إيلاف من بيروت: ليست قاعدة "البرج 22" الأميركية في الأردن حيث قُتل ثلاثة جنود في الشهر الماضي مجرد "قاعدة دعم لوجستي" كما وصفها البنتاغون. يقول موقع "ذا إنترسبت" الأميركي: "ما لم يذكره البنتاغون هو أن "البرج 22" قاعدة للطائرات بدون طيار تقوم بعمليات استطلاع بعيدة المدى لتتبع المسلحين في سوريا والعراق والتحضير لتنفيذ ضربات جوية، وفقًا لمصدرين عسكريين أميركيين. وتعمل هذه القاعدة أيضًا منشأة انطلاق لقوات العمليات الخاصة وقاعدة لطائرات الهليكوبتر الطبية".

وبينما يقول البنتاغون إن مهمة "البرج 22"كانت محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فقد تحول تركيز هذه القاعدة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى الميليشيات المدعومة من إيران. وقال أحد طياري القوات الجوية، الذي تمركزت وحدته مؤخرًا في القاعدة، للموقع نفسه: "وصف البرج 22 بقاعدة الدعم اللوجستي هراء كامل. فالغرض الرئيسي من هذه القاعدة هو تشغيل طائرات بدون طيار للتجسس على المتمردين في العراق وسوريا واستهدافهم والقضاء عليهم".

أضاف الطيار أن قاعدة "البرج 22" قدمت معلومات استخباراتية للقوات الجوية المتمركزة في قواعد أخرى في الأردن، مثل قاعدة موفق السلطي الجوية، لاستخدامها في الغارات.

وعن الهجوم بطائرة بدون طيار على هذه القاعدة ومقتل ثلاثة من الجنود الأميركيين، نقل الموقع عن مسؤولين لم يذكر أسماءهم، أنهم يناقشون تقريرًا أوليًا يفيد بأن هذه الطائرة تمكنت من اختراق "البرج 22" لأن المراقبة أخطأت بالظن أنها صديقة عائدة إلى القاعدة.

لم يعترف
في المقابلات مع مصادر دفاعية وخبراء، بان الغرض من وراء قاعدة "البرج 22" بوصفها قاعدة رئيسية يمكن من خلالها دعم الغارات التي تستهدف الجماعات المتحالفة مع إيران، حتى مع إصرار إدارة بايدن على أنها لا تريد الحرب مع طهران. لم يعترف البنتاغون بالتحول في مهمة القاعدة من قتال داعش إلى قتال الجماعات المرتبطة بإيران، وما زال يصر على أن هذا جزء من حربها على داعش.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الجنود الذين سقطوا بهجوم 28 يناير الماضي، موجودون في القاعدة "للعمل على هزيمة داعش". إلا أن بريان فينوكين، المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية والذي يعمل الآن مع مجموعة الأزمات الدولية، قال: "مهما كان ما يفعلونه هناك، قليلة جدًا هي الأدلة على أنهم يحاربون داعش".

إحدى وظائف قاعدة "البرج 22" تقديم الدعم لقاعدة التنف العسكرية القريبة في سوريا، وهدفها الرسمي محاربة داعش. خلص تقرير للمفتش العام في البنتاغون العام الماضي إلى أن لا "اشتباكات" ولا حوادث قتالية في التنف. وقال فينوكين: "مهمة مكافحة داعش هي الأساس القانوني الوحيد لوجود الولايات المتحدة هناك. فلا أساس قانوني لوجود قوات أميركية في سوريا لمواجهة إيران".

المصدر: "ذا إنترسبت"