إيلاف من دبي: طلبت الولايات المتحدة من الصين حث طهران على كبح جماح المتمردين الحوثيين الذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر، لكنها لم تر أي علامة تذكر على المساعدة من بكين، وفقًا لما نقلته "فايننشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أميركيين.

أثار المسؤولون هذه المسألة مراراً مع كبار المسؤولين الصينيين في الأشهر الثلاثة الماضية، وطلبوا منهم نقل تحذير إلى إيران بعدم تأجيج التوترات في الشرق الأوسط بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والحرب التي تلت ذلك.

ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر هذه القضية في اجتماعات هذا الشهر في واشنطن مع ليو جيانتشاو، رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني، وفقا لمسؤولين أميركيين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أثار الأمر أيضًا.

دليل ضعيف
لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لا دليل يذكر على أن الصين مارست أي ضغوط على إيران لكبح جماح الحوثيين، بحسب الصحيفة البريطانية، باستثناء بيان معتدل أصدرته بكين في الأسبوع الماضي يدعو "الأطراف المعنية" إلى ضمان المرور الآمن للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر. وقالت الخارجية الصينية الأربعاء إن بكين تدعو إلى وقف "إزعاج السفن المدنية" وإنها "كانت على اتصال وثيق مع مختلف الأطراف وعملت بنشاط على تخفيف التوتر في البحر الأحمر".

مع ذلك، وفي انتقاد مبطن لهجمات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الحوثيين، حثت الوزارة "الأطراف المعنية على تجنب صب الزيت على النار"، مضيفة أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "لم يأذن أبدًا باستخدام القوة من قبل أي دولة في اليمن".

وقالت الوزارة إن التوتر في البحر الأحمر هو أيضًا امتداد للصراع في غزة، والذي يجب أن ينتهي في أقرب وقت.

يأتي الضغط الدبلوماسي على بكين في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها قصف مواقع الحوثيين في اليمن رداً على 33 هجوماً للحوثيين على الأقل على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر. ونفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات واسعة النطاق مرة أخرى يوم الاثنين. ويحظى الحوثيون بدعم إيران، التي تمتعت بعلاقات تجارية ودبلوماسية أعمق مع الصين في السنوات الأخيرة.

لا تفاؤل
قال أحد المسؤولين إن الولايات المتحدة ستواصل إثارة قضية إيران وهجمات الحوثيين مع بكين، لكنه لم يكن متفائلاً بشكل خاص بشأن تغير موقف الصين. وقال مسؤول أميركي آخر إن هناك "بعض المؤشرات" على انخراط الصين في هذه القضية، لكن ليس بشكل كبير. اضاف: "لا أريد أن أبالغ في تقدير حجم ما فعلوه أو التأثير الذي أحدثته".

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الثلاثاء إن واشنطن "سترحب بالدور البناء للصين، باستخدام النفوذ والمساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين".

سافر ليو، الذي يعتبر من أبرز المرشحين لمنصب وزير الخارجية الصيني، إلى إيران في ديسمبر، وجاءت زيارته بعد أيام من عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ قمة في سان فرانسيسكو. وكان المسؤولون الأميركيون يأملون أن تتخذ بكين إجراءات لأنها اعتبرت هجمات الحوثيين تهديدا لمصالحها التجارية، نظرا لأن البحر الأحمر كان طريقا حاسما للصادرات الصينية إلى أوروبا.

وقال دينيس وايلدر، أحد كبار الخبراء السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في شؤون الصين والذي يعمل الآن في جامعة جورج تاون، إن بكين ستكون مترددة في استخدام نفوذها المحدود مع إيران بطريقة ترى أنها تخدم المصالح الأميركية من دون فائدة للصين.

المصدر: "فايننشال تايمز"