إيلاف من بيروت: تتفاقم الأوضاع الصحية في قطاع غزة بشكل مقلق، مع تزايد التحذيرات من انتشار الأمراض، مثل شلل الأطفال، وسط التدمير الواسع للبنية التحتية ونقص الإمكانيات الصحية.
تشير تقارير حديثة إلى أن العلماء يقتربون من تقييم الحجم الحقيقي للوفيات وانتشار الأمراض في القطاع، ما يكشف عن أبعاد مرعبة للتأثيرات الصحية المستمرة نتيجة الصراع.
وعلى الرغم من الجهود الدولية لإدخال المساعدات الإنسانية وتطعيم الأطفال، فإن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية وتدهور نظم الرعاية الطبية تعيق الوصول إلى تقديرات دقيقة.

الحقائق المرعبة
وفقاً لمقال نُشر في صحيفة "غارديان" البريطانية بقلم الباحثة الصحية ديفي سريدهار، يشير انتشار شلل الأطفال في غزة إلى احتمال تفاقم الأزمة الصحية، حيث يعاني سكان القطاع من ظروف معيشية سيئة تتفاقم بفعل تلوث المياه والقمامة المحيطة بهم.
الكاتبة، التي تشغل منصب رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة، تبرز في مقالها القلق من تفشي هذا المرض نتيجة نقص الرعاية الصحية والهجمات المتكررة على المستشفيات وشاحنات المساعدات.

انهيار النظام الصحي
على الرغم من الجهود الدولية التي تسعى لإيقاف انتشار الأمراض من خلال تطعيم الأطفال في فترات توقف محددة، فإن الهجمات على المستشفيات والمؤسسات الإنسانية تعوق تحقيق هذه الجهود.
تشير سريدهار إلى أن المنظمات الأممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، توقفت عن إرسال موظفيها إلى غزة، مما زاد من صعوبة رصد الأوضاع الصحية والتعامل معها. وتضيف الكاتبة أن انهيار أنظمة التسجيل المدني في غزة يُعقد عملية تقييم عدد الوفيات الفعلية وانتشار الأمراض.

أرقام مفزعة
تعتمد التقديرات الواردة في المقال على أساليب علمية تم تطويرها عبر عقود، حيث تشير أحدث تقديرات نُشرت في مجلة "لانسيت" الطبية إلى أن نحو 186 ألف حالة وفاة حتى منتصف حزيران (يونيو) 2024 يمكن أن تُعزى إلى الصراع الدائر. وإذا استمر القتال بنفس الوتيرة، يتوقع العلماء حدوث 149,500 حالة وفاة إضافية بحلول نهاية العام، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي المتوقع للوفيات إلى 335,500 حالة وفاة.

الدور الدولي في إنقاذ الأرواح
بالرغم من التحديات الكبيرة، تشير سريدهار إلى أن التدخل الدولي، وإن كان محدوداً، قد ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح.
ومع ذلك، ما زال الوضع في غزة يتطلب تعاوناً دولياً أكبر لمحاولة التخفيف من وطأة الأزمة.
وقد يكون التعاون العلمي الدولي أحد الأدوات الفعالة في توثيق الحقائق وإيجاد حلول تحفظ حياة الإنسان.