بيروت: انتهت عصر الخميس عملية إنقاذ أشخاص علقوا لساعات في التلفريك فوق أحد الأحراج في قضاء كسروان شمال العاصمة اللبنانية بيروت، مع إخراج آخر العالقين عقب جهود مكثفة استُخدمت فيها تقنيات مختلفة إثر "عطل ميكانيكي" شلّ حركة المقصورات.

وأظهرت مشاهد عرضتها وسائل إعلام لبنانية قرابة الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر (14,30 ت غ) إنقاذ آخر العالقين وإنزالهم عبر سلّة معلّقة في رافعة بمؤازرة عناصر من الجيش اللبناني. وقد كان في انتظارهم عناصر من الصليب الأحمر عملوا على مساعدتهم والتأكد من سلامتهم.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أفادت بأن "عطلاً ميكانيكياً في تلفريك جونيه أدى الى اصطدام مقصورتين وتوقف حركة الرحلات صعوداً ونزولاً".


صورة متداولة لاصطدام المقصورتين

حالات إغماء
وأشارت معلومات صحافية إلى أن عدد العالقين زاد عن العشرين، بينهم عائلات مع أطفال. وفيما لم تفد معلومات رسمية عن أي إصابات في الحادثة، تحدثت إحدى الخارجات من المقصورات بعدما علقت لأكثر من أربع ساعات، في تصريحات تلفزيونية عن تعرّض بعض العالقين من النساء والأطفال إلى حالات إغماء، خصوصاً في ظل الساعات الطويلة التي أمضوها عالقين تحت أشعة الشمس.

وشارك في عمليات الإغاثة عناصر من الدفاع المدني استخدموا خصوصاً الحبال والسلال لإخراج العالقين، كما تدخّلت طوافات تابعة للجيش اللبناني للمساعدة، فيما تسلّق عناصر فوج المجوقل في الجيش خطوط التلفريك لسحب العالقين في المقصورات الأكثر ارتفاعاً.

وقد كان بعض العالقين في مقصورات على ارتفاع يراوح بين 20 و23 متراً، وفق معلومات صحافية.

الأب شويري
وقال الأب ربيع شويري، وهو كاهن علق مع أطفاله لساعات طويلة في التلفريك، بعد إنقاذه إن "أعجوبة" حصلت لأن الاصطدام الذي وقع الخميس كان بين مقصورتين فارغتين، ما ساهم في تجنّب "كارثة حقيقية".

وأثارت الحادثة موجة تعليقات عبر الشبكات الاجتماعية في لبنان، انتقد أصحابها خصوصاً ما اعتبروه إهمالاً ونقصاً في الصيانة في شبكة التلفريك التي تشكّل نقطة جذب سياحي هامة في لبنان، وتنقل الركاب صعوداً ونزولاً بين خليج مدينة جونية الساحلية ومزار سيدة لبنان، أحد أهم المزارات الدينية اللبنانية، في قضاء كسروان شمالي العاصمة بيروت.

وسبق أن سُجّل في الأعوام المنصرمة عدد من الأعطال التي أدّت إلى احتجاز ركاب لساعات في المقصورات.