اعتقلت القوات الإسرائيلية، صباح الجمعة، الشاب الفلسطيني الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، عبود بطاح، قبل أن تطلق سراحه بعد ساعات.

وظهر بطاح عبر حسابه على منصة إنستغرام ليطمئن متابعيه، قائلاً إنه كان برفقة آخرين صباحاً في مستشفى كمال عدوان شمالي بقطاع غزة، قبل أن تحاصرهم القوات الإسرائيلية وتعتقله ثم تطلق سراحه بعد وقت قصير.

وأشار بطاح إلى أنه تم تكبيله وتعرّض للضرب والشتم والتهديد، من قبل جندي إسرائيلي تعرف على هويته وعلى كونه مؤثراً على وسائل التواصل، وتعهّد الناشط الفلسطيني بـ"الاستمرار في فضح جرائم الاحتلال في أنحاء قطاع غزة".

من هو عبود بطاح؟

يُعرّف عن نفسه بلقب "أقوى صحفي في العالم"، عبود بطاح شاب فلسطيني من قطاع غزة يبلغ من العمر 17 عاماً، اشتهر بتغطيته للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بطريقة مميزة تتفرد بحسِّه الفكاهي وابتسامته الساخرة، ما جعله يحظى بمتابعة ملايين الأشخاص.

على حسابه الموثق على منصة إنستغرام يحظى عبود بمتابعة 3.6 ملايين شخص، بينما تحظى حسابات أخرى (غير موثقة) على كل من: تيك توك بمتابعة أكثر من 771 ألف شخص، وفيسبوك بمتابعة 197 ألف شخص، وحسابه على يوتيوب يتابعه 113 ألف شخص.

يصف نفسه على حسابه على إنستغرام بأنه "الوريث الوحيد لـ شيرين أبوعاقلة"، في إشارة للصحفية الفلسطينية ومراسلة قناة الجزيرة الإخبارية التي قتلت برصاص القوات الإسرائيلية في جنين، في مايو/ أيار من عام 2022.

وعلى مدار أكثر من عام، كان عبود يتنقل بين ركام المنازل التي سوتها القوات الإسرائيلية بالأرض، وفوق أسطح ما بقي منها، ويرسل رسائل تحمل الاستغاثة والصمود في آن واحد.

وحظيت مقاطع الفيديو التي بثها عبود بملايين الإعجابات والتعليقات من مختلف أنحاء العالم، ليصبح واحداً من أبرز المؤثرين رغم صغر سنه وبساطة الإمكانيات التي يستخدمها.

واعتقل عبود بطاح صباح الجمعة لساعات برفقة شقيقه وآخرين، من داخل مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، والذي كان قد نزح إليه جراء القصف الإسرائيلي الذي طال منزله في المنطقة المحيطة بالمستشفى.

صحافة المواطن

قطاع غزة
Getty Images
بات قطاع غزة مكاناً بالغ الخطورة على حياة الصحفيين

وشهدت حرب غزة بروز ظاهرة "المواطن الصحفي"، حيث يقوم شباب عاديون ببث مقاطع مصورة بكاميرات هواتفهم المحمولة على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، توثق مجريات الحرب في مناطقهم وتعلق عليها.

وزادت أهمية هؤلاء الصحفيين المواطنين كمصدر للأخبار من على أرض الواقع، خاصة مع تعرض عدد من الصحفيين المحترفين للقتل خلال حرب غزة، فيما اضطر آخرون للمغادرة بسبب التضييقات التي يفرضها عليهم الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن الخشية على حياتهم، وفق ما نقلوا.

ومن أبرز أسماء الصحفيين المواطنين الذين ظهروا خلال حرب غزة، إلى جانب عبود، كل من: معتز عزايزة، بيسان عودة، بلستيا العقاد وغيرهم.

وهذه هي المرة الثانية التي يختفي فيها عبود عن أنظار متابعيه، ما أثار قلقهم حول احتمال مقتله في الحرب.

وكان الفتى قد غاب في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2023 عن مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أيام، ما أطلق موجة من التكهنات باحتمال مقتله في قصف إسرائيلي لمنزل ذويه الذي نزح إليه، لكنه سرعان ما عاد إلى بث مقاطع مصورة نقل فيها ما يحدث في غزة.