إيلاف من الفجيرة: وصلت قاذفات B-52 الأميركية الاستراتيجية إلى منطقة الشرق الأوسط، وسط تساؤلات حول قدراتها ودورها الحاسم في ترسانة سلاح الجو الأميركي.
وتعتبر هذه الطائرات أسطورة في عالم الطيران العسكري، حيث يعود تاريخ تصميمها إلى حقبة الحرب الباردة، حينما سعت الولايات المتحدة لامتلاك سلاح ردع نووي يحلق لمسافات بعيدة. وبرغم مرور عقود على دخولها الخدمة، ما زالت هذه القاذفات "المرعبة" تعتبر أحد أقوى وأطول أذرع الولايات المتحدة في السماء.
وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية، فجر الأحد، وصول هذه القاذفات الاستراتيجية إلى المنطقة. وقالت في منشور على حسابها الرسمي في منصة X: "وصلت قاذفات القنابل الاستراتيجية B-52 Stratofortress من جناح القنابل الخامس بقاعدة مينوت الجوية إلى منطقة مسؤولية القيادة الوسطى".
صُممت B-52 لتكون قاذفة استراتيجية ثقيلة، قادرة على الطيران لمسافات بعيدة تصل إلى أكثر من 14 ألف كيلومتر من دون إعادة التزود بالوقود، وتحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة النووية والتقليدية. وتتسم ببنية ضخمة، إذ يبلغ طول جناحيها 56 متراً وطولها 49 متراً، بارتفاع يصل إلى 12 متراً ووزن نحو 83 طناً. وعلى مدار سنوات، تم تحديث القاذفة لتعتمد على تقنيات متقدمة في التوجيه والقدرة الهجومية، فبإمكانها الآن حمل نحو 32 صاروخاً من طراز "كروز" ذي الرؤوس النووية.
برزت B-52 كلاعب رئيسي في تاريخ الحروب الأميركية، فقد استخدمت خلال حرب فيتنام وحرب الكويت في عام 1991، حيث نفذت ما يُعرف بـ"القصف البساطي"، لتسوية مساحات واسعة من الأهداف الأرضية. وفي 2001، استخدمت بشكل مكثف أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان، ثمّ في عمليات استهداف تنظيم داعش في سوريا. ومع التطورات المتلاحقة، باتت قادرة على إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه وقنابل موجهة بالليزر، ما يعزز من فاعليتها كأداة ضغط وردع استراتيجية.
عودة B-52 إلى سماء المنطقة تشير إلى استمرار اعتماد الولايات المتحدة على هذه الطائرة كسلاح قوي لا يزال يمتلك فعالية عالية في التهديد الاستراتيجي، سواء في الحروب التقليدية أو كأداة ردع نووية.
التعليقات