إيلاف من مراكش: أفاد السفير الصومالي في القاهرة، الأربعاء، بأن معدات ووفود عسكرية مصرية بدأت في الوصول إلى العاصمة مقديشو، تمهيداً لمشاركة مصر في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال (AUSSOM)، فيما أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بياناً اتهمت فيه مقديشو بأنها "تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، من دون أن تختص القاهرة بالذكر.

وقال السفير الصومالي، إن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (AUSSOM)، من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية الحالية في الصومال (ATMIS) بحلول كانون الثاني (يناير) 2025.

ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن 3 مصادر دبلوماسية وحكومية صومالية، أن مصر سلمت مساعدات عسكرية للصومال، الثلاثاء، هي الأولى منذ أكثر من 4 عقود، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تعميق التوتر بين البلدين من جانب وإثيوبيا من الجانب الآخر.

وأوضح دبلوماسيان ومسؤول صومالي كبير لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن "طائرتين عسكريتين مصريتين وصلتا إلى مطار مقديشو صباح الثلاثاء محملتين بأسلحة وذخيرة".

وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحققت منه "رويترز"، الطائرتين على مدرج المطار.

"تعاون عسكري"
وفي منتصف آب (أغسطس) الجاري، أعلنت الرئاسة المصرية توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين في القاهرة.

وخلال استقباله الرئيس الصومالي، أكد السيسي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

ونقل البيان المصري عن الرئيس الصومالي "تقديره لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية"، مشدداً على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، ومثمناً دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.

ومع مطلع العام الجاري، أثار توقيع إثيوبيا اتفاقاً مبدئياً مع منطقة أرض الصومال الانفصالية لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال، غضب مقديشو التي أكدت أن تلك الخطوة بأنها "تعد على سيادتها"، وتوعدت بعرقلة الاتفاق بكل الطرق الممكنة.

رد إثيوبيا
تعليقا على إرسال مصر معدات عسكرية إلى الصومال، أصدرت الخارجية الإثيوبية بيانا انتقدت فيه ذلك معلنة أن الصومال تتواطأ مع جهات خارجية تهدف لزعزعة استقرار إثيوبيا.

وذكر مكتب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، أن إثيوبيا لن تقف خاملة تجاه ما يهدد أمنها القومي، وأنها تراقب عن كثب التطورات في المنطقة، مضيفة أن إثيوبيا ظلت تتجاهل التصريحات العدائية، والمحاولة المستمرة لتقويض تضحيات قوات الدفاع الإثيوبية في حفظ السلام في الصومال.

وذكرت أنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ الجهات الفاعلة الأخرى لم تسمها تدابير لزعزعة استقرار المنطقة.

وشددت الخارجية الإثيوبية في بيانها على أنه يجب على القوى التي لم تسمها أيضا والتي تحاول تأجيج التوتر من أجل أهدافها القصيرة الأمد والعبثية -حسب وصفها -أن تتحمل عواقب وخيمة.

وقالت الخارجية الإثيوبية إن أديس أبابا لن تتسامح مع الأعمال التي تهدد المكاسب التي تحققت ضد الجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية.

وأكدت الخارجية الإثيوبية أنها ستظل ملتزمة بالحل السلمي للخلافات وبالعمل مع شعب الصومال والمجتمع الدولي لتجنب المخاطر التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة.

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من ترحيب السفير الصومالي في القاهرة بإرسال معدات عسكرية لمصر وبدء تنفيذ اتفاق الدفاع المشترك.