إيلاف من لندن: أعلن كين مك كالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5)، أن جهازه أحبط خلال العامين الماضيين 20 مؤامرة محتملة قاتلة مدعومة من النظام الإيراني. وأشار إلى أن طهران زادت من توظيف الوسطاء والجماعات الإجرامية لتنفيذ مؤامرات اغتيال وتخريب ضد معارضي النظام المقيمين في بريطانيا، وذلك وفقاً لما نقله موقع "إيران انترناشيونال" وبي بي سي.

وفي تقريره، حذر رئيس "MI5" من أنه إذا شعرت طهران بأن بريطانيا متورطة سياسياً أو عسكرياً في دعم إسرائيل، فقد تركز هذه المؤامرات على أهداف أخرى في بريطانيا، خاصة في ظل التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط، والهجمات الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.

تزايد التهديدات
وأشار مك كالوم إلى أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان لم يؤد بشكل مباشر إلى زيادة المؤامرات الإرهابية في بريطانيا، لكنه ساهم في خلق مشكلات بالنظام العام وزيادة جرائم الكراهية، مما اضطر الشرطة إلى التعامل مع هذه القضايا.

المؤامرات التي تم إحباطها
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني إن "MI5" والشرطة البريطانية اكتشفا 5 مؤامرات جديدة هذا العام كانت مدعومة من إيران. واحدة من هذه الأنشطة الإرهابية كانت الهجوم على بوريا زراعتى، أحد مقدمي قناة "إيران إنترناشيونال"، الذي تعرض لهجوم من قبل 3 مسلحين بأسلحة باردة في 29 آذار (مارس) 2024.

وذكر كالوم أن الهدف من هذه التهديدات هو خلق حالة من الرعب والذعر بين المعارضين، وكذلك الضغط على الأفراد والجماعات التي تعتبرها طهران تهديداً لبقائها.

وفي السنوات الماضية، تعرضت قناة "إيران إنترناشيونال" للتهديد عدة مرات من قبل مسؤولين ومناصرين للنظام الإيراني. ووصف كاظم غريب آبادي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية السابق، في 7 حزيران (يونيو)، القناة بأنها "منظمة إرهابية"، وهدد بملاحقة موظفيها.

التعاون الخفي مع الجماعات الإجرامية
وقال كين مك كالوم إن إيران تستخدم الشبكات الإجرامية لتنفيذ مؤامراتها، حيث يشمل هذا التعاون التهديدات والترهيب، وحتى القيام بهجمات إرهابية، وتخريب ضد أفراد محددين في بريطانيا.

وتُمكن هذه الشبكات إيران من تحقيق أهدافها دون تدخل مباشر من العناصر الأمنية الإيرانية، مما يسمح لها بإخفاء دورها في هذه الهجمات.

وفي تقرير نشرته "واشنطن بوست" في 12 أيلول (سبتمبر)، تمت الإشارة إلى استخدام طهران لشبكات إجرامية غربية لتخطيط أعمال عنف ضد معارضيها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اتخذت السلطات البريطانية تدابير لحماية قناة "إيران إنترناشيونال"، التي لها جمهور كبير في إيران، ويصفها النظام بأنها "غير قانونية".

تجدر الإشارة إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" قد اضطرت في 18 شباط (فبراير) 2023، نتيجة التهديدات الأمنية، إلى نقل بثها مؤقتًا من لندن إلى واشنطن، وقد استأنفت البث في 25 أيلول (سبتمبر) 2023 من استوديو جديد في لندن.

تزايد التهديدات من دول أخرى
ولم تكن إيران الدولة الوحيدة التي تشارك في هذه الأنشطة. حيث تستخدم روسيا أيضًا شبكات إجرامية مماثلة لتنفيذ مؤامرات تخريبية في بريطانيا وأوروبا.

ووفقًا لقول مك كالوم، فقد زادت تحقيقات "MI5" بشأن التهديدات الحكومية، بما في ذلك إيران وروسيا والصين، بنسبة 48% في العام الماضي، مما يدل على شدة واتساع جهود هذه الدول لإحداث عدم استقرار في بريطانيا ودول أوروبية أخرى.

بريطانيون ينضمون إلى داعش
ووفقًا للتقرير، أدى إحياء داعش في أفغانستان إلى استئناف جهود هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة لتصدير الإرهاب، حيث زادت أعداد البريطانيين الذين يسعون للسفر إلى الخارج لتعلم أساليب هذه الجماعة.