إيلاف من لندن: تبحث إيران عن رد مناسب لاغتيال إسماعيل هنية في طهران، متوعدةً إسرائيل بضربات قاسية وموجعة. وقد سخرت جهودها لحشد أذرعها في المنطقة لتكون ذخيرتها في تنفيذ الرد المنتظر.

ويقول مصدر غربي مطلع لـ"إيلاف" إن إيران لن تستخدم هذه المرة الحوثيين في اليمن، وخصوصاً بعد الضربة التي وجهتها إسرائيل لميناء الحديدة إثر الهجوم الذي استهدف تل أبيب بواسطة الطائرات المسيّرة.

ويشير المصدر إلى أن إيران تستعيض عن اليمن من خلال زج سوريا في المواجهة مع إسرائيل، بالرغم من أن النظام السوري غير معني بالرد، كما أنه لا يستطيع تحمل عواقبه، خاصة بعد التهديدات الإسرائيلية المباشرة لسوريا بإسقاط النظام وضرب رؤوسه في حال شاركت في ضرب إسرائيل.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ إيران بضرورة إبقائه على الحياد، إلا أن التحضيرات التي تجريها ميليشيات إيران وقواتها في سوريا، كما في الجولان السوري ومناطق التماس مع إسرائيل، تشير إلى عكس ذلك.

وأشار المصدر إلى أن "هذا ما لا يحتاجه النظام السوري الذي خرج من حرب دامت سنوات، تشرد فيها الملايين، وقتل فيها مئات الآلاف، ودمرت فيها البنى التحتية للبلد"، لافتاً إلى أن سوريا تحتاج لسنوات عديدة لإعادة البناء والترميم.

من جهة أخرى، تحاول إيران إدخال دولة أخرى تعاني من الحروب والمواجهات والتدمير، وهي العراق، الذي لن يتحمل ضربات إسرائيلية على منشآت النفط التي تعتبر المصدر الأهم والوحيد للدخل فيه.

إلى ذلك، يحاول رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إخراج بلاده من الأزمات، خاصة بعد اتفاق إخراج القوات الأميركية من العراق بحلول عام 2025، ومحاولة إعادة ترميم مؤسسات الدولة، وحل الميليشيات، وتشكيل جيش عراقي يحفظ أمن البلاد والحدود.

ويقول المصدر إن التصرفات الإيرانية تحول دون تحقيق الاستقرار في العراق، إذ أن طهران تدفع مؤيديها وميليشياتها في العراق لضرب إسرائيل واستهداف القوات الأميركية في العراق بحجج مختلفة. ويضيف المصدر: "وكأن إيران ستقاتل حتى آخر عراقي وسوري ويمني ولبناني وفلسطيني!"