".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "موندويس" الأميركي
التعليقات