إسرائيل توجه ضربة نوعية لحزب الله من خلال تفجير أجهزة الاستدعاء الخاصة بمقاتليه، في وقت يحذر المجتمع الدولي من خطورة أي تصعيد بين إسرائيل وحزب الله.


إيلاف من دبي: يوم الثلاثاء، اهتزت مناطق متعددة من لبنان ودمشق بانفجارات متزامنة أصابت مقاتلي حزب الله، وشلت حركة الحزب الذي انشغل بلملمة ضحاياه. لم تقتصر الضربة على كونها مفاجئة لحزب الله، بل كانت غير تقليدية أيضاً.
لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها رسميًا، إلا أن جميع أصابع الاتهام، وأولها إصبع حزب الله، تشير نحوها.

ومع تعرض عدد كبير من عناصره لإصابات، يعيش حزب الله - المعروف بانضباطه وتدريبه العالي - تحديا صعباً، ويجد نفسه الآن في مواجهة فوضى كبيرة بعد تعطل أجهزة استدعائه، التي لطالما حرص على جعلها غير قابلة للاختراق.

الرسائل التي حملتها هذه الهجمات لم تقتصر على إصابة المقاتلين، بل تعدت ذلك لتشكل تهديداً مباشرًا لبنية الحزب التنظيمية. الآن، يواجه حزب الله تحديًا كبيرًا في الحفاظ على تواصله الآمن مع مقاتليه، خاصة أنه يعتمد بشكل كبير على هذه الأنظمة لتنسيق الهجمات وإطلاق الصواريخ.

التقارير المصورة والفيديوهات التي انتشرت من لبنان أظهرت رجالًا مصابين في أيديهم ووجوههم. هل كانت الضربة موجعة؟ إسرائيل ستقول نعم، بينما حزب الله سيؤكد أنها لم تكن كذلك.
في الأيام التالية، سيطل أمين عام حزب الله حسن نصر الله لينفي تأثر حزبه بهذه التفجيرات. ولكن هذا لا ينفي أن التلاعب بأجهزة الاستدعاء لتنفجر في توقيت واحد يُظهر قدرات تكنولوجية نوعية لدى الجهة المنفذة. ويشير مصدر أمني لبناني تحدث لـ"إيلاف" إلى أنه "من الواضح أن هذا الهجوم لم يتم التخطيط له بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة تخطيط دقيق استمر لأشهر". يضيف "هذه الانفجارات جاءت لتشكل ضربة موجعة لقدرات حزب الله العسكرية".

منذ تأسيسه، بنى حزب الله سمعته في الأوساط المحلية والعالمية كتنظيم عسكري نخبوي، قوامه صفوة من المجندين، الذين لا يبخل في الاستثمار في تدريبهم بشكل مكثف. إلا أن هذا الحادث الأخير أظهر أن قدرات الجماعة المدعومة من إيران قد لا تكون محصنة تمامًا. حزب الله الذي خسر جزءًا كبيراً من مقاتليه في مواجهته مع إسرائيل على مدار الأشهر الـ 11 الماضية، يواجه الآن تحديًا جديدًا في تعويض الخسائر البشرية وإعادة بناء نظام اتصالاته.
ولطالما سعى حزب الله على الحفاظ على شبكة اتصالات خاصة به، بعيدًا عن اختراقات الأجهزة الإسرائيلية، وسيحتاج الآن إلى إعادة التفكير في طريقة تواصل عناصره بعضهم ببعض، وكيفية تأمين أنظمة اتصال غير قابلة للاختراق، فالاعتماد على أجهزة الاستدعاء (البيجر) كنظام اتصال أصبح - بتفجيرات الثلاثاء - نقطة ضعف قاتلة.

ومن المثير للاهتمام أن هذا الهجوم يأتي بعد أشهر من تهديدات إسرائيلية باستخدام قدرات نوعية لم تفصح عنها في حينها. وبالرغم من أن التفاصيل الكاملة لما حدث لا تزال تتكشف، إلا أن ضربة الثلاثاء تعد إشارة إلى أن هناك استراتيجيات جديدة دخلت حيز التنفيذ في هذه الحرب.