ايلاف من لندن: في مفارقة غريبة، هزّ تنظيم داعش روسيا بهجوم هو الأكبر في تاريخها، حيث هاجم نحو عشرين مسلحًا قاعة موسيقية في ضواحي موسكو، حاصدين أرواح أكثر من 140 شخصًا كانوا في الحفل.

وعود بالمال وتجنيد عبر الانترنت
وبعد ساعات من الهجوم، تبنّاه تنظيم داعش عبر موقع "أعماق" التابع له، فيما بدأت السلطات الروسية بإلقاء القبض على بعض المتورطين من جنسيات مختلفة، كان القاسم المشترك بينهم انهم تلقوا وعوداً بالمال وتمّ تجنيدهم عبر تطبيقات على الإنترنت ومن قبل جماعات إسلامية وشخصيات على ارتباط بالقاعدة.

وتشير المصادر إلى أنّ العملية الإرهابية تمّ التخطيط لها بدقة لتكون لافتة وموجعة، ويقول مسؤول أمني غربي إن من قام بهذا العمل كان على دراية تامة بأنّ روسيا ستتهم أوكرانيا بالعمل أو التخطيط أو تسهيل العملية.

وفي هذا السياق، أكّد المسؤول الأمني لـ"إيلاف" أنّ روسيا لم تأخذ الإنذارات والمعلومات الاستخبارية التي قدمتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على محمل الجد، وفضّلت التعامل مع الأمر بطريقتها. حتى أن الولايات المتحدة أوعزت لرعاياها اتخاذ الحيطة وعدم التواجد في احتفالات او عروض مسرحية او موسيقية روسيا. إلا أن هذه التحذيرات لم تلق الاهتمام اللازم في موسكو.

تشابه بين هجمات موسكو والسابع من أكتوبر
وتثير العملية الإرهابية تساؤلات حول تشابهها مع هجوم حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في جنوب إسرائيل، حيث قتل مسلحون من حماس 14 شخصًا في حفل موسيقي. ويستغرب المسؤول الأمني لـ"إيلاف" مدى التشابه بين العمليتين، حيث تسعى كل من حماس وداعش لقتل الأبرياء في احتفالات موسيقية تعبر عن حب الحياة والمستقبل.

حيرة روسيا
من جهة اخرى اشارت مصادر بريطانية لـ"إيلاف" إلى أن روسيا تواجه روسيا حيرة كبيرة بعد ان ثبت ان داعش وراء العملية، حيث قد يكون الرد في أوكرانيا متواضعًا، ويصعب التكهن بكيفية تعامل روسيا مع حماس التي أقدمت على عمل مماثل في إسرائيل.

وتبقى التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت روسيا ستبرز لداعش العمل بأنها ضربت التنظيم في سوريا مثلا، أم ستضع السلطات الروسية الأمور في نصابها الصحيح، وتتخذ خطوات جادة لمواجهة الإرهاب مثل باقي دول العالم، من خلال تقييد تحركات التنظيمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله وداعش والإخوان وغيرهم.