إيلاف من واشنطن: أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات جديداً، الخميس، في أول اختبار لها منذ ما يقرب من عام لسلاح يهدف لـ"تهديد" البر الرئيسي للولايات المتحدة، وذلك قبل أيام من الانتخابات الأميركية، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وأمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بإجراء اختبار الصاروخ، وكان في موقع الإطلاق، واصفاً تجربة الإطلاق بأنها "عمل عسكري مناسب"، لإظهار عزم كوريا الشمالية على التصدي لتحركات أعدائها التي هددت سلامة الشمال، وفقاً لوزارة الدفاع.

وحددت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، السلاح على أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، وأثارت عملية الإطلاق تنديدات من الدول الثلاث باعتبارها تزيد من التوترات.

وأدان الجيش الأميركي، الخميس، أحدث إطلاق صاروخي لكوريا الشمالية، ودعاها إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال غير القانونية والمزعزعة للاستقرار، وفق بيان أصدرته القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ USINDOPACOM.

ولفتت "أسوشيتد برس"، إلى أن كوريا الشمالية أكدت الإطلاق بعد ساعات من اكتشاف جيرانها إطلاق ما يشتبهون أنه سلاح جديد أكثر سرعة، يستهدف أراضي الولايات المتحدة. وكان البيان سريعاً بشكل استثنائي، فعادة ما توضح كوريا الشمالية اختبارات أسلحتها بعد يوم واحد من حدوثها.

وقال كيم، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الكورية الشمالية نقلته وسائل إعلام رسمية: "أؤكد أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لن تغير أبداً موقفها بشأن تعزيز قواتها النووية".

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية ربما اختبرت صاروخاً باليستياً جديداً بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب. والصواريخ التي تحتوي على وقود دفعي صلب أسهل في الحركة والإخفاء ويمكن إطلاقها بشكل أسرع من الأسلحة التي تعمل بالوقود السائل.

تجربة قبل أيام من الانتخابات
ورجح المتحدث باسم هيئة الأركان الكورية الجنوبية، لي سونج جون، أن توقيت الإطلاق ربما كان محدداً مسبقاً ليتزامن توقيت إطلاقه مع الانتخابات الأميركية في محاولة لتعزيز القوة التفاوضية لكوريا الشمالية في المستقبل.

وأوضح أن الصاروخ الكوري الشمالي أطلق بزاوية عالية، على ما يبدو لتجنب الدول المجاورة.

وقال وزير الدفاع الياباني، جين ناكاتاني، للصحافيين، إن مدة طيران الصاروخ البالغة 86 دقيقة وارتفاعه الأقصى الذي يزيد عن 7000 كيلومتر (4350 ميلاً) تتجاوز البيانات المشابهة من تجارب صواريخ كورية شمالية سابقة.

بدوره قال لي المتحدث العسكري الكوري الجنوبي، لي سونج جون، إن كوريا الجنوبية لديها تقييم مماثل لإطلاق، الخميس.

وأشار إلى أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تخططان لإجراء مناورات عسكرية ثنائية "كافية"، ومناورات ثلاثية تشمل اليابان رداً على التهديدات الكورية الشمالية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن خصائص طيران هذا الإطلاق تجاوزت تلك المسجلة لعمليات إطلاق صواريخ سابقة، لكنها لم توضح الاختلافات.

إدانات دولية
في واشنطن، وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، الإطلاق بأنه "انتهاك صارخ" لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعددة، والذي "يثير توترات بلا داع، ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".

وقال سافيت إن الولايات المتحدة ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن الأراضي الأميركية، وحلفائها الكوريين الجنوبيين واليابانيين.

كما أدانت كل من كوريا الجنوبية واليابان عملية الإطلاق لكونها تشكل "تهديداً للسلام الدولي"، وقالتا إنهما تنسقان عن كثب مع الولايات المتحدة بشأن أحدث اختبار للأسلحة الكورية الشمالية.

وذكرت سول، الأربعاء، أنها رصدت مؤشرات بشأن إمكانية إجراء كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، أو تنفيذ سابع اختبار نووي مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية المقرر إجراؤها، الثلاثاء المقبل، بهدف استعراض القوة العسكرية المتنامية.