إيلاف من لندن: واجه السياسي البريطاني، الرئيس الفخري لمؤسسة (الإصلاح) في المملكة المتحدة نايجل فاراج إدانة لاتهامه الشامل غير الموثق بأن "عددًا متزايدًا" من المسلمين "يكرهون" القيم البريطانية.

وتحدى مقدم برنامج "صباح الأحد" السير تريفور فيليبس على قناة (سكاي نيوز) فاراج، بسبب هذه التصريحات ضد المسلمين حين قال: "لدينا عدد متزايد من الشباب في هذا البلد الذين لا يلتزمون بالقيم البريطانية"
واضاف: "في الواقع، نحن نكره الكثير مما نمثله. أعتقد أننا نراهم في شوارع لندن كل يوم سبت."

يذكر أن فاراج كان أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه لن يترشح للانتخابات العامة التي ستجري يوم 4 يوليو.

تأييد حماس
وردا على سؤال من مقدم البرنامج، عما إذا كنا نتحدث عن المسلمين هنا، قال فاراج: "نحن كذلك. وأخشى أنني وجدت بعض الاستطلاعات الأخيرة تقول إن 46% من المسلمين البريطانيين يؤيدون حماس وهم يدعمون منظمة إرهابية محظورة بموجب قانون الدولة البريطانية".

وكان فاراج وهو الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة وحزب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يستشهد باستطلاع للرأي أجرته جمعية هنري جاكسون في أبريل الماضي، والذي وجد أن واحدًا من كل أربعة مسلمين بريطانيين يعتقد أن حماس ارتكبت جرائم قتل واغتصاب في إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي.

وقتلت حماس نحو 1200 شخص واحتجزت أكثر من 250 رهينة في الغارة على جنوب إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، أدى الرد الإسرائيلي في غزة إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس - وأصبحت الحرب قضية مثيرة للخلاف في السياسة البريطانية.

وزعم فاراج أيضًا: "لم يسمح أحد في التاريخ لعدد أكبر من الأشخاص الذين يحتمل أن يقاتلوا ضد القيم البريطانية أكثر من السيد سوناك".

تناقض
وقال رئيس الإصلاح إن هناك تناقضًا بين المسلمين وأولئك الذين أتوا من جزر الهند الغربية، والذين قال إن لديهم تراثًا مشتركًا مع المملكة المتحدة.

لكن السير تريفور، الذي كان والداه جزءًا من جيل الهجرة من جزر الكاريبي، تحداه وقال إن الثقافة البريطانية فُرضت عليهم من قبل مالكي العبيد البريطانيين.

وقال السير تريفور: "أنت تحاول أن تقول لي: أنتم يا رفاق لستم حقًا مثل هؤلاء الأشخاص الآخرين". واضاف: "هل يمكنك أن تتخيل مدى الإساءة التي يتعرض لها المسلمون البريطانيون؟".

وأجاب السيد فاراج بسؤال كم عدد الأشخاص "في مجتمعك الذين فشلوا في التحدث باللغة الإنكليزية؟"، وهو ما قال له السير تريفور: "نحن جميعًا نتحدث الإنكليزية" - قبل أن يضيف أن العديد من المسلمين البريطانيين يتحدثون الإنكليزية أيضًا.

وقال الرئيس الفخري لـ(الإصلاح) في المملكة المتحدة إنه "ليس هنا لمهاجمة الدين الإسلامي" وأصر على أنه لم يفعل ذلك. وقال فاراج: "أنا ألوم عناصر من هذا المجتمع. أنا لا ألومهم. أنا أذكر حقيقة".

وأضاف: "كل ما أفعله هو أنني أقول في الواقع، لا أحد يجرؤ على قول الحقيقة حول هذا الأمر" وتابع: "فيما يتعلق بالسؤال الأوسع، فإن أكبر مشكلة تواجهها هذه البلاد هي الانفجار السكاني. ولن يتم مناقشتها في هذه الانتخابات.

زيادة الهجرة
ونفى فاراج أيضًا أن يكون مسؤولاً عن زيادة الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي حملة استمرت طوال حياته.

وقال: "ما فعلناه بخروجنا من الاتحاد الأوروبي هو تغيير السياسة التي كانت تعني أننا نمارس التمييز ضد بقية العالم، وفي كثير من الأحيان ضد المواهب، لصالح الباب المفتوح مع الاتحاد الأوروبي".

وفي الأخير، أكد فاراج أن "ما فعله خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أنه أعاد لنا السيطرة على أنفسنا."