إيلاف من القاهرة: شيع الآلاف في القاهرة، الأحد، الموسيقار الراحل حلمي بكر إلى مثواه الأخير، بعد الصلاة عليه في مسجد السلام بضاحية مدينة نصر، وسط حضور جماهيري كبير كان في وداعه، وعلى رأسهم نجله هشام القادم من خارج مصر، وعدد كبير من الفنانين والموسيقيين، يتقدمهم المايسترو سليم سحاب، والمطربة نادية مصطفى، ونقيب الموسيقيين في مصر مصطفى كامل، وغيرهم من الفنانين.

الراحل حلمي بكر أبدع طوال مشواره الفني، ولكنه بلغ القمة في "الحلم العربي" الذي ظهر للجمهور في ساحة الشهداء في وسط بيروت، وكان ظهوره الأخير قبل أن يوارى الثرى في مسجد السلام بمدينة نصر، وما بين ساحة الشهداء ومدينة نصر لا يزال هناك الكثير من الأسرار التي تحيط بحياته الاجتماعية، وخصوصاً رحلته مع المرض، والمزاعم المتصلة بفعلته به أرملته سماح القرشي.

مصالحة الراحل
وخيم الحزن الشديد على الجميع، ليس لرحيل الموسيقار حلمي بكر فحسب، بل نظراً للأحداث التي رافقت رحيله، والصراع على جثمانه بين أرملته، وهشام حلمي بكر، نجله، وكذلك مرضه الأخير، والغموض الذي أحاط بأرملته التي أصرت على منع الزيارة عنه، وبدا مشهد جنازته وكأنه محاولة لمصالحة الراحل، في نهاية تليق به وبتاريخه.


المايسترو سليم سحاب خلال حضوره جنازة الموسيقار الراحل حلمي بكر

نغمة الحلم العربي
تعاون الموسيقار الراحل مع كبار نجوم مصر والوطن العربي، فضلاً عن ترأسه لجان استماع نقابة الموسيقيين لمدة 40 سنة، حيث كان يجري اختبارات للمتقدمين لعضوية نقابة الموسيقيين، أي أنه كان يستمع لأصوات الجميع طوال ما يقرب من نصف قرن، ولكنه لم يجد من يستمع له في أيامه الأخيرة.

بدايات شهرة حلمي بكر ارتبطت بالفنانة الراحلة وردة الجزائرية، فقد صادفها خلال مشاركتها فى إحدى حفلات القوات المسلحة، وفقاً لتقارير صحفية، ويومها أسمعها بعضاً من ألحانه، فأعجبت بموهبته وأصرت على تقديمه إلى الموسيقار محمد الشجاعي مدير الإذاعة المصرية آنذاك، ومن هنا كانت بداية انطلاقته الفنية.

ويبقى الحلم العربي
قدم حلمي بكر خلال مسيرته ما لا يقل عن 1500 أغنية، فقد لحن لكبار المطربين المصريين والعرب من أمثال ليلى مراد، وردة، سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، علي الحجار، أصالة، مدحت صالح، محمد الحلو، محمد رشدى، عليا التونسية، وأيضاً عزيزة جلال.


من تشييع الموسيقار حلمي بكر الأحد في القاهرة

كما قدم موسيقى ما يقرب من 120 فيلماً سينمائياً، و48 مسرحية، بالإضافة إلى أوبريت "الحلم العربي" الغنائي الذى جمع العديد من الفنانين في الوطن العربي وصدر عام 1998 وكان يجسد حلم الشعب العربي في إقامة الوحدة العربية، وظهر الأوبريت للمرة الأولى في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 1998 في بيروت، وكان حلمي بكر هو صاحب نغماته، بالتعاون مع صلاح الشرنوبي، وتوزيع حميد الشاعري.