تركز الصحف العالمية على الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، وتأثير نتائجها على الحرب في غزة ولبنان، وتداعيات هذه الصراعات على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
البداية من صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، التي ترى أن الانتخابات الأميركية 2024 ستكون حاسمة لمستقبل العلاقات مع إسرائيل.
يتساءل الكاتب آري زيفوتوفسكي في المقال عمّن يملك سجلاً أقوى لصالح إسرائيل بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس، مشددًا على ضرورة أن "يدرس الناخبون سجلات كلا المرشحين لتحديد الرئيس الأكثر إيجابية من منظور إسرائيلي".
ويبدأ الكاتب بسجل كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، مستذكراً (بسخرية) معارضتها للحرب ضد إيران عام 2020، وتصويتها عام 2019 لصالح مشروع قانون يوجه لسحب القوات الأميركية من اليمن، وكذلك انتقادها عام 2018 لضربة أميركية في سوريا "ردًا على استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية".
كما يتطرق الكاتب في مقاله إلى إدارة بايدن-هاريس، مشيراً إلى أنها "أفرجت عن مليارات الدولارات لإيران، بما في ذلك مليارات حتى بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر). وقد وعدت هاريس بإعادة الاتفاق النووي مع إيران. كما علّقت شحنات من الأسلحة لدعم الهجمات الإسرائيلية".
ويتطرق زيفوتوفسكي إلى الحرب في غزة، قائلا: "تتحدث هاريس باستمرار عن معاناة غزة كلما ادعت دعمها لإسرائيل"، مشيراً إلى أنها تلقي اللوم دائمًا على إسرائيل بسبب "قتل الكثير من المدنيين في غزة".
وبينما يعتبر الكاتب سجل كامالا هاريس معارضًا لإسرائيل، يتجه نحو سجل دونالد ترامب ويصفه بأنه "مليء بإنجازات كبيرة، رغم قصره". ويقول: "نقل ترامب السفارة الأميركية إلى القدس. كما اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وتمكنت إدارته من التفاوض على اتفاقيات أبراهام، وهي معاهدة سلام بين إسرائيل وأربع دول عربية".
ويُذكّر أيضًا بقرارات ترامب التي تضمنت: "الخروج من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات عليها، ووقف دعم الأونروا، والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وإدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب الأميركية".
ويرى الكاتب في ختام مقاله أنه "لم يعد بالإمكان افتراض أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل بلا تحفظ – وهذه الانتخابات حاسمة لمستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية".
"هاريس لم تكن مثالية بشأن غزة"
وإلى صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية، إذ تناولت في مقال كتبه إسماعيل أحمد موقف العرب الأميركيين من الانتخابات الأميركية وتأثيرها على حرب غزة.
وفي بداية المقال، يعرّف الكاتب نفسه بأنه "ناشط عربي أميركي على المستويين الوطني والمحلي لأكثر من 50 عامًا"، ويعلّق على الانتخابات المقبلة بأنها "واحدة من الأكثر تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تتنافس فيها فلسفتان مختلفتان تماماً".
ويذهب للحديث عن وقع الحرب "الصادمة" في غزة على العرب في الولايات المتحدة، وما تسببت به من خسائر بشرية في غزة وإسرائيل، مطالباً "كعربي أميركي، وكأميركي عادي" بالسعي نحو "حل سلمي يحترم حقوق الشعبين".
ويرى الكاتب أن "كامالا هاريس أظهرت تعاطفًا أكبر، لكنها لم تكن مثالية بشأن غزة"، وهذا يكفي للتعبير عن عدم رغبة الكثيرين في المشاركة في الانتخابات، على حد قوله.
أما عن برنامج ترامب، فينتقد الكاتب خططه، مشيراً إلى أنها ستعيد أميركا إلى "أيام مداهمات إدارة الهجرة والجمارك" بعد وعوده "بفرض حظر السفر على المسلمين، واستخدام الحرس الوطني لجمع وترحيل ملايين المهاجرين".
ويقارن الكاتب بين موقفي المرشحين، مشيرًا إلى أن ترامب "يرفض الاعتراف باحتلال الأراضي الفلسطينية، ويعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون انتقاد نهجه الدموي تجاه غزة"، بينما تدعو كامالا هاريس إلى "وقف إطلاق النار وحل الدولتين مع حقوق متساوية لكلا الشعبين".
وفي ختام المقال، يعلن الكاتب موقفه من الانتخابات، قائلاً: "سأصوت للحزب الديمقراطي، ليس من أجل الكمال، بل من أجل حياة أفضل وفرصة للنضال من أجل السلام".
" هل لا يزال هناك مكان في هذا العالم لشرق أوسط جديد؟"
نشرت صحيفة "ذا غلوب آند ميل" الكندية مقالاً للكاتب ديفيد برلين، تناول الخسائر الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله.
ويشير المقال إلى أن "الخيارات التقليدية لإنهاء هذا الصراع المستمر منذ 75 عامًا، مثل الحل الثنائي القومي أو حل الدولتين، أصبحت الآن غير قابلة للتطبيق، حيث تلاشت الثقة بشكل كبير".
وتناول الكاتب أيضًا إمكانية تحول الحرب الحالية إلى "فترة مؤقتة تسبق جولات جديدة من الصراع" في حال لم تنخرط إيران في الصراع أكثر، معبراً عن مخاوف من أن "كل جولة مستقبلية ستكون أكثر عنفًا وخطورة بسبب تصاعد التسليح لدى الأطراف".
وفي سياق ذلك، يستعرض الكاتب رؤية "الشرق الأوسط الجديد" التي قدمها شمعون بيريز، والتي كانت تهدف إلى "خلق إطار تعاوني يشبه الاتحاد الأوروبي، حيث تكون الحدود مرنة ويسمح للمواطنين بالتحرك بحرية". ومع ذلك، يبرز الكاتب العقبات التي واجهت هذه الرؤية، خاصة فيما يتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وحول الدور الأميركي في المنطقة، وتأثير الانتخابات المقبلة، يشير الكاتب إلى "إمكانية استئناف الحديث عن "الشرق الأوسط الجديد" في المستقبل إذا تم إشراك ممثلين فلسطينيين معتدلين في المفاوضات، شريطة إبقاء أعينهم على المستقبل ومقاومة الثقل الهائل لتاريخ المنطقة".
ويختم المقال بتسليط الضوء على مصير المنطقة في حال فوز أي من المرشحين، مشيراً إلى أن "الإدارة الثانية بقيادة دونالد ترمب ستظل وفية لمبادرتها غير المتوازنة. أما كامالا هاريس فربما تتمكن من توجيه المنطقة نحو مستقبل غير مسبوق".
التعليقات