إيلاف من برلين: في ضوء نتائج انتخابات برلمان الولاية "لاندتاغ" في ولايتي تورينغن وساكسونيا بشرق ألمانيا، صرّح نائب رئيس البرلمان الألماني، فولفغانغ كوبيكي، بأن التحالف الحاكم المعروف باسم "إشارة المرور" قد فقد شرعيته. هذا التصريح يأتي بعد تصدر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الانتخابات في ولاية تورينغن واحتلاله مركزاً متقدماً في ساكسونيا، مما يشير إلى تحول كبير في المشهد السياسي الألماني.

فقدان الشرعية
أوضح فولفغانغ كوبيكي في منشور له على منصة "إكس" أن نتائج الانتخابات تعكس تراجعاً كبيراً في دعم الناخبين لتحالف "إشارة المرور"، الذي يضم الحزب الديمقراطي الحر، الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر. وأشار كوبيكي إلى أن التحالف يضر بالبلاد، وأكد أن هذه النتائج لا بد أن تكون لها عواقب سياسية، معتبراً أن الحزب الديمقراطي الحر قد تأثر بشكل خاص بهذه التطورات.

ردود الفعل الحكومية
في تعليق على النتائج، وصف وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر، نتائج الانتخابات في تورينغن وساكسونيا بأنها "مؤلمة". ورغم ذلك، شدد على أن الحزب لن يتخلى عن الكفاح من أجل القيم الليبرالية، مؤكداً أن الجهود ستستمر لتحقيق هذه الأهداف.

وفقاً لاستطلاعات الرأي التي نشرتها قناة "ARD" التلفزيونية بعد إغلاق صناديق الاقتراع، حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" فوزاً كبيراً في انتخابات البرلمان المحلي بولاية تورينغن بنسبة 30.5% من الأصوات، يليه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بنسبة 24.5%. وفي المركز الثالث جاء حزب "اتحاد سارة فاغنكنيخت من أجل العقل والعدالة" بنسبة 16%، مما يعكس نجاح هذا الحزب الجديد في دخول المشهد السياسي بقوة.

أما في انتخابات ولاية ساكسونيا، فقد احتل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المركز الأول بنسبة 31.5%، فيما جاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" في المركز الثاني بنسبة 30%، وحزب "اتحاد سارة فاغنكنيخت من أجل العقل والعدالة" في المركز الثالث بنسبة 12%.

تشير هذه النتائج إلى تغير كبير في التوجهات السياسية في شرق ألمانيا، حيث يزداد دعم الأحزاب المعارضة لتحالف "إشارة المرور" الحاكم. حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب "اتحاد سارة فاغنكنيخت" يعارضان بشدة توريد الأسلحة إلى كييف، وهو ما قد يكون أحد أسباب صعودهما في هذه الانتخابات.

مع تراجع دعم التحالف الحاكم، قد يواجه "إشارة المرور" تحديات كبيرة في المستقبل القريب، بما في ذلك احتمال إعادة النظر في تشكيل الحكومة أو حتى إجراء انتخابات مبكرة.