بيروت: تسبّب قصف إسرائيلي ليل الأربعاء الخميس باندلاع حريق في جنوب لبنان، تمدّد الى محيط عدد من المنازل من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من احتوائه، وفق ما أفاد مسؤولان محليان وكالة فرانس برس.

وقال جان غفري، رئيس بلدية علما الشعب التي تتعرض أطرافها لقصف إسرائيلي منذ قرابة أسبوعين على وقع التصعيد في قطاع غزة المحاصر "وصل الحريق الى أطراف البلدة بعد منتصف الليل، ولا يزال مستمراً حتى اللحظة واقترب من محيط عدد من المنازل".

استغاثة الأهالي
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن سكان في البلدة مناشدتهم صباحاً "قوات يونيفيل والجيش اللبناني والدفاع المدني ضرورة التدخل السريع والعمل على إطفاء النيران التي اندلعت جراء القصف الاسرائيلي".

وأوضح غفري أن فرقاً من الجهات المذكورة مع متطوعين من البلدة يصارعون النيران "من دون أن يتمكنوا حتى اللحظة من السيطرة عليها بسبب سرعة الرياح".

وأظهرت صور التقطها مصور فرانس برس النيران تحاصر منازل في البلدة، بعدما أتت على مساحات من أشجار الزيتون المزروعة بكثرة في المنطقة.

ونزح قرابة سبعين في المئة من سكان البلدة على وقع القصف الإسرائيلي، وفق البلدية.

واندلع الحريق أساساً في منطقة حرجية فاصلة بين علما الشعب ومدينة الناقورة المجاورة.

قذائف فوسفورية
واتهم رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة في تصريح لفرانس برس الجيش الإسرائيلي "بإطلاق قذائف فوسفورية ليلاً أدت الى اندلاع الحريق، الذي أتى على مساحة حرجية واسعة وتتوسع رقعته بفعل سرعة الرياح".

ومنذ شنّ حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر، ما أوقع آلاف القتلى من الجانبين، تشهد المنطقة الحدودية مواجهات شبه يومية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

وبدأ التصعيد بقصف حزب الله مواقع عسكرية في إسرائيل التي ترد بقصف مماثل. وأدى التصعيد الى مقتل 57 شخصاً في لبنان، بينهم 44 مقاتلاً من حزب الله وأربعة مدنيين، أحدهم مصور وكالة أنباء رويترز. وأعلنت إسرائيل مقتل أربعة أشخاص.

ومنذ بدء التصعيد، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومسعفون عن حرائق وإصابات جراء إلقاء الجيش الإسرائيلي قذائف الفوسفور الأبيض في جنوب لبنان، الأمر الذي نفته إسرائيل في وقت سابق.

وندّد رئيس البرلمان نبيه بري الخميس في بيان باستخدام إسرائيل لـ"قذائف فوسفورية" ضد مساحات حرجية في خراج عدد من البلدات الحدودية. ووضع "ما يحصل من حرائق تضرمها (...) برسم المجتمع الدولي".

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أعلنت في تقرير في 12 من الشهر الحالي، أنها توصلت، استناداً إلى مقاطع مصورة تمّ التحقق من صحّتها وروايات شهود، إلى أنّ القوات الإسرائيليّة استخدمت الفوسفور الأبيض في عمليّات عسكرية نفذتها في لبنان وغزّة يومي 10 و11 تشرين الأول/أكتوبر على التوالي.

والفوسفور الأبيض، الذي يُمكن استخدامه كستار دخاني أو سلاح، يمكن أن يسبب للمدنيّين حروقا شديدة. وتُعتبر الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض أسلحة حارقة، يفرض القانون الإنساني الدولي على الدول اتخاذ كلّ الاحتياطات الممكنة لتجنّب إلحاق أضرار بالمدنيين عند استخدامها.

ويتسبب الفوسفور الأبيض باندلاع حرائق يمكن أن تُدمّر المباني والممتلكات، وتُلحق أضراراً بالمحاصيل وتقتل الماشية.