في اليوم الـ70 من الحرب الإسرائيلية على غزة، نلقي نظرة على عناوين بعض الصحف ونتناول أهم ما جاء فيها من موضوعات.
والبداية من صحيفة الغارديان، التي نشرت مقالاً للصحفي المتخصص في الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، بعنوان "بايدن في مأزق، بينما نتنياهو على استعداد للاستهانة بأي محاولة أمريكية لكبح جماح إسرائيل".
يستهل الكاتب مقاله بالقول إن الجهود الأمريكية، لإظهار احتفاظ واشنطن بنفوذ كبير على الحكومة الإسرائيلية، تعرضت لضربة مزدوجة عندما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن استكمال مهمة استئصال حماس سيستغرق أشهراً.
كما تعززت هذه التوقعات عندما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل "لن توقف الحرب حتى تُحقق النصر الكامل".
وكشف تقييم استخباراتي أمريكي مسرب، أن ما يصل إلى 45 في المئة من إجمالي القذائف (الـ29.000 قذيفة جو-أرض)، التي أطلقتها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت غير موجهة، ووصفها بأنها "قنابل غبية".
ويتناقض التسريب مع ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية القائلة بأنه "ليس لديها أي مخاوف أو تقييم لما إذا كان القصف الإسرائيلي يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني".
ويضيف الكاتب أنه وحتى قبل أيام قليلة، كانت الرواية المفضلة للبيت الأبيض أن هذه الحرب مبررة تماماً للدفاع عن النفس ولها هدف يمكن تحقيقه.
ولطالما حرصت وزارة الخارجية الأمريكية في إحاطاتها الإعلامية المنتظمة على ذكر أمثلة على استماع إسرائيل للنصائح الأمريكية والتصرف بناءً عليها، لكن هذا السرد، بحسب الكاتب، بدأ يتلاشى مع ظهور خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ليس فقط حول الأساليب، بل حول الأهداف أيضاً.
وعلى سبيل المثال، يوم الاثنين الماضي (11 ديسمبر/كانون الأول)، وبعد يومين من تلقي الولايات المتحدة انتقادات دولية لاستخدامها حق النقض ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، تلقى المتحدث باسم وزارة الخارجية مزيداً من الضربات خلال دفاعه عن إسرائيل، خصوصا بشأن مقتل صحفي رويترز، عصام عبد الله، وبخصوص الصور "المزعجة للغاية" للفلسطينيين المدنيين الذين جردوا من ملابسهم في غزة، و"التقارير المثيرة للقلق" حول استخدام إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض.
ويخلص الكاتب إلى أن المعضلة التي يواجهها بايدن هي كيفية التعامل مع نتنياهو وحكومته الآن بعد أن أصبحت الخلافات علنية.
فهل من الأفضل الاستثمار في قادة إسرائيليين آخرين، ومحاولة التوصل إلى نوع من التفاهم مع القادة العرب والضغط على نتنياهو لقبول ذلك؟ يتساءل الكاتب، مضيفا أنه ليس من المستغرب أن يتباعد الحلفاء في وقت الحرب، لكن من الأفضل تجنب الخلاف التام حول هدف الحرب طويل المدى.
الشاباك "الأخ الأكبر"
وإلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومقال افتتاحي بعنوان "السلطة الإسرائيلية الحاكمة - الأخ الأكبر - التي لا تشبع وتريد المزيد".
تبدأ الصحيفة مقالها بالقول إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على الترويج لمشروع قانون من شأنه توسيع وصول جهاز الأمن "الشاباك" إلى البيانات الخاصة للمواطنين.
ووفقا للقانون المقترح، سيسمح لجهاز الشاباك بإجراء عمليات تفتيش سرية لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة دون علم أصحابها، فضلاً عن منحه حق الوصول الشامل إلى سلطات الدولة، بما في ذلك الشرطة ومؤسسة التأمين الوطني والوزارات الحكومية.
وإذا ما تمت الموافقة على هذا القانون، فسيكون الشاباك قادراً على معرفة كل شيء، عن كل شخص في البلاد.
ووفقا لمشروع القانون، "فحتى التفاصيل الأكثر شخصية لن تكون محمية بشكل كامل. وبالتالي. فقد يسمح بالاضطهاد السياسي، بل وربما يخنق حرية التفكير".
وبموجب مشروع القانون، فإن سلطة اتخاذ القرار بشأن جمع البيانات ستكون في يد رئيس الوزراء، أي أن الرقابة التي من المفترض أن تمارس على سلوك الشاباك من مكتب النائب العام ولجنة الكنيست، التي تشرف على الشاباك، لن تكون سوى "رقابة زائفة" بحسب الصحيفة.
يعتقد الكثير من الأشخاص أنه عندما يتعلق الأمر بالقلق ما بين الأمن والخصوصية، فإنه يجب على المواطنين الملتزمين بالقانون أن يقلقوا بشأن الأمن، وليس بشأن انتهاك خصوصيتهم.
وهذا، بحسب المقال، "افتراض زائف؛ إذ تظهر التجربة أن كل شخص يمكن أن يكون هدفاً للشاباك".
إن المخاوف من تسييس الشاباك والتصرف كـ "أخ أكبر" (أي مراقب) هي مخاوف حقيقية، وفقا للمقال، وبالتالي، ترى الصحيفة أنه يجب رفض مشروع القانون جملة وتفصيلاً وإزالته من جدول الأعمال.
"لماذا لا يُسّوى قطاع غزة بالأرض من الجو؟"
ونختم جولتنا مع صحيفة يدعوت أحرنوت الإسرائيلية والتي نشرت مقالاً بعنوان "5 أسباب تمنع إسرائيل من عدم تدمير غزة".
وجاء في المقال أن الجيش الإسرائيلي أعلن في بيانين منفصلين عن مقتل 10 عسكريين بينهم 6 ضباط في معارك شمالي القطاع، كما سمح الجيش الإسرائيلي، بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء "غولاني" للمشاة، الملقب بـ"النخبة" في الجيش الإسرائيلي، والذين قتلوا في كمين نصبته "كتائب القسام" في حي الشجاعية (شمال قطاع غزة) خلال معارك وقعت ظهر الثلاثاء (12 ديسمبر/كانون الأول).
ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري الإسرائيلي، يوآف زيتون، قوله إن "معركة الشجاعية أثارت سؤالاً وهو: لماذا لا يُسّوى قطاع غزة (بالأرض) من الجو، بدلاً من تعريض مقاتلي المشاة في الجيش للخطر خلال معاركهم في الشوارع الضيقة؟".
وأجاب زيتون أنه من الناحية العملية، هناك عدة أسباب تمنع تسوية قطاع غزة بالأرض من السماء "بدءا من العدد الهائل للأهداف، والحاجة الماسة إلى المعلومات الاستخبارية، وصولا إلى الرغبة الأساسية في القضاء على مقاتلي حماس".
وأضاف أن من بين الأسباب وجود "عشرات الآلاف من مقاتلي حماس وكميات كبيرة من أسلحتهم داخل مئات الفتحات القتالية المخفية (في إشارة للأنفاق)، والتي تنتشر في العديد من أحياء القطاع، ما يجعل القتال القريب بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس أمراً لا مفرّ منه".
وأشار المحلل العسكري أيضاً إلى أنه إلى جانب حقيقة أن القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين، فإن الجيش يحتاج إلى مزيد من المعلومات الاستخبارية عن حماس.
هذه المعلومات الاستخبارية ضرورية لمعرفة مواقع كبار القادة في حماس، ومواقع الرهائن الإسرائيليين.
وهناك أيضا قيمة كبيرة في الحصول على مواد استخباراتية مثل الخرائط والوثائق، حيث تأتي المعلومات غالباً من "الإرهابيين الذين يتم استجوابهم أثناء الاحتجاز"، بحسب الصحيفة.
وتختتم صحيفة يدعوت أحرنوت مقالها بأن "تدمير قطاع غزة بأكمله، كما فعلت القوات الجوية الروسية في سوريا، من شأنه أن يمنع الحصول على المعلومات، كما أنه أمر غير واقعي أيضا".
التعليقات