كييف: أطلقت روسيا عشرات الصواريخ والمسيّرات على أوكرانيا صباح الأربعاء في هجوم "كبير" تسبب بمقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 30 بجروح، وفق ما أعلن مسؤولون في كييف.

جاءت الضربات بينما يجري مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل زيارة إلى العاصمة الأوكرانية وبالتزامن مع دعوة كييف حلفاءها الغربيين لزيادة الإمدادات العسكرية التي تحتاجها بشدّة، لا سيما أنظمة الدفاع الجوي.

أودت ضربة روسية على العاصمة كييف بحياة أربعة أشخاص عندما تعرّض مبنى سكنيا شاهقا إلى قصف أدى لاندلاع حريق كبير فيما غطى الدخان الكثيف طوابقه العليا.

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "هجوم كبير آخر على بلادنا".

سُجّلت هجمات صاروخية وبالمسيّرات أيضا في شمال شرق وجنوب البلاد كما في منطقة لفيف غربا، على بعد مئات الكيلومترات عن خط الجبهة.

وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا في القصف على المبنى السكني في كييف بينما لقي شخص حتفه في منطقة ميكولاييف الجنوبية.

وأفاد القائد الأعلى للجيش الأوكراني فاليري زالوجني بأن روسيا استخدمت مسيّرات وصواريخ كروز وأخرى بالستية وأخرى مضادة للطائرات.

وأوضح أن روسيا أطلقت 20 مسيّرة بالمجموع و44 صاروخا في الهجوم الذي وقع صباحا، بينما أسقط سلاح الجو الأوكراني 15 من المسيرات و29 صاروخا.

وأفادت سلطات كييف بأن 35 شخصا على الأقل جرحوا في العاصمة، فيما أصيب ثلاثة أشخاص آخرين في منطقة كييف واثنان في مدينة خاركيف (شمال شرق).

وفي وقت لاحق الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأنها أطلقت هجوما جويا بالصواريخ والمسيّرات ضد منشآت "تصنيع عسكري". وأكدت بأنها حققت جميع أهدافها.

نفت موسكو مرارا استهداف مناطق مدنية في أوكرانيا رغم وجود العديد من الضربات الموثّقة على مباني سكنية وتأكيد الأمم المتحدة بأن 10 آلاف مدني قتلوا منذ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، علما بأنه من المرجح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

"تحت الأنقاض"
وأدى الهجوم على المبنى السكني المكوّن من 18 طابقا في حي غولوسييفسكي في جنوب كييف إلى تحطّم النوافذ في عدة طوابق بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الواجهة المدمّرة.

وذكر وزير الداخلية إيغور كليمينكو بأنه تم إجلاء حوالى 60 شخصا.

وشاهد مراسل فرانس برس 13 سيارة إسعاف وتسع عربات إطفاء في الموقع صباح الأربعاء بينما حاول عناصر الإطفاء داخل المبنى إخماد النيران.

وقال كليمينكو في وقت سابق "هناك على الأرجح قتلى تحت الأنقاض".

وأفاد أحد السكان ويدعى دميترو (31 عاما) فرانس برس بأنه يخشى من أن تكون زوجته ضمن قتلى الهجوم.

وبعدما أنزل طفلهما أولا من المبنى بعد الضربة، ملأ الدخان المكان ومنعه عناصر فرق الطوارئ من الصعود مجددا لإنزالها.

وقال "تقع شقتي على يسار الفجوة (التي خلفها القصف). غطتني الشظايا.. وتعرّضت هي إلى إصابات كثيرة".

"أوكرانيا تحتاج إلى المساعدة"
وبينما يعمل عناصر الإنقاذ في كييف، وصف المستشار الرئاسي الأوكراني أندري يرماك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"المجرم" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال يرماك "صواريخ روسية. كييف. مبنى سكني مجددا. هذا ما ينفقون أموالهم عليه. هجمات على المدنيين. أوكرانيا تحتاج إلى المساعدة".

وذكرت وزارة الطاقة بأن الكهرباء انقطعت عن حوالى 30 ألف شخص في كييف.

وأكّد زيلينسكي بأن أوكرانيا "سترد بكل تأكيد" على الضربات.

وفي منطقة ميكولاييف الجنوبية، أفاد رئيس البلدية أولكسندر سنكيفيتش بأن الهجوم دمّر سقف 20 منزلا وألحق أضرارا بأنابيب الغاز والمياه في المدينة الساحلية حيث قتل شخص.

جاء الهجوم بينما يزور بوريل العاصمة الأوكرانية. وتوجّه إلى ملجأ في فندقه لدى بدء القصف، بحسب مراسل فرانس برس.